الدراما ليست موعظة حسنة

الدراما ليست موعظة حسنة!

المغرب اليوم -

الدراما ليست موعظة حسنة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

من فرط نجاح مسلسل (عائلة الحاج متولى) صار اسم متولى إحدى الكلمات التى اخترقت الثقافة الشعبية للتعبير عن النهم الجنسى، والنجاح الذى صاحب المسلسل كان استثنائيًّا، والغضب أيضًا كان كذلك.

قبل نحو 22 عامًا أعلنت السيدة سوزان مبارك غضبها من الرسالة التى حملها المسلسل، وبدأت بعض الأقلام تغير مواقفها من التأييد فى بداية عرض المسلسل إلى الهجوم الضارى، وعدد من المنظمات النسائية طالبت كالعادة بالمصادرة الفورية.

وقُدمت برامج تلفزيونية على مختلف القنوات، الغرض الوحيد منها هو اغتيال المسلسل على اعتبار أنه يوجه رسالة للرجال بتعدد الزوجات، المعالجة التى كتبها مصطفى محرم وأكدها المخرج محمد النقلى فى كل التفاصيل بالصوت والصورة وأداء ممثليه تتوجه إلى تقديم رؤية ساخرة، والحاج متولى كما شاهدناه فى الحلقات حالة خاصة غير قابلة للتكرار.

هل زاد فى المجتمع المصرى عدد الرجال الذين جمعوا بين أربع نساء؟ الحقيقة هى أبدًا. هل انتهت مع الزمن جاذبية المسلسل؟ الحقيقة هى أبدًا، على العكس رصيد نور الشريف مرصع بالعديد من المسلسلات الناجحة مثل (هارون الرشيد) و(أديب) و(الدالى) و(عمر بن عبد العزيز) و(الرحايا) وغيرها، إلا أن (الحاج متولى) هو الأنجح جماهيريًّا لا ينافسه سوى (لن أعيش فى جلباب أبى) ولا يزال المسلسلان قادرين كلما أعيد العرض أن يجمعا الناس تحت مظلتهما.

لا أرتاح إلى حالة الهلع التى أقرؤها بين الحين والآخر على (النت)، حيث تشير إلى أن رسالة حملها هذا المسلسل أو الفيلم أو تلك الأغنية سوف تؤثر سلبًا على سلامة المجتمع العقلية وبنائه النفسى، وبعدها مباشرة تنشط غُدة المنع الرقابى التى يتم تحفيزها من أجل المصادرة.

مؤكد أنك تذكرت مثلى أيضًا (الحاج متولى) وأنت تشاهد (جعفر العمدة)، لى ملاحظات متعددة على المسلسل ليس من بينها أبدًا زواجه من أربع، لن يصبح نموذجًا يُحتذى يغزو المجتمع كما يردد المتحفظون والمتحفزون.

(جعفر العمدة) كسيناريو أشبه بمعادلة حسابية، محمد سامى هو أكثر مخرجى الشاشة الصغيرة قدرة على قراءة الجمهور، يمنح ممثليه أدوارًا يعيشون عليها عدة سنوات بعد نهاية العرض، ينطبق عليه توصيف (دراماتورجى)، هذه المرة كان صوت الصنايعى صاخبًا، قرر سامى أن يمزج بين أكثر من (تيمة) درامية ناجحة مثل الانتقام والبطل الذى لا يقهر وهكذا بين الحين والآخر لا يبخل على جمهوره بخناقة أو أكثر، وبالطبع تواجد محمد رمضان يضمن له دائرة واسعة من الترقب.

سامى فقد هذه المرة ككاتب الانسياب، يقدم شخصياته طبقًا لرؤية عقلية مباشرة أشبه بالمعادلات الحسابية.

سبق أن حقق رمضان وسامى من خلال (الأسطورة) ثم (البرنس) رواجًا جماهيريًّا طاغيًا، كل منهما بعيدًا عن الآخر لا يستطيع تحقيق نفس النجاح الجماهيرى.

وأتصور أنهما يترقبان (جعفر العمدة) من خلال منظور رقمى للمشاهدة، فهل يقفز فوق حاجز (الأسطورة) مثلًا؟ لا أتصور.

المسلسل مثل المشتبه فى ارتكاب جريمة، صار عليه بين الحين والآخر أن ينفى (جعفر العمدة) تأثره ببناء شخصية (الحاج متولى)، ولهذا يسارع بتقديم موقف مفتعل يبعده عن متولى.

أعلم أن المسلسل يحقق كثافة مشاهدة عالية بتلك العناصر القادرة على الجذب، إلا أن هذا لا ينفى عنه أن أضعف حلقة فى بنائه هو العمق الدرامى المفقود.

(تيمة) الزواج من أربع (إيفيه) قابل للضحك والسخرية، لا خوف من التقليد، سيظل الحاج متولى مع مرور الزمن هو الحاج متولى، وليس له (فروع أخرى)، وعلى طريقة المطرب الشعبى محمد طه (ع الأصل دور)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما ليست موعظة حسنة الدراما ليست موعظة حسنة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib