مبدعون على «دكة» الاحتياطي

مبدعون على «دكة» الاحتياطي

المغرب اليوم -

مبدعون على «دكة» الاحتياطي

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

يتابع المشاهدون الفنان الذي يقدم إبداعه على الشاشة، وفي رمضان تتعدد مشاركات العديد منهم ما بين مؤلف أو مخرج أو ممثل، هؤلاء يمثلون نسبة أقلية، بينما يجلس على «دكة الاحتياطي» الأغلبية.

هل من السهل على الفنان أن يحافظ على حياده عندما يتابع آخرين في مقدمة المشهد، بينما هو لم تتح له الفرصة نفسها، التي يرى أنه جدير بها؟

أتابع ما يكتبه بعضهم على «السوشيال» من تعقيبات سلبية، كثيراً ما يتعرض هؤلاء لاتهام يشوب آراءهم التي تحمل قدراً لا ينكر من الغيرة، خاصة أن بعضهم، كان قبل عام أو أثنين في الملعب نفسه يقدم عمله الفني، الذي أشبعته «السوشيال ميديا» هجوماً، والغريب أن الملاحظات نفسها التي هاجم بها هذه المرة زملاءه، كان أيضاً يناله منها الكثير.

أتذكر في الماضي، أن مخرجاً، بل أستاذاً كبيراً وهو المخرج الراحل محمد خان، كان يكتب على صفحته بين الحين والآخر، منتقداً ما يقدمه تلاميذه على الشاشة الصغيرة، في البداية تحملوا على مضض رأيه، بعد ذلك انتقلوا إلى مرحلة الهجوم على الأستاذ، وطلبت وقتها من خان، بحكم صداقتنا، أن يكتفي بالكتابة الإيجابية فقط لمن يراه يستحق، ويحتفظ بآرائه السلبية في درج مكتبه، فذيوعها على الملأ سيساء تفسيره من الجميع، سواء أكان مبدعاً أو مشاهداً.

تابعت مثلاً مؤخراً هجوم عدد لا بأس به من الكتاب والمخرجين والممثلين الذين ليست لهم مساحة حالياً على الخريطة، مؤكدين للرأي العام، أنهم قادرون على إصلاح الدراما لو عادوا مجدداً للملعب، وبدأ بعضهم الإشارة بأنهم ليسوا فقط بعيدين بإراداتهم، بل مستبعدون وعن سبق إصرار.

هناك من يرى أن الكبار، من أصحاب التاريخ، إذا أتيحت لهم فرصة سوف «يعدلون المايلة»، وأنهم يمتلكون سر النجاح وأن الجمهور ينتظرهم.

كثيراً ما نبالغ في إضفاء قسط معتبر من المزايا على الغائبين، باعتبارهم الأكثر دراية، لا أنكر أن عدداً منهم، لديه تاريخ مرصع بالإنجازات، والأعمال الدرامية التي صنعت الثقة بينهم وبين الجمهور، عبر عقود من الزمان، إلا أن ليس كل صاحب تاريخ، عندما تتاح له الفرصة للعودة يظل قادراً على قراءة شفرة الجمهور، أحياناً يعود للملعب بنفس المفردات القديمة.

رصيدهم السابق عندما يعاد عرضه على الشاشة تجد من ينتظره، وكثيراً ما يتلقى أيضاً التهنئة، إلا أنه لا يدرك أننا لا شعورياً نشاهد القديم بقانونه القديم، ولا نسقط عليه أحكامنا الحالية. لو تخيلت مثلاً أنك تشاهد فوازير السبعينيات التي كانت تقدمها القديرة نيللي، مع المخرج الراحل الموهوب فهمي عبد الحميد، كانت تدهشنا، برغم أن الحيل الإخراجية وقتها بدائية، لو جاء مخرج الآن واستخدم نفس المفردات التي كانت تبهرنا قبل نحو نصف قرن، سوف يلقى كماً هائلاً من الاستهجان.

بديهي أن يعترض البعض على عدد من المسلسلات والبرامج، الكل يبحث عن عمل فني أو برنامج يرى فيه نفسه وبمواصفاته الخاصة، هناك من استغل تلك الثغرة، ليؤكد لهم أن معه مفتاح الحل. جزء منهم أتيحت له الفرصة في أعوام سابقة، اكتشفنا أنهم انفصلوا عن الواقع، وتعطلت لغة الكلام والتواصل مع هذا الجيل، وبات أحسن لهم ولنا، أن يظلوا في قائمة الجمهور.

الحفاظ على اللياقة الفنية، هو التحدي الأكبر لأي مبدع، ابتعد طواعية أو مجبراً عن الملعب.

العودة للرقعة ومغادرة «دكة» الاحتياطي، لا تكفي فيها الرغبة، يجب أن يمتلك الفنان القدرة، وأولها وأصعبها تحديث أدواته الإبداعية، قبل أن يصيبها الصدأ!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبدعون على «دكة» الاحتياطي مبدعون على «دكة» الاحتياطي



GMT 20:19 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

‎قمة الدوحة.. نريدها إجراءات وليست بيانات

GMT 20:16 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

سدودنا فارغة وسرقة المياه مستمرة

GMT 20:12 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

تاريخ «لايت»

GMT 20:10 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ما بعدَ هجوم الدوحة

GMT 20:08 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

بول بوت... جنون الإبادة الذي لا يغيب

GMT 20:07 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ربع قرن على هجمات 11 سبتمبر

GMT 20:05 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

انزلاقات المرحلة

GMT 20:03 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

أميركا... معارك الرصاص لا الكلمات

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929

GMT 23:46 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنك مغربي يصرف شيكا باللغة الأمازيغية

GMT 23:52 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

الفيضانات تقتل 141 حيوانًا بريًا في الهند

GMT 11:06 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الكشف عن "ميني كاب"أصغر سيارة إطفاء في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib