«قالولي هان الود عليه»

«قالولي هان الود عليه»

المغرب اليوم -

«قالولي هان الود عليه»

طارق الشناوي
بقلم : طارق الشناوي

الصدفة لها وجهان أحياناً، هي خير من ألف ميعاد، ومن الممكن أيضاً أن تصبح أسوأ من كل المواعيد، سنكتفي هذه المرة بالجانب الإيجابي المشرق.

تلقى الشاعر الغنائي الكبير مأمون الشناوي اتصالاً تليفونياً من صديقه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، يطلب منه أن يلتقيه في استوديو مصر، كان وقتها مأمون، كاتباً صحافياً بمؤسسة «أخبار اليوم»، اعتقد مأمون أن عبد الوهاب سيطلب منه أن يكتب خبراً عن فيلمه الجديد، فوجئ بأن عبد الوهاب يمسك العود ويغني «بامية على ملوخية / ملوخية على بامية». وعندما عاد إلى منزله كتب على نفس الإيقاع والوزن «أنت وعزولي وزماني»، وحققت تلك الأغنية في نهاية الثلاثينات نجاحاً استثنائياً، وأشارت إلى مأمون ككاتب غنائي موهوب، فكتب لفريد الأطرش وأسمهان ومحمد فوزي وعبد الحليم وصولاً إلى أم كلثوم.

في فيلم «أنت حبيبي»، منتصف الخمسينات، مع اقتراب نهاية الشريط نكتشف أن أنجح أغنيات الفيلم «زينة والله زينة» وجدت طريقها للفيلم بالصدفة، وضد رغبة المخرج يوسف شاهين، عندما شاهد فريد الأطرش النسخة قبل النهائية خلسة من دون علم المخرج، اكتشف أن زمن الفيلم لا يتجاوز فقط ساعة ونصف الساعة، وقال غاضباً: «فيلم لفريد الأطرش يجب أن يصبح الأطول»، وطلب أن يبحثوا عن موقف يملأون به الزمن، وأضافوا عُرساً في مدينة النوبة جنوب مصر، شارك في أدائه بالغناء كل من فريد وشادية، كما أن هند رستم أضفت برقصها ألقاً ووهجاً، وأدى هذا المشهد دوراً محورياً في رواج الشريط.

كان يوسف شاهين يعتبره أفشل أفلامه، بسبب إقحام تلك الأغنية، وعن طريق الخطأ أرسل الفيلم إلى باريس، ليشارك في تكريمه من خلال احتفالية أقامها هناك «معهد العالم العربي»، واكتشف فريد أن الجمهور الفرنسي بدأ يردد بعد العرض تحديداً، رغم أنهم لا يعرفون العربية «زينة والله زينة» فأحب من بعدها شاهين الأغنية والفيلم.

قال لي محمد صبحي إنه في منتصف السبعينات، ذهب مع رفيق الرحلة الكاتب لينين الرملي إلى نجم الكوميديا، محمد عوض، ليتفقوا معه على بطولة مسرحية «انتهى الدرس يا غبي»، كان صبحي سيؤدي دوراً ثانوياً بجوار عوض، إلا أن عوض اعترض على الفصل الثالث، رفض لينين إجراء أي تغيير، وأسند المخرج إنقاذاً للموقف الدور لصبحي، وتم تدشينه بعدها نجماً جماهيرياً، ذهب عوض لمشاهدة العرض، وصعد لتحية الأبطال، وعلى المسرح طلب الكلمة قال للجمهور مازحاً أعترف لكم أنني طلعت (...).

عندما استمع محمد رشدي إلى لحن «بهية» اعتذر لبليغ حمدي قائلاً غنيت لـ«وهيبة» و«عدوية» و«نجاة» و«نواعم» وغيرهن من النساء، وأخجل أن أضيف للقائمة «بهية»، فكانت من نصيب منافسه التقليدي محمد العزبي، وصارت هي عنوانه الغنائي حتى رحيله.

منح الشاعر أحمد رامي منتصف الخمسينات أغنية «عودت عيني» لصديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب، لحن عبد الوهاب المقطع الأول، وتوقف عن استكمالها، استمعت أم كلثوم بالصدفة إلى رامي وهو يردد الكلمات، وعلى الفور تواصلت مع الموسيقار رياض السنباطي، وقدم لها لحناً رائعاً، وغضب بالطبع عبد الوهاب من رامي، وتخاصما بضع سنوات، مر عبد الوهاب عام 1963 بمأزق عاطفي، عندما أصرت زوجته السيدة نهلة القدسي على الطلاق، وعلم رامي بالواقعة فكتب «قالولي هان الود عليه»، وأرسلها لصديقه القديم، وأسفرت تلك الأغنية عن صلح مزدوج بين عبد الوهاب ورامي، وبين عبد الوهاب ونهلة القدسي، ولم يهن من بعدها الود بينهم أبداً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قالولي هان الود عليه» «قالولي هان الود عليه»



GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 15:21 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 15:18 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 14:59 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

من الساحل إلى الأطلسي: طريق التنمية من أجل الاستقرار

GMT 14:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

فضيحة في تل أبيب!

GMT 14:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تفرح بافتتاح المتحف الكبير (1)

GMT 14:42 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

شخص غير مرغوب فيه

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib