«الميديا» ليست دائماً مذنبة

«الميديا» ليست دائماً مذنبة

المغرب اليوم -

«الميديا» ليست دائماً مذنبة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أكَّد النجم أنه أبداً لم يقل شيئاً ينال من طليقته، وأن هناك من يتصيد له كلماتٍ لم تصدر عنه، رغم أن تصريحاته موثَّقة، لم يكتفِ بهذا القدر، تعمَّد أن يتواصل مع إحدى المذيعات، شارحاً لها تفاصيل التفاصيل، أعلنت أنه اختصَّها فقط بتلك المعلومات، التي تضع الطرفَ الآخر تحت مرمى الاتهامات، ليرى الناس كم هو معطاء وكم هي ناكرة للجميل، لنصبح أمام حكاية «الرجل الطيب والست الشريرة».

لاحظت أننا كثيراً ما نكتشف أن الشخصيات العامة التي عادة تتهم الإعلام بهتك المستور والدخول في الممنوع، هي التي هتكت من كان ينبغي أن يظل مصوناً، وأتاحت الممنوع ووضعته بأوراق «سوليفان» شفافة على باب «الميديا»، ليثير شهية الإعلام في البحث عن فضيحة.

عندما تتناول هذا الحدث بعض الأقلام، ويتناقله عدد من البرامج، تنهال الاتهامات على الإعلام الذي يخترق «مواثيق الشرف»، ولا يعنيه شيء سوى اقتناص «الترند».

الحكاية ليست أبداً وليدة زمن «الترند» الحالي، فهي موغلة في القِدَم، وتحميل الصحافة المسؤولية الأدبية أيضاً موغل في القدم.

في جلسة الصلح الشهيرة التي جمعت عام 1970 في التليفزيون اللبناني بين العملاقين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، أكد الاثنان، أن العلاقة بينهما «سمن على عسل»، ولكنها الملعونة «الصحافة»، التي تنسب آراء سلبية للعندليب ضد فريد، وتقول على لسان فريد أكاذيب لم ينطق أبداً بها لسانه ضد حليم، بينما كل منهما لا يمكن أن يمس صديقه بسوء، وأكدا في النهاية، أنهما سوف يقدمان أغنية بتلحين فريد وغناء حليم لإيقاف باب الشائعات تماماً، عاش فريد 4 سنوات بعد هذا التسجيل، وعاش حليم سبعاً، ولم نرَ أو نسمع شيئاً عن اللقاء الفني المزعوم، كل ما كان يحدث هو فقط الإعلان عن أغنية مشتركة، ثم وكأن شيئاً لم يكن، عبد الحليم كما هي العادة وفي اللحظة الحاسمة «فص ملح وداب».

لو قلبت في صفحات الماضي، ستكتشف أن حليم كثيراً ما وجَّه ضربات تحت الحزام لفريد، وفريد أيضاً لا يتورع أن يرد له «الصاع صاعين»، والصفعة صفعتين.

فريد كثيراً ما كان يتباهى بأن أغنياته منتشرة عند الجمهور أكثر من أغنيات، ليس فقط حليم ولكن أيضاً عبد الوهاب وأم كلثوم، وأن الثلاثة مجتمعون، لا يحققون في الشارع ما وصل إليه فريد.

كان فريد يعتقد من دون أن يفصح مباشرة، أن عبد الوهاب لعب دوراً لإيقاف كل محاولات غناء «العندليب» و«كوكب الشرق» من ألحانه.

رغم أن فريد الأطرش في عام 1964 ليلة تقديم أول أغنية من تلحين عبد الوهاب وغناء أم كلثوم «أنت عمري»، أقام فرحاً في بيته، استقبل فيه مهنئاً الجميع.

مواقف الفنانين تصل للذروة في جنوحها، يتأرجحون بسهولة بين الثلج والنار، بين الحب الكراهية، وفي النهاية تتحمل الصحافة كل الموبقات.

في الماضي كان من الممكن أن تنطلي تلك الأكاذيب، الآن من المستحيل إخفاء معالم الجريمة الموثَّقة بالصوت والصورة!

ماذا لو تخيلنا هذا الشريط وقد أعلنه النجم: «أنا أسف انفلتت مني الكلمات وأشعر بالندم، فلم يكن من اللائق أن أجرح أم أبنائي، حتى لو بعد الانفصال».

غير أن التجربة تؤكد دائماً أن الهروب من تحمل المسؤولية، وإنكار الواقعة سيظل هو الحل الأول، ومع الأسف نكتشف أيضاً أنه الحل الأخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الميديا» ليست دائماً مذنبة «الميديا» ليست دائماً مذنبة



GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 15:21 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 15:18 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 14:59 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

من الساحل إلى الأطلسي: طريق التنمية من أجل الاستقرار

GMT 14:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

فضيحة في تل أبيب!

GMT 14:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تفرح بافتتاح المتحف الكبير (1)

GMT 14:42 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

شخص غير مرغوب فيه

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib