يوم زفاف عنان

يوم زفاف عنان

المغرب اليوم -

يوم زفاف عنان

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

كانت حياة عنان الجلالى قصة فى حد ذاتها.. وإلا.. فما معنى أن يبدأ حياته العملية فى فندق أوروبى متواضع يغسل الأطباق، ثم يغادر الدنيا وهو يملك ويدير عددًا من الفنادق داخل مصر وخارجها؟.. وإذا لم تكن هذه المفارقة قصة، فما هى القصة؟.

والمفارقة الكبرى كانت فى مماته فى الدنمارك، حيث عاش فترات طويلة، وحاز تكريمًا من الملكة هناك، ولم تكن مفارقة الممات تقل إثارةً عن مفارقات الحياة مع الرجل، يرحمه الله.

عرفته فى غمرة ما لا يزال يُسمى «الربيع العربى»، وأجريت معه حوارًا تليفزيونيًّا على قناة دريم روى فيه تفاصيل مسيرته، منذ أن كان يشقى فى شوارع أوروبا بحثًا عن لقمة عيش وعمل، إلى أن أصبح اسمًا يُشار إليه بالبنان فى دنيا السياحة.

وكان أجمل ما فيه أنه لم يكن يدارى عصامية النشأة فى حياته، ولم يكن يجد أى حرج فى أن يحكى عن أنه تقريبًا لم يستكمل تعليمه، ولم يكن يُخفى أنه بدأ من الصفر أو من تحت الصفر إذا جاز أن يكون تحت الصفر شيئًا.. ولم يكن يفعل ذلك عن غير هدف طبعًا، وإنما كان يفعله عن وعى بهدف يريده أن يصل إلى الشباب بالذات.

كان يريد للشباب أن يَعِى أن لدى كل شاب ما يجعله أفضل من عنان الجلالى نفسه بكثير، وكان يريد أن يهمس فى أُذن كل شاب بأن الحياة أمامه لا خلفه، وأنه يستطيع أن يطوعها كما يحب إذا أراد.. كان يردد مثل هذا المعنى فى كل حديث يبادر به فى أى وسيلة إعلامية، وكان لسان حاله وهو يردده أن لله عبادًا إذا أرادوا أراد.

كان قد اعتاد أن يقضى رمضان فى المحروسة، وكان كلما جاء تكلمنا أو التقينا، ولكنه هذه السنة غاب، فكان ذلك من قبيل الفأل غير الحسن.

حين بلغنى نبأ رحيله لم أملك إلا أن أستعرض شريطًا أمامى على مدى سنة بالضبط.. ففى العشرين من يونيو ٢٠٢٣، طلبنى يدعونى إلى حفل زفافه الجديد فى فندق هلنان دريم.. وهو بالمناسبة أحد فنادقه التى كان يديرها.. وقد ذهبت فى حينها أحضر حفل الزفاف.. أما العروس فكانت طبيبة الأسنان اللبنانية، مهدية فتاح.

أذكر ذلك اليوم بتفاصيله تمامًا، وأستحضر صورة العريس أمامى الآن وهو يرقص مع العروس فى الفرح كأنه طفل فى يوم العيد.. ولكن للقصة بقية هى الأشد إثارة فيها.. ففى العشرين من يونيو ٢٠٢٤ رحل عنان الجلالى!!.. فكأنه كان يرقص يوم زفافه استعدادًا ليوم سوف يأتى حين تدور السنة دورتها مكتملة بغير نقصان.. فى العشرين من يونيو من السنة الماضية، جرى زفافه إلى الدكتورة مهدية، ابنة مدينة طرابلس اللبنانية، وفى العشرين من يونيو من هذه السنة جرى زفافه إلى السماء.. يرحم الله الرجل

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم زفاف عنان يوم زفاف عنان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib