سعيد صالح «اللي يتجوز أمي أقولّه يا عمي»

سعيد صالح: «اللي يتجوز أمي أقولّه يا عمي»!

المغرب اليوم -

سعيد صالح «اللي يتجوز أمي أقولّه يا عمي»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

عانى سعيد صالح كثيراً في حياته، ووصلت به الحال إلى التعرض للسجن. انتقد في منتصف الثمانينات ثلاثة من رؤساء مصر: عبد الناصر، والسادات، ومبارك، قائلاً: «أمي اتجوزت ثلاثة؛ واحد أكّلنا المِش، والثاني علّمنا الغش، والثالث لا بيهش ولا بينش». عبارة لاذعة أضحكت الناس ولا تزال، وبالطبع حُسبت عليه، على الرغم من أنها لا تضعه مباشرة تحت طائلة القانون؛ لأنه لم يفصح، لذا نفذ بجلده من السجن، إلا أنه تورط في الثانية، وألقي القبض عليه بتهمة تعاطي مخدرات، وأدين بالحبس سنة.
سعيد صالح نموذج صارخ للفنان الذي يحلم كثيراً، وتخترق أحلامه سقف الإمكانات المتاحة. كان لديه حلم تقديم حياة الموسيقار سيد درويش في عمل مسرحي، حتى أن ملامح سعيد صالح من فرط عشقه لهذا المبدع الكبير، باتت تحمل منه الكثير. ولحَّن بالفعل أغاني (سماعياً) على طريقة سيد درويش، مستعيناً بعدد من العازفين؛ لأنه لم يتعلم العزف. ونهل من أشعار الكبار، أمثال بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين.
كان لديه طموح لإنشاء مسرح عصري ضخم مجهز بأحدث التقنيات؛ لكن كما يقول المثل المصري: «العين بصيرة واليد قصيرة». بالفعل كان يقدم أفلاماً متواضعة أطلقنا عليها توصيف (مقاولات)، من أجل أن يتكسب منها لينفق على مشروعه الفني. الغاية لا تبرر الوسيلة، إلا أنه لم يجد وسيلة أخرى.
سعيد تعرض مؤخراً لهجوم ضارٍ من أحد الممثلين تجاوز فيه كل الخطوط الحمراء. قطعاً ليست أبداً المشكلة نعته بـ«الممثل العادي»، أو أنه لا يعجبه أداؤه، فكل ذلك وأكثر منه يقع تحت طائلة حرية الرأي.
الممثل الكوميدي الشهير عبد السلام النابلسي له تسجيل تلفزيوني أجراه منتصف الستينات، مع المذيعة المصرية ليلي رستم، في التلفزيون اللبناني، يقول إن فيروز صوت مصنوع وليس له طعم خاص. سبق –مثلاً- في حوار لمحرم فؤاد مع عمرو أديب، قال فيه إن علي الحجار يصلح فقط للغناء مع المجموعة (كورال)، ولا يجوز أن يغني منفرداً. أما هاني شاكر فلقد نصحه محرم بأن يغني فقط للأطفال.
كل هذا وأكثر ممكن التعامل معه، وفي العادة عشاق ومريدو الفنان يقومون بالرد الملائم، إلا أن ما فعله هذا الممثل أنه تجاوز المسموح، وطعن في شرف سعيد كإنسان، ما يضعه تحت طائلة القانون.
اكتشفنا أن لديه ضغينة قديمة وجرحاً لم يندمل، عمره 35 عاماً، فهو يعتقد أن سعيد أبعده بحيلة ما عن تمثيل دور مهم في فيلم «سلام يا صاحبي» الذي شارك سعيد في بطولته مع عادل إمام. لن أناقش مدى صحة الواقعة -أغلب شهود العيان غادروا الحياة- ولكن أين هي الخطوات الأخرى الناجحة التي حققها هذا الممثل؟
أنا أعرف عديداً من حكايات الكواليس التي تم فيها استبعاد سعيد صالح؛ لأن نجم الفيلم يخشى أن يسرق منه الكاميرا، فهل أدى ذلك إلى ضرب سعيد في مقتل، والقضاء على نجوميته، أم العكس تماماً هو الصحيح؟ هذه الضربات زادته قوة.
المعروف تاريخياً أن الترقب كان كبيراً جداً لسعيد، منذ مطلع السبعينات، وعرف البطولة المطلقة على المسرح قبل عادل إمام، إلا أنه لم يمتلك العقل القادر على إدارة الموهبة، وفقد كثيراً من النقاط التي كانت من المفروض أن تصب في مصلحته.
انطبقت عليه مقولة ترددت كثيراً في مسرحية «مدرسة المشاغبين»: «عادل (بهجت الأباصيري) المخ، وسعيد (مرسي الزناتي) العضلات»، فهو صاحب موهبة مترامية الأطراف (عضلات)، إلا أنها افتقدت قيادة (المخ).
كان سعيد صالح وسيظل من الأكثر فطرية بين نجوم الكوميديا الذين عرفهم العالم العربي. ولو أنه طبق في حياته تلك «اللزمة» التي رددها في أولى مسرحياته «هاللو شلبي» قبل 55 عاماً: «اللي يتجوز أمي أقولّه يا عمي»، فلم يكن سيعرف أبداً طريق السجن!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعيد صالح «اللي يتجوز أمي أقولّه يا عمي» سعيد صالح «اللي يتجوز أمي أقولّه يا عمي»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:31 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 03:22 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيما ستون تنطلق في فستان أزرق مزخرف ولامع

GMT 02:24 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

التطريز اليدوي الفريد يمنحك قطعة ملابس لا تتكرر

GMT 02:01 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فادية عبد الغني تؤكد أن تجسيد شخصية "بديعة مصابني" أرهقها

GMT 06:35 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

"مشاغبات مثقف ثوري" كتاب جديد لعبد الخالق فاروق

GMT 05:32 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

حقيقة انفصال الأمير هاري عن حبيبته ميغان ماركل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib