«كولونيا» ديستوبيا مصرية
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

«كولونيا».. ديستوبيا مصرية!

المغرب اليوم -

«كولونيا» ديستوبيا مصرية

طارق الشناوي
بقلم : طارق الشناوي

هذا الفيلم يقع فى إطار ما يمكن أن نطلق عليه (الديستوبيا) التى هى نقيض للعالم الافتراضى المثالى على الأرض (اليوتوبيا)، أنه الجزء المظلم والمخيف فى الحياة والذى من الممكن اعتباره المعادل الموضوعى (للكابوس) فى مواجهة الحلم، (المدينة الفاسدة) وعلى الطرف الآخر (المدينة الفاضلة).

المخرج محمد صيام أحد اهم الأسماء فى هذا الجيل، والذى كان يطل علينا من خارج مصر، ويحصد الجوائز أيضا، شاهدت له فيلمين تسجيليين (فى بلد مين) و(أمل)، أفلامه وهى عادة إنتاج مشترك لا يتاح لها العرض فى مكانها الطبيعى على أرض الوطن، هذه المرة نجح مهرجان (الجونة) فى اقتناص فيلمه الروائى الأول، ومن حسن حظ المهرجان وأيضا الفن المصرى أن رئيس الرقابة وحامل (الترمومتر) هو الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال، الذى يعرف جيدا أن قوة النظام تقاس بقدرته على السماح.

السيناريو شارك صيام فى كتابته أحمد عامر، يبدأ بذروة مأساوية وهى موت الأب، نراه على السلم محمولا ثم يغطى وجهه بالملاءة، ويسأل الأحفاد عن معنى الموت، وتبدأ عيون المشاهد فى محاولة قراءة ما تحت الملاءة.

على الشاشة نرى فى المشهد التالى ٢٤ ساعة قبل الرحيل، لنعيش أكثر فى تلك العلاقة الملتبسة بين الأب وابنيه الكبير والصغير، الابن الأكبر، يمنحه كل شىء، بينما الصغير والذى يعيش معه فى نفس البيت (أحمد مالك) نكتشف انه لا يكتفى بتعاطى المخدرات ولكنه يتاجر فيها، لم يكمل كلية الصيدلة، لديه دراية علمية بتأثير المخدرات فى تخفيف الآلام، اسم الفيلم بالانجليزية (رائحة الأب)، تتوقف أمام العلاقة بين السلطة الأبوية بمعناها الخاص والعام، والابن وحقه فى التمرد.

الشاشة تقدم شخصيات مقهورة مطحونة، الفقر واللاجدوى تسيطر على تفاصيل (الكادر)، المخرج يخلص تماما لحالة (الديستوبيا) فى تقديم الشارع بكل عناصره من فقر وانحراف.

يتكئ صيام على قدرات ممثليه التعبيرية، كمال الباشا الممثل الفلسطينى الحاصل على جائزة افضل ممثل فى (فينسيا)، كانت تخونه أحيانا اللهجة المصرية، إلا أن قوة الأداء التعبيرى لم تخنه أبدا، أحمد مالك، أحد أهم الموهوبين فى هذا الجيل، وأكثرهم أيضا قدرة على الانتقاء، تفاعلت شخصية البطل مع ملامحه ومشاعره على الشاشة. استوقفنى مايان السيد لأول مرة تتحرر من الصورة الذهنية التى ارتبطت بها الفتاة (الكيوت) الرقيقة، لتقدم دور ابنة البلد التى تدافع عن نفسها وعن حياتها، بينما من غدر بها ولا تفرق معه، كما شاهدت أيضا دنيا ماهر فى مشهد يحمل جرأة فنية، ليكسر المخرج مجددا تلك (التابوهات) التى تقيد اغلب ممثلينا.

رهان سينمائى صائب وجرىء، لمخرج مع فريق أتقن التعبير عن الحالة السينمائية، بكل مفردتها، مدير التصوير عمر أبو دومة، مصمم المناظر عاصم على، أزياء نيرة الدشورى، مونتاج الموهوب أحمد حافظ، حرص المخرج على أن يقدم شكر للموسيقار حسن أبو السعود، حيث ردد كمال الباشا أغنية تحمل الكثير من الشجن فى الحوار بينه وبين مالك، مأخوذة عن فيلم (سلام يا صاحبى) تلحين أبو السعود، الشجن كان جزءا حميما فى الشريط السينمائى، وهو ما أكدته الموسيقى التصويرية لـ«ليالى وطفة». سحر الشاشة وصدق الحالة كانا هما العنوان، يحسب لمهرجان (الجونة) وفريق العمل أنه طمأن عمليا عشاق السينما المصرية على حال السينما المصرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كولونيا» ديستوبيا مصرية «كولونيا» ديستوبيا مصرية



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib