أميركا وسياسة الموظفين
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

أميركا وسياسة الموظفين

المغرب اليوم -

أميركا وسياسة الموظفين

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

ماذا يحدث عندما تكون السياسة الخارجية لأقوى دولة في العالم مِن صناعة موظفين؟ يحاول كثيرون في منطقتنا فَهْم السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، من منظورات مختلفة، أساسها عناصر القوة الأميركية وقدرتها على التدخل في المنطقة أو الانسحاب منها، ولكن الأمر في إدارة بايدن أبسط من ذلك بكثير، وما يجب أن يلتفت إليه صانع القرار في منطقتنا أننا أمام سياسة خارجية تديرها وتصنعها مجموعة من الموظفين.

ولكي تكون نقطتي واضحة من البداية، فقط لك أن تتخيل اجتماعاً في البيت الأبيض (وليس لديَّ شك أنه كذلك) حول الشرق الأوسط، يكون الحضور فيه الرئيس بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، ثم مدير «سي آي إيه»، ويليام بيرنز. ترى ما نوعية الحوار والنقاش الذي يمكن أن يحدث بين هؤلاء؟

لكي أجيب عن هذا السؤال، علينا أولاً أن نتعرف على اللاعبين الموجودين في هذا الاجتماع المغلَق، ونفهم تاريخهم المهني، وهل لهؤلاء اللاعبين، ومن خلال فهمنا لشخصيّاتهم، القدرة على طرح أفكار خلّاقة أو مختلفة في أمر مصيري وشديد الخطورة على الاستقرار في الشرق الأوسط كله، وهو ما تمارسه إسرائيل في غزة من إبادة جماعية؟

لنبدأ من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان؛ هو موظف عند جو بايدن، وكان يشغل في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما منصب مستشار نائب الرئيس للأمن القومي، وهو منصب في حالة نائب الرئيس يعني أنه مجرد موظف يسمع كلام سيده ويطيع، شيء أشبه بمنصب سكرتير بدرجة مستشار أمن قومي. فكم شخصاً في العالم اليوم يعرف مثلاً فيليب جوردون مستشار الأمن القومي لباميلا هارس، النائبة الحالية للرئيس الأميركي؟

وزير الدفاع لويد أوستين يعدّ نفسه رجلاً تنفيذياً، ولن يقول أكثر مِن أن القوات جاهزة وقادرة على تنفيذ المهام المنوطة بها.

أما أنتوني بلينكن، فهو موظف قديم عند بايدن (staffer)، منذ أن كان بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ولن أسهب في تاريخ بلينكن منذ كان باحثاً في «معهد الدراسات الاستراتيجية في واشنطن (csis)» (أو «سايس»)، ولكن النقطة أنه عمل في مساحات أرادها له بايدن، حتى عندما كان نائباً لهيلاري كلينتون في الخارجية، كان هناك بصفته رجل بايدن المخلص الذي يدير الوزارة بطريقة سيده، حتى لا تأخذ الوزارة مساراً مختلفاً تحت إدارة هيلاري. بلينكن ينفّذ ما يُملى عليه، وليس لديه أي إبداع في الأمر، خصوصاً إذا عرفنا أن رئيسه (بايدن) رجل عنيد عندما تتملك فكرة من رأسه، وهو رجل لن أقول إن فيه عنصرية تجاه منطقتنا، ولكنه يرى أنه يعرف أفضل من هؤلاء القادمين من أجناس أقل وحضارات أقل بنظره. هذا هو انطباعي الشخصي عنه عندما قابلتُه في عام 2000 حينما كنت أعمل أستاذاً للعلوم السياسية بجامعة جورجتاون، في واشنطن دي سي، وطلب منى أن أشرح له طبيعة مجتمعات منطقتنا وسياساتها، عندما كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. ذهبتُ وزميلي في جامعة فيرمونت أيامها، الدكتور جريجوري جوز، وقضينا معه أكثر من ساعة، وكان الرجل يتكلم أكثر مما يسمع، رغم أن الاجتماع معه كان الغرض منه أن يستمع إلينا بوصفنا مختصين في المنطقة، وكانت لديه مواقف يتعنَّت فيها ولا يحيد عنها، لذلك يقلقني عندما يردد، وهو رئيس للدولة الكبرى، أنه صهيوني، ومنذ النشأة.

لا أظن أن موظفَيْن مثل جيك سوليفان وتوني بلينكن لديهما الجرأة أو القدرة على إقناع بايدن بفكرة جديدة؛ فهما ينفذان ما يريده، وهو ينفذ (بدرجة ما) ما يقوله له نتنياهو عن الشرق الأوسط.

الشخصية القادرة في اجتماع مثل الذي ذكرته على فرملة الحوار أو إيقاف القطار هو ويليام بيرنز، مدير «سي آي إيه»، الذي لديه خبرة طويلة وعميقة بالشرق الأوسط حيث عمل سفيراً لأميركا لدى بلدان عدة، ومنها مصر، كما أنه يتحدث العربية بإتقان، ويفهم التلميحات قبل التصريحات. هو رجل هادئ، ولكنه صارم، وسيجادل حتماً في الأفكار السيئة، ومع ذلك يبقى القرار النهائي للرئيس الذي يرى نفسه أكثر فهماً مِن كل مَن حوله في ملف السياسة الخارجية، وبهذا يكون اعتراض بيرنز في الاجتماع مجرد محاولة لفرملة قطار بايدن المندفع، حسب أجندة نتنياهو، مع أن نتنياهو على الأغلب لا يهتم كثيراً بإدارة بايدن الآن؛ فهو في انتظار دونالد ترمب، وسيطيل الحرب حتى يأتي ترمب حسبما يتوقع، الذي هو بمثابة المنقذ له، وتلك نقطة تحتاج إلى شرح وإسهاب، ولكنها خارج تركيز هذا المقال. كنا نقول إن إدارة ترمب هي «one man show»، أو إدارة ديكتاتورية في اتخاذ القرار، ولكن إدارة بايدن أكثر ديكتاتورية، ليس لأن الرئيس لديه ديكتاتورية اتخاذ القرار، بل لأن مَن حوله مجموعة من الموظفين لا يعرفون أكثر من «yes sir»، ويقومون بتنفيذ ما يُطلب منهم.

الحقيقة التي يجب أن تشغلنا أننا أمام سياسة خارجية يصنعها الموظفون وهم جماعة ممن يسمعون ما يقوله بايدن، وبايدن نفسه يسمع ما يقوله نتنياهو.

مهم أن ندرك أن نتنياهو (رغم تأثيره) سيطيل الحرب، في انتظار ترمب، وأنه يدرك أنه يتعامل مع موظفين من نوعية بلينكن وجيك سوليفان؛ هو يشم رائحة الدم، ولا ينقذه إلا ترمب.

في إدارة يحكمها الموظفون، ويديرها رجل في سن متقدمة، لا يبقى لدينا إلا أن نعوِّل على رئيس «سي آي إيه»، بيل بيرنز، ليضيف شيئاً من العقلانية، أو يفرمل هذا القطار الذي يتجه نحو الهاوية.

الكارثة الكبرى أن الأميركان بشكل عام ليسوا مستعمِرين بشكل جيد، فقط انظر إلى أفغانستان وفيتنام، لذلك لا أرى أفقاً في حل الدولتين المطروح ولا في نهاية الحرب، فقط في انتظار ترمب.

ومن هنا يكون دور القوى المحلية، دولاً وحركات، أساسياً في تشكيل السلوك الأميركي، في ظل إدارة الموظفين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وسياسة الموظفين أميركا وسياسة الموظفين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib