سويس سعودي
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

سويس سعودي؟

المغرب اليوم -

سويس سعودي

مأمون فندي
بقلم : مأمون فندي

هناك أحداث تمثل إما نهاية إمبراطوريات أو بزوغ أخرى. وهنا أدعي أن الاتفاق السعودي - الإيراني إذا ما وصل إلى نهايته المنطقية، وهي ترتيب نظام أمن إقليمي جديد، فقد يكون هذا الاتفاق أشبه بحرب السويس عام 1956، التي كانت علامة على نهاية الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس، وبزوغ الإمبراطورية الأميركية في الشرق الأوسط؛ ليس نهاية الإمبراطورية البريطانية وحدها، وإنما الفرنسية أيضاً. تبعات حرب السويس أكدت على ظهور قوة جديدة في العالم بشكل لافت، خصوصاً عندما أعلن دوايت أيزنهاور أنه لن يساعد بريطانيا في أزمتها الاقتصادية، إلا عندما تعلن التزام خروج قواتها من منطقة السويس، ورضخ الإنجليز للطلب الأميركي. في حرب السويس أيضاً كان هناك إعلان آخر، وهو ظهور الدور الروسي في المنطقة والمنافسة الروسية الأميركية التي شكلت الحرب الباردة. أما فرنسا التي رأت في القوة الأميركية تهديداً، فقد قررت أن تحتمي بالعمق الأوروبي، وبالتنسيق مع ألمانيا عمل الطرفان معاً كي تظهر «اتفاقية روما» للعلن نواةً لتجمُّع اقتصادي أوروبي، وذلك في 25 مارس (آذار) 1957، كذلك، وفي ظل الهيمنة الأميركية، بدأت فرنسا بالبحث عن استقلالها النووي بعد مجيء ديغول إلى الحكم في الثامن من يناير (كانون الثاني) 1959 (هل كانت هناك مشكلة نووية يومها كما الحال اليوم؟). لم يخطر ربما ببال جمال عبد الناصر في حرب 1956، أنه بتأميم قناة السويس، وبآخر طلقة في بورسعيد، يعلن نهاية الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية معاً، ولكن هكذا جرت الأحداث، وهو ما يُعرف في علم السياسة بالنتائج غير المحسوبة. إذن، هناك أحداث تبدو على السطح حدثاً دبلوماسياً عادياً، ولكنها في النهاية تشكل البيئة السياسية في الإقليم وربما في العالم. ما أقصده هنا أنه من الوارد أن يكون اتفاق السعودية وإيران (وتبعاته) بمثابة إعلان لبزوغ القوة الصينية في الشرق الأوسط على حساب الوجود الأميركي المتراجع في المنطقة، الذي كانت كبرى علاماته الخروج غير المنظَّم من أفغانستان. هذا الاتفاق ليس إعلان نهاية إمبراطورية، بل بزوغ إمبراطورية أخرى على المسرح العالمي. شروق شمس الإمبراطورية الصينية جديد علينا في الشرق الأوسط، ولكنه موجود في مشروعات الصين العملاقة في إندونيسيا وماليزيا، وسيطرتها على الموانئ هناك، كذلك الوجود الصيني الكثيف في أفريقيا، فشركة «سينوك» تعمل في معظم أفريقيا منذ زمن طويل. الصين تتمدد اقتصادياً وسياسياً؛ فهل هذه مقاربة جديرة بالاعتبار أم أنها مبالغة في قراءة حدث قد ينتهي إلى ما انتهي إليه الاتفاق الأمني الذي سبقه بين المملكة وإيران، الذي دشنته زيارة وزير الداخلية السعودي آنذاك الأمير نايف بن عبد العزيز (رحمه الله) إلى إيران عام 2001، ثم انتهى عندما قطعت العلاقات عام 2016؟
أدعي أن الاتفاق مختلف هذه المرة، نتيجة للظرف الإقليمي، وعلاقات الدولة الراعية بالأطراف، وكذلك طموحاتها في ظل استراتيجية بايدن التي تقسم العالم إلى ديمقراطيات وديكتاتوريات، بهدف واحد، وهو حصار تلك القوة الصينية البازغة. هناك فرق أيضاً في طريقة الوصول إلى الاتفاق، وصرامة الإجراءات المصاحبة؛ إذ جاء الاتفاق بعد جهد مضنٍ بين البلدين، ومفاوضات مبدئية مرهقة في كل من العراق وعمان، ثم انتهى في بكين في 10 مارس (آذار) برعاية دولة نووية عظمي وعضو في مجلس الأمن، وهي الصين.
أمر آخر يخص طبيعة الوسيط الصيني؛ فعلى العكس من الوساطة الأميركية في حل النزعات الإقليمية (الصراع العربي - الإسرائيلي مثلاً، حيث كانت أميركا دوماً تميل إلى وجهة النظر الإسرائيلية)، نجد أن الصين بمثابة الوسيط الأمين، لما لها من مصالح مشتركة ومتشابكة مع البلدين، ولا تميل الصين لواحدة على حساب الأخرى؛ فبين الصين والسعودية وإيران اتفاقات تجارية تكفى لاستمرار دور الصين في حل المشكلة؛ فعلى سبيل المثال، وفي زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الأخيرة للمملكة، وقَّع العاهل السعودي الملك سلمان، والرئيس الصيني، اتفاق شراكة استراتيجية شاملة، منها 34 اتفاقية استثمار في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات والنقل والصناعات الطبية والإسكان والبناء. بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين 87.3 مليار دولار في 2021، وبلغت قيمة الصادرات الصينية للسعودية 30.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات الصين من المملكة 57 مليار دولار. الشيء نفسه يمكن أن يُقال عن العلاقات الصينية - الإيرانية؛ فهناك اتفاق التعاون الاستراتيجي المشترك بين إيران والصين، حيث تستورد الصين من طهران ما يقرب من 1.2 مليون برميل بترول، كما أن الصين هي التي منحت إيران قبلة الحياة، وهي ترضخ تحت العقوبات الأميركية. النقطة الأساسية هنا أن هناك مصالح كبرى بين كل من الصين والسعودية من ناحية، وإيران والصين، من ناحية أخرى، تجعل الصين تتمسك بعلاقتها مع الطرفين، وتحمي الاتفاق بكل ما تملك، لأنه استراتيجي بالنسبة للصين، قبل أن يكون استراتيجياً للأطراف شرق الأوسطية.
مهم أن نرى السياق الإقليمي الأوسع للاتفاق وأهميته بالنسبة للصين، بدايةً يمكن القول إن انجذاب الصين للشرق الأوسط فيه مكون بنيوي، بمعنى أن الفراغ الذي تركته أميركا في الشرق الأوسط يجذب قوى أخرى لملء هذا الفراغ، بدأ بدخول روسيا إلى سوريا، وبما أن روسيا مشغولة بحربها في أوكرانيا؛ فقد خلا المكان للصين بملء بقية الفراغ الاستراتيجي. هذه النقطة البنيوية التي إن لم تملأها الصين جذبت مكانها قوة أخرى.
كما أن هناك عوامل أخرى تجعل الاتفاق ضرورة استراتيجية بالنسبة للدولتين؛ فمثلا هناك إمكانية صراع بين إيران وإسرائيل، والمملكة لا تريد أن تكون طرفاً في هذا الصراع، وإيران ترى في الاتفاق إغلاق الطريق على عمل عدواني إسرائيلي تجاهها، كما أن توتراً في العلاقات السعودية - الأميركية لا تخطئه العين، والصين تريد أن تستغل هذه الفرصة كموضع قدم في الشرق الأوسط، في ظل التنافس بينها وبين الولايات المتحدة، كما أنه بمثابة إعلان من المملكة عن اغتياظها من السياسات الأميركية بشكل غير مباشر، من خلال التلويح بقدراتها وخياراتها، وإعادة العلاقات مع إيران واحدة منها. طبعاً، من نافلة القول هنا أن ندرك أن السعودية تاريخياً لا تستبدل حليفاً بحليف آخر؛ ففي الوقت الذي التقى فيه الملك عبد العزيز مع الرئيس الأميركي روزفلت العائد من مؤتمر يالطا بعد الحرب (14 فبراير/ شباط 1945) في البحيرات المرّة، لم تنقطع علاقته ببريطانيا، رغم إدراكه أن هذه قوة آفلة، وتلك قوة بازغة. ولا يختلف اليوم عن البارحة؛ فالجنوح السعودي تجاه الصين لا يعني التخلي عن الحليف الأميركي؛ فولي العهد السعودي يلعب بما لديه من أوراق مدركاً لحدود القوة، ومدركاً للثغرات التي تقدمها التناقضات، وفي الوقت ذاته يحافظ على التوازنات، خصوصاً أن هدفه الأول استقرار يساعد في تحقيق رؤيته (2030).
تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين إيران والمملكة، الموقَّعة في 2001، والاحترام المتبادل، والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ستكون له تبعات على ما يحدث في اليمن ولبنان، وكذلك العراق وسوريا.
هناك إمكانية أن تكون تبعات الاتفاق السعودي - الإيراني تحت مظلة صينية متعاظمة لا تقل عن تبعات حرب السويس، من حيث تغيير البيئة الاستراتيجية في المنطقة والعالم، ولكن بقدر ما للاتفاق من مؤيدين ومهللين، نظراً لأهميته من الزوايا التي ذكرتها آنفاً، سيكون للاتفاق أعداء، وبحماس أكبر، يريدون خروج هذا القطار عن القضبان. بلا شك هناك لاعبون؛ سواء على مستوى الدول وأجهزتها أو على مستوى الحركات العنيفة التي اقتاتت لسنين طويلة على التناقضات أو الخلافات السعودية - الإيرانية، يزعجها كثيراً هذا الاتفاق، ويضرب مصالحها في مقتل، ولذلك فقد تستميت لإفشال هذا الاتفاق أو تعطيله، وذلك لما له من تبعات إقليمية ودولية كبرى. ومن هنا، تبدو مدة الشهرين لعودة العلاقات بين السعودية وإيران طويلة جداً في هذه الظروف المعقدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سويس سعودي سويس سعودي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib