«الأستاذ» والدرس البليغ
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

«الأستاذ» والدرس البليغ

المغرب اليوم -

«الأستاذ» والدرس البليغ

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

 

كل صراع مهما بلغت دمويته ينتهى إلى الهدنة، ثم الصلح، وقد يصل حتى إلى شاطئ الصداقة، وفى النهاية (المصالح تتصالح)، ويحكمنا مبدأ (البرجماتية) النفعية، ستمنحنى (كذا) وستحصل على (كيت) وينتهى الأمر.

تابع التاريخ كله ستكتشف أنه مهما بلغ العداء والدماء ترفع في نهاية الأمر، راية السلام، حتى لو بدأت بالاستسلام، مثل صراع أمريكا واليابان، في نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد إلقاء قنابل نووية على هيروشيما ونجازاكى، وأعلنت اليابان الاستسلام، وتصالحتا رغم أن تبعات القنبلة لم تنته حتى (جينيًّا)، وتركت تشوهات على الوجوه والوجدان، ولكن لم يخترق أي طرف بنود السلام، حتى ولو بحجة الانتقام.

مع إسرائيل لا يوجد أبدًا سلام، حتى لو تبنى الطرف المعتدى مبدأ الصفح، لأنهم لا يتنفسون سوى القتل والدمار والسادية، لا يدركون أن ما يبدو ظاهريًّا على الخصم من ضعف، لا يعنى أنه فقد روح المقاومة.

عندما تشاهد الفيلم الفلسطينى (الأستاذ) للمخرجة والكاتبة فرح النابلسى، ستكتشف أيضًا أن ما نعايشه الآن في غزة الجريحة، هو ما كان ولا يزال يجرى في أي مكان بفلسطين، سواء كنت فلسطينيًّا وتعيش في رام الله حيث السلطة الفلسطينية أو تل أبيب وتحمل الهوية الإسرائيلية أو غزة حيث حماس، فأنت ستظل بالنسبة للمتطرفين من الإسرائيليين هدفًا استراتيجيًّا.

الفيلم يفضح الممارسات الصهيونية وزيف شعار العدالة الذي تطلقه إسرائيل للعالم، على اعتبار أنها دولة يحكمها القانون، وتريد العيش في سلام، بينما العرب في الداخل والخارج يريدون بها شرًّا، المخرجة فرح أرادت أن تقدم حكاية إنسان يعيش الظلم، ولكن لأن البطل فلسطينى، والاحتلال الصهيونى يمسك بقبضة من حديد على كل التفاصيل، يتعانق في كل لقطة الثأر العام والخاص، وتتشابك السياسة مع مفردات الحياة، ويعلو صوت الانتقام، ليصبح هذا الصوت الحل الوحيد في ظل غياب القانون وانتحار مبادئ حقوق الإنسان.

صالح بكرى، أحد أهم نجوم السينما العربية الذين اقتحموا في السنوات العشر الأخيرة المجال العالمى، يؤدى دوره باقتدار مدرس لغة إنجليزية ومن هنا جاء عنوان الفيلم (الأستاذ)، كمهنة يمارسها الأب وأيضًا كمعنى، فهو المعلم، واختيار الإنجليزية تحديدًا، يعنى ضمنًا الرغبة في وصول رسالة البطل للعالم.

البطل صالح بكرى يعايش أزمة تلميذيه، وهما يحاولان فضح المؤسسة الإسرائيلية بسبب تواطئها في حماية أحد القتلة المتطرفين من الصهاينة، يقرر وكأننا نستعيد أحداث 7 أكتوبر في غزة أن يأخذ إسرائيليًّا رهينة، ويبدأ الصراع، وترى اختراق القضاء بالفساد والتوجه الصهيونى، من أجل إفلات القاتل الإسرائيلى من العقوبة، وهو ما يثير تعاطفك الوجدانى مع الانتقام الشخصى كحل حتمى ووحيد.

التداعى على الفور يفرض نفسه فأنت لن تعزل حكاية الفيلم عن حكايتك، مع فلسطين عبر التاريخ، ولا مع معاناتك كإنسان يتابع ما يجرى مع الأبرياء في فلسطين، وحالة التشفى في قتل الأبرياء التي يمارسها العالم لكى يغض الطرف عن الدماء والدمار.

الحكاية، كخط عام، لا تحمل مفاجأة، ولكن لو تأملتها تكتشف أن ممارسة إسرائيل لكل تنويعات الوحشية، هي أيضًا لا تحمل أي جديد، القصة مكررة لأن إسرائيل تكرر مذبحة قتل الأطفال من (دير ياسين) إلى (غزة).

وهكذا ومع أول أيام مهرجان (الجونة) كانت فلسطين حاضرة وبقوة وتأثير، لترد على كل من يحاول افتعال خصومة بين الفن والرسالة السياسية، من يفضلون الجرى بعيدًا عن الاشتباك مع الواقع، من أباح بقوة فكرة الإلغاء بحجة التضامن مع فلسطين، بينما المشاركة بإيجابية هي النضال الحقيقى.

(الأستاذ) نجح في أن يقدم للجميع هذا الدرس البليغ!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأستاذ» والدرس البليغ «الأستاذ» والدرس البليغ



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib