«كبَّر الجى وروَّق الدى»

«كبَّر الجى وروَّق الدى»!

المغرب اليوم -

«كبَّر الجى وروَّق الدى»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

تستحق أستاذة اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس دكتورة غادة بلال، كل الشكر والتقدير، قررت في مادة اللغويات التحرر من تلك القوالب الجامدة، وتخرج (بره الصندوق) وتفكر بعقل شباب جيل (زد)، الذين ولدوا منذ نهاية التسعينيات في زمن المحمول، صار لديهم مفردات أخرى، أنهم كل المستقبل، ونصف الحاضر، بينما المجتمع بما يملك من سلطة أبوية يريد أن يفرض عليهم قانونه.

السؤال الذي أثار الغضب، ترجم هذا المقطع إلى الإنجليزية، من أغنية (البخت) تقول كلماتها (عينى منها بشكل جدى / وتقيلة مش تقلانة / اتبخر سحرى /عينى مليانة منها/ سألتها / ورفضتنى/ استغربتها/ أمال فين هيبتى)، قبل نحو سبعة أشهر في نفس الكلية وأتصور أيضا أنها دكتورة غادة، كان الامتحان عن ترجمة عبارة (إتش دبور) أحمد مكى لـ(مرجان أحمد مرجان) عادل إمام (كبر الجى وروق الدى).

تربينا، أقصد جيلى، أن الشعر القديم بكل أطيافه هو عنوان اللغة العميقة، وبرغم أن أدبنا يحمل الكثير من الشعر القديم البسيط، والذى يملك أسلحة اختراق حاجز الزمن، مثل العديد من أشعار المتنبى، لانزال نتكئ على جزء منها في أحاديثنا اليومية، جيلنا مسكون بمفهوم خاطئ، يخلع على الأصعب صفة الأحلى، مع الزمن اكتشفت أن الأسهل هو الأصعب، تحتاج إلى جهد مضاعف، حتى تمتلك سحر البساطة.

كنا نحفظ في مادة اللغة العربية ولا أدرى هل لاتزال تلك المعلقة مقررة أم لا (مكر مفر مقبل مدبر معا/ كجلمود صخر /حطه السيل من عل)، هكذا كان امرؤ القيس يصف جواده، وبات علينا أن نقع في حبه، يشبهه امرؤ القيس بحجر ضخم صلد ألقاه السيل من مكان مرتفع إلى الحضيض، هذه هي الصورة التي نتمثلها باعتبارها عنوان الشعر الراقى الناعم.

على الجانب الآخر لا يمكن لمنصف أن ينسى سحر اللغة، عند المتنبى، الذي يقول على سبيل الحث على بذل أقصى طاقة ممكنة (على قدر أهل العزم تأتى العزائم) كما أنه يتفاخر بإنجازه الإبداعى (أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبى/ وأسمعت كلماتى من به صمم) وهو صاحب هذا المقطع الذي صار مأثورة (إذا أتتك مذمتى من ناقص / فهى الشهادة لى بأنى كامل) وغيرها.

كاتب هذه السطور ليس من عشاق أغانى (الراب) ولا (المهرجانات) أقف بكل إعجاب وتقدير على عتبة باب صوت وكلمات وألحان أم كلثوم وفيروز ونجاة وحليم وليلى مراد شادية ووردة وغيرهم، إلا أننى في نفس الوقت، لا اغلق أذنى عن هذا النبض الجديد، في مطربى (الراب) والذى صار مسيطرا على الساحة.

وعنوانه حاليا (ويجز)، أغانيه صارت عالمية، المنافس الأول رقميا مع عمرو دياب، ما منح عمرو كل هذا الحضور في زمن (المهرجانات)، أنه بذكاء يدرس الكلمة والنغمة ويقدم أغانى تشبه في مفرداتها ورتمها (المهرجانات) ولكن بروح عمرو دياب، لا أستبعد أن يفعلها مجددا مع أغانى (الراب) ويقدمها بروح عمرو.

النجاح في بلادنا يثير حفيظة المتزمتين، حتى إنهم طالبوا بالتحقيق مع أستاذة اللغة الإنجليزية ولكن رئيس الجامعة دكتور محمود المتينى، بكل جرأة تبنى موقفها.

درس عميق، أتمنى أن يكون له أيضا صدى عند (عبدة الماضى) الذين هم أشد خطورة من (عبدة الشيطان)، علينا أن نأخذ بحكمة إتش دبور (كبر الجى وروق الدى)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كبَّر الجى وروَّق الدى» «كبَّر الجى وروَّق الدى»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib