«إنت عمري» رسالة من الله
أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية أميركا تستعد لإخلاء سفارتها ببغداد وتسمح لأسر عسكريّيها في الشرق الأوسط بالمغادرة انتشال جثة الرهينة الإسرائيلي يائير ياكوف من قطاع غزة
أخر الأخبار

«إنت عمري» رسالة من الله

المغرب اليوم -

«إنت عمري» رسالة من الله

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

فى مطلع الثمانينيات اتصل الشاعر الغنائى أحمد شفيق كامل بالموسيقار محمد عبدالوهاب، فاكتشف أنه قد وصل قبل أيام إلى باريس كعادته لقضاء أشهر الصيف هناك، أخذ رقم الفندق، وردت عليه زوجته نهلة القدسى، طلب منها أن تقنع عبدالوهاب بألا يلحن كلمات أغنية اتفق معه أن تغنيها وردة، قالت له نهلة إنها أمس فقط سألها عبدالوهاب عن الورقة التى دون عليها الكلمات، واكتشفت أنها نسيتها فى القاهرة، وطلبت منه أن يملى عليها الكلمات، فقال لها إنه يحمد الله على نعمة النسيان، واعتبر أن نسيانها رسالة من الله تؤكد له أنه اختار الطريق الصحيح عندما قرر التوقف عن كتابة الأغنيات العاطفية.

فى لحظات من العمر يحدث لدى بعض المبدعين حالة من الالتباس بين ما قدموه وعلاقتهم بالمولى عز وجل. عرفت الشاعر الكبير أحمد شفيق كامل فى تلك المرحلة العمرية نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، عندما كان قد أعلن قبلها اعتزاله كتابة الأغانى العاطفية والاكتفاء فقط بالدينى والوطنى، بعد أن أصبح واحدا من مريدى ودراويش الشيخ متولى الشعراوى، الذى حرم عليه كتابة الأغانى العاطفية.

يحلو للبعض على سبيل الاستسهال أن يطلق عليه لقب شاعر (إنت عمرى)، على اعتبار أنها أشهر وأول أغنية وأصبحت معروفة باسم (لقاء السحاب)، جمعت الأغنية بين ألحان محمد عبدالوهاب وصوت أم كلثوم على كلمات أحمد شفيق كامل، الحقيقة أن (إنت عمرى) فقط الأشهر، أشعار أحمد شفيق كامل التى أبدعها فى قالب الأغنية تتنافس فى جمالها مع (إنت عمرى)، مثل (الحب كله) و(أمل حياتى)، وأغنياته الوطنية مثل (السد- قلنا ح نبنى وادى احنا بنينا السد العالى) و(مطالب شعب) و(يا نسمة الحرية) و(وطنى حبيبى الوطن الأكبر)، كل هذه الأغنيات وغيرها شهادات تضع شاعرنا بالفعل فوق السحاب!!.

كان شفيق كامل يشعر فى تلك السنوات بحالة من الخجل لأنه كتب أغانى تتغزل فى المحبوب مثل (يا أرق من النسمة وأجمل من ملك)، حتى إنه كاد أن يحرم على نفسه تقاضى أى أموال تدرها تلك الأغانى حتى لا ينفق على بيته من مال حرام. كانت هناك محاولات بأن يطبع أغنياته بين دفتى كتاب، وبعد جهد كبير أتصور أنه مضنٍ وافق. شاعرنا الكبير تبلغ رقته وتواضعه حدوداً لا يمكن لأحد أن يتصورها، ومن المؤكد أنه ظل رافضاً الفكرة لإحساسه بأن كلماته لا تستحق أن توثق فى كتاب، رغم أنك بالفعل عندما تستمع إليها، تكتشف إلى أى مدى أن الكلمة تحلق بعيداً، حتى عن النغمة والأداء، كلمات شفيق كامل، ثرية ومفعمة بكل المشاعر الجياشة.

ابتديت دلوقتى بس أحب عمرى..ابتديت دلوقتى أخاف لا العمر يجرى

الأديب الكبير خيرى شلبى كتب مقدمة رائعة لكتاب (أنت عمرى)، أكد فيها أن أحمد شفيق كامل شاعر صوفى صرف، وجميع أغنيات الحب التى غنتها أم كلثوم من تأليفه سواء من تلحين عبدالوهاب أو بليغ حمدى إنما هى أغنيات عشق صوفية، وما الحبيب فيها سوى الله سبحانه وتعالى. انتهت كلمات خيرى شلبى واستمعت إلى كلمات أغانى شاعرنا وقرأتها عشرات المرات وتأكدت بما لا يدع مجالاً لأى تفسير آخر، أنها ليس من الممكن أن تحمل أى معان صوفية، ومن المستحيل أن تقترب من الذات الإلهية، وأن هذا التحليل الذى يبدو فى ظاهره الرحمة إلا أنه فى باطنه العذاب، وأجمل ما فى (إنت عمرى) أن شفيق كامل تغزل فى محبوبته قائلاً:

صالحت بيك أيامى .. سامحت بيك الزمن

نسيتنى بيك آلامى .. ونسيت معاك الشجن

حكاية أحمد شفيق كامل وتحريمه لأغنياته العاطفية ومحاولة تفسيرها على نحو آخر صوفى، ستجد لها تنويعات مختلفة دراميا وتشكيليا، كلها تقع تحت طائلة عنوان كبير هو (الخجل من الفن)، ولو بإعادة القراءة والتفسير الذى يحطم المنطق، ولهؤلاء الذين يحرمون الحب فى أغانينا أقول لهم بصوت أم كلثوم (الله محبة)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إنت عمري» رسالة من الله «إنت عمري» رسالة من الله



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 04:04 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى
المغرب اليوم - كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى

GMT 04:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان داكوستا يعود من "محنة الإصابة"

GMT 08:24 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

إمام مسجد يعتدي جنسيًا على 7 قاصرات في المغرب

GMT 11:43 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ماسك الصبار لتطويل الشعر والتخلص من القشرة في أسرع وقت

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق Uppercut Games يكشف عن لعبته الصادرة

GMT 11:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ميداليتين ذهبيتان للعراق في منافسات بطولة "انفكتوس"

GMT 06:30 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

أطلاق نسخة معدلة من نظام "macOS"

GMT 09:07 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

حقائب وأحذية تتناسب مع رحلات الصيف

GMT 08:40 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

أحمد عز الفنان والإنسان

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 13:59 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

منتجع "إرسلان" نكهة الريف التركي البسيط في إزميت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib