السينما الإيرانية السؤال الحائر من «الجونة» إلى «القاهرة»
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

السينما الإيرانية.. السؤال الحائر من «الجونة» إلى «القاهرة»!

المغرب اليوم -

السينما الإيرانية السؤال الحائر من «الجونة» إلى «القاهرة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

السينما الإيرانية كانت- ولا تزال- تشكل مأزقًا يواجه القائمين على المهرجانات السينمائية فى مصر، قبل نحو عشر سنوات أتذكر جيدًا أن وزير الثقافة الأسبق، الراحل د. جابر عصفور، بعد إعلان نتيجة المسابقة الرسمية لمهرجان (القاهرة)، وفوز الفيلم الإيرانى (ميلبورن) بجائزة (الهرم الذهبى)، أمسك بالميكروفون وكأنه يعتذر للدولة المصرية وللعالم كله، موضحًا لماذا حصلت إيران على الجائزة، ولسان حاله يقول للمتربصين (هذه نقرة وتلك نقرة).

أردف قائلًا: (إننا نختلف سياسيًا وفكريًا مع التوجه الإيرانى، ولكننا منحنا السينما الإيرانية الجائزة، لأننا لا نخلط الأوراق بين الفنى والسياسى)، وأشاد بالموقف المصرى، استغرق هذا الأمر نحو عشر دقائق للتبرير وإبراء الذمة، ومن بعدها ظل الفيلم الإيرانى يعامل بحذر، وكالعادة وأخذًا بالأحوط يميل مهرجان (القاهرة) مع تعاقب القيادات إلى عدم عرض الفيلم الإيرانى، وأتصور أن هذا أيضًا ما سوف يكرره حسين فهمى فى تلك الدورة من المهرجان ( ٤٥)، التى تفتتح ١٣ نوفمبر القادم.

يوجد نوعان وتوجهان يحملان اسم إيران، ما تنتجه أو تساهم فيه وتراجعه الرقابة الإيرانية ويتم تصويره تحت عيون الدولة، وهى فى العادة أفلام لا تحمل أى لمحة نقدية للأوضاع الحالية، وقطعًا لا يمكن فقط أن نصفها بأنها (الشرعية) بمعناها القانونى والدينى، ولكنها فى عدد منها تذهب بعيدًا وتنطلق من نقطة هادئة جدًا واعتيادية، فى العلاقات بين البشر تعثر على ومضة إنسانية تتأملها، إلا أنها تطبق بضراوة حرفيًا كل شروط الرقابة التى تتطلب البعد عن العنف وتجنب أى مشهد يحمل أو يوحى بعلاقة عاطفية مباشرة بين رجل وامرأة، ناهيك عن عدم تواجد رجل وامرأة فى مكان واحد تحسبًا من أن يصبح الشيطان ثالثهما، وطبعًا المرأة حتى داخل جدران البيت تظل مرتدية الحجاب، ولا سلام باليد مع من يؤدى دور زوجها، والحجة هى أنه ليس فى الحقيقة زوجها فكيف تصافحه؟، هذه التفاصيل وغيرها من المؤكد تكبل السينمائى فى إيران، فى نفس الوقت فإن البديل الذى يلجأ إليه قاس جدًا، من الممكن أن يزج به إلى السجن، أو كحد أدنى يمنع من السفر أو ممارسة المهنة، وهو مصير لاقاه كُثر من المبدعين فى إيران، مثل المخرجين جعفر بناهى ومحمد رسولوف، وغيرهما، ورغم ذلك، فإن عددًا من هذه الأفلام التى تصور بالداخل تصل بطريقة سرية للمهرجانات الكبرى، وتحصل على جوائز مثل الفيلم الإيرانى الذى اقتنصه مهرجان (الجونة) هذه الدورة (بذرة التين المقدس) لمحمد رسولوف.

(الجونة) أكثر حرية فى التعامل مع الأفلام، ويختار بلا محاذير سياسية مكبلة له، وهو ما يظهر فى حريته المطلقة بالاختيار.

عرض (بذرة التين المقدس) اختيار موفق للجونة، خاصة أنه لم يفعل مثل مهرجان (كان) ويعتبرها معركة سياسية، فقط اكتفى بعرض الفيلم، أتذكر أن المخرج الممنوع من السفر بأمر المحكمة، محمد رسولوف، كان عليه أن يقضى بالسجن ٨ سنوات واجبة النفاذ، ناهيك عن مئات من ضربات السياط يتلقاها يوميًا _ الجلد عقوبة لا تزال تطبق فى إيران _ تمكن رسولوف من عبور الحدود، وذهب لمكان آمن، لم يعلن عنه تخوفًا من ملاحقة السلطات الإيرانية، وغالبًا هو لا يزال فى واحدة من المدن الأوروبية، بعد أن وصل فى مايو الماضى إلى (كان) وحضر عرض فيلمه وتسلم بعد أيام جائزة لجنة التحكيم.

قطعًا حسين فهمى لا يملك المجازفة سياسيًا بعرض فيلم إيرانى مخرجه منشق عن السلطة، ولكن (الجونة) يستطيع.

للأفكار أجنحة قادرة على التحليق دومًا والطيران، بعيدًا عن مرمى النيران، وهكذا صار رسولوف من مجرد مواطن ينتظر حكمًا بالسجن ثمانى سنوات وجلدًا وتنكيلًا، إلى بطل.

(بذرة التين) فى الثقافة الإيرانية- كما يشير أكثر من مرجع- هى بذرة تنبت عشوائيًا، إلا أنها حتى تواصل النمو، تغتال كل النباتات الأخرى بجوارها لتنفرد بالحياة، ولا يقاسمها مصدر المياه أى ثمرة أخرى بجوارها.

استمد رسولوف حكاية البطل من تلك النبتة، فهو كما يبدو فى بداية الأحداث محبًا لأسرته، عاشقًا لزوجته وابنتيه، ناجح فى مهنته كمحامٍ، تفكر الدولة فى الاستعانة به فى منصب قضائى داخل النيابة حتى يصعد بعدها إلى درجة القاضى، يكتشف أن عليه الموافقة على كل أحكام الإعدام بحق المواطنين الذين تعتبرهم الدولة الإيرانية من الأعداء، يوافق على تلك المقايضة، يبيع من أجلها قناعاته، ولأنه يصبح مطلوبًا أمام أعداء الوطن_ كما يطلقون عليهم _ يتم تسليمه مسدسًا لحمايته الشخصية.

فى خط موازٍ تندلع المظاهرات فى الشارع الإيرانى، مطالبة بالحرية وبعدم فرض الحجاب على الرؤوس، العنف الذى مارسته السلطة أوضح أنها فاقدة السيطرة على مجريات الأمور.

النقاش بين الأب وابنتيه وزوجته أكد على التباين العميق فى الأفكار، بعد أن صار جزءًا من النظام، ولهذا يبرر القسوة والعنف اللذين تغالى الدولة فى توجيههما لمن يختلف معها. وفى المظاهرات نرى الفتاتين وهما تحاولان إنقاذ فتاة ثالثة بعد أن أطلقوا على وجهها رصاصهم المطاطى العشوائى.

نصبح دراميًا أمام رجل فى مواجهة قبيلة النساء داخل المنزل، يشكلون أفراد الأسرة، يزداد الأمر شراسة داخل الأسرة، عندما لا يجد المسدس، يعرضه فقدانه للسجن، ولهذا يقرر أن يبطش بالجميع.

إنه تجسيد حى لتلك البذرة التى لا تنمو وتزدهر مثل (التين المقدس)، إلا على آلام وسحق حياة الآخرين!!.

الخط العام فى السينما الإيرانية، ومن علاماته المخرج الراحل عباس كيروستامى، صاحب فيلم (طعم الكرز)، يبدأ هادئًا ولا ينبئ فى العادة بأى صراع، ثم ينتهى إلى الذروة بالقتل أو الموت أو الانتحار، ومن خلال تتابع السيناريو ينتقل رسولوف، بإيقاع لاهث، إلى تلك الذروة. المخرج بحنكة استعان بلقطات توثيقية تناولت المظاهرات الأخيرة فى إيران، وضعها فى سياق الفيلم كجزء درامى، لنرى كيف واجهت الشرطة المحتجين، خاصة من النساء، بكل هذا العنف المفرط.

رسولوف حافظ على إيقاع الأحداث وتدفقها، من خلال بناء يبدو فى البداية هندسيًا، ثم بعد ذلك يصبح مع تتابع المشاهد انسيابيًا، رجل قانون يواجه قبيلة من النساء هن أقرب الناس إليه، على استعداد أن يضحى بهن جميعًا من أجل أن يظل فى موقعه داخل السلطة، متجاوزًا كل مبادئ القانون.

يبقى السيناريو الواقعى (اللغز)، ولا أتصور أن محمد رسولوف سوف يبوح به على الأقل الآن، كيف تمكن من الهروب خارج البلاد؟، وكيف تم تنفيذ الفيلم وهو ممنوع عليه ممارسة المهنة وتحت المراقبة ٢٤ ساعة؟.

السينما الإيرانية تجسد فى عمقها إصرار مبدع على التعبير متجاوزًا كل المعوقات والمحاذير الرقابية والأمنية، عدد من مخرجيها صارت الصفة الأكبر والأهم لهم أنهم مناضلون بالكاميرا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما الإيرانية السؤال الحائر من «الجونة» إلى «القاهرة» السينما الإيرانية السؤال الحائر من «الجونة» إلى «القاهرة»



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:39 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib