بناهي ينتظر «سعفة» بينوش

بناهي ينتظر «سعفة» بينوش!

المغرب اليوم -

بناهي ينتظر «سعفة» بينوش

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

العديد من المهرجانات الكبرى، وعلى مدى ١٥ عاما، تُعرض أفلامه رسميا، وكثيرا ما حصد الجوائز الذهبية.. إلا انه لم يكن حاضرا، فهو ممنوع من ممارسة المهنة ومن السفر. يتم تهريب الشريط خارج الحدود. قد يراه البعض تتويجا مغموسا بالسياسة، إلا أننى أراها جوائز إبداعية خالصة، خالية من الدوافع الأخرى، البعض لن يرى إلا (الدوافع الأخرى) .

هذه المرة، حضر بناهى إلى السجادة الحمراء ودخل قاعة (لوميير)، ولاقى قبل العرض تصفيقا استمر ٥ دقائق، وبعد العرض ١٥ دقيقة، ولم يجد هو وفريق العمل ردًّا
سوى البكاء.

رسميا، لم يعد بناهى ممنوعا من السفر، وبالتالى غير مهدد أيضا بالسجن، إلا أنه بعد عرض فيلمه (حادث بسيط) بدون موافقة الرقابة هناك، من الممكن أن يجد نفسه مجددا قيد التحقيق والتهديد بالسجن .

الفيلم اخترق الخط الممنوع، عندما قدم الفساد داخل جهاز الشرطة، البطل كان مسؤولا فى السجن عن تعذيب المعارضين.. مصادفة تتعطل سيارته ليلا فى طريق مهجور ومعه عائلته الصغيرة «ابنته وزوجته الحامل»، ويلجأ لمن يساعده، فيكتشف أنه السجان الذى كان يعذب المعتقلين ويقرر هو والمجموعة التى تعرضوا للتعذيب الانتقام، والتى تبدأ بدفنه حيا ثم يتم العدول عن الفكرة، إلا أنه يذوق مرارة الخوف وهو يرى قبره بعينيه، ونكتشف أنه كان يتحرك بقدم صناعية. الفيلم يقدم أكثر من امرأة فى الشارع لا ترتدى الحجاب، تلك مخالفة قانونية تستوجب السجن.

العام الماضى، شاهدنا المخرج محمد رسولوف فى (كان) يأتى متسللا هاربا مع فيلمه (بذرة التين المقدس) وحصد جائزة لجنة التحكيم. لم يعد رسولوف إلى ايران حتى الآن.. بينما بناهى لا أدرى هل هو يقيم حاليا خارج الحدود، ويستعين بآخرين لتصوير لقطات فى إيران يضع هو تفاصيلها الدقيقة من خارج إيران، أم انه سيعود ليواجه عشرات من الاتهامات!.

تستطيع أن تلمح فى سينما جعفر بناهى سمة عامة، تبدأ اللقطات بهدوء وحياد، ويبدو أنه لا يريد أن يحكى لك شيئا محددا، إلا أنه يمسك وكأنه لا يدرى بخيط درامى ما، ومن بعده تتجدد المحاور وتتفجر الأسئلة، حالة العفوية التى يتم تصديرها للجمهور سمة يمتلكها بناهى، كما أنه يمنح الشريط قدرا من خفة الظل حتى يخفف الوطأة على المتلقى، ولكنها ليست مجرد مزحة مجانية، فهى تشير إلى معنى، وهكذا مثلا عندما يذهب المعتقل السابق بزوجة السجان إلى المستشفى لكى تلد، يصبح سؤال السجان الأساسى هل شاهد زوجته فى تلك اللحظة!!.

كثر يتساءلون كيف أن السينما الايرانية فى بلد يمارس فيه كل هذه القيود تستطيع تحقيق هذه المكانة الاستثنائية، والإبداع ينتعش مع نسمات الحرية، إلا أنه ينتعش أيضا وبنفس القدر، عندما يصبح معادلا موضوعيا للبحث عن الحرية، عندها تصبح الأعمال الفنية هى الوسيلة للدفاع عن الحق فى الحياة.

وهكذا أرى جعفر بناهى، لم تعد قضيته شخصية تعنيه هو بقدر ما صار اسمه يتجاوز الشريط الفنى، الذى نتابعه ليصبح هو العنوان، يذوب تماما هذا الاحساس بالذاتية ليصبح فى لحظة الخاص جدا هو العام جدا، أنت بقدر ما ترى المخرج يتحدث عن نفسه، بقدر ما تتسع الدائرة وتشعر أنه يتحدث عنك.

ترى كل العالم على اتساعه بإطلالة ما وكأنه عالمك أنت، تستطيع تلخيص سينما بناهى فى تلك الجملة التى قالها بالفارسية بعد نهاية عرض فيلمه: (أنا لا أجيد أى شىء فى الدنيا سوى السينما)، هل ستمنح جوليت بينوش رئيسة لجنة التحكيم مساء غد السعفة الذهبية إلى بناهى عن (حادث بسيط)؟ إجابتى القاطعة هى نعم!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بناهي ينتظر «سعفة» بينوش بناهي ينتظر «سعفة» بينوش



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib