ولكن أين يدُ الرجل

ولكن.. أين يدُ الرجل؟

المغرب اليوم -

ولكن أين يدُ الرجل

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

من الحكايات المروية عن الخليفة الراشد الثانى عمر بن الخطاب أنه زار مريضا فمسح على رأسه وقرأ فاتحة الكتاب فشفى المريض.

مرت الأيام ومرض الرجل نفسه من جديد، ولكن ابن الخطاب كان قد رحل، فجاء رجل من الصحابة يكرر مع المريض ما كان الخليفة الراشد الثانى قد فعل، ولكن المريض بقى مريضا ولم يذهب مرضه. فلما أراد أحد الذين شهدوا الواقعتين أن يلخص المعنى فيهما قال: الفاتحة هى الفاتحة.. ولكن أين يدُ عمر؟.

شىء من هذا تجده أمامك، وأنت تقارن بين موقفين للرئيسين دوايت أيزنهاور ودونالد ترامب تجاه عبث إسرائيل فى محيطها.

ففى أثناء العدوان الثلاثى على مصر فى ١٩٥٦ كان أيزنهاور فى البيت الأبيض، وكان يتابع وقائع العدوان أمامه ولا يوافق عليه، لكنه أدرك أنه غضبه وحده لا يكفى، وأنه لا بد من إجراء يوقف العدوان.

وبسرعة كان قد أصدر إنذارا، وكان الإنذار يقول إن على بريطانيا وفرنسا وإسرائيل أن توقف العدوان على الفور، وأن تخرج من الأراضى المصرية دون تأخير. كانت الدول الثلاث تعرف أن الرئيس الأمريكى جاد فى إنذاره، وكانت تفهم أنها إذا لم تخرج فإن عقابا ينتظرها، وقد سارعت فأوقفت العدوان بالفعل، وغادرت القوات البريطانية والفرنسية المعتدية إلى حيث جاءت، وخرجت إسرائيل وراءهما وهى مُرغمة.

صحيح أن أيزنهاور كان يفعل ذلك لحسابات سياسية تخص المصلحة الأمريكية أولا، وصحيح أنه لم يكن يفعلها من أجل سواد عيوننا، لكنه فعلها عن إحساس بأن بلاده لديها مسؤولية دولية، وأن عليها أن تمارس مقتضيات هذه المسؤولية بما يساعد على إقرار مبدأ عدم الاعتداء بين الدول.. كان إنذار آخر قد صدر للدول الثلاث من موسكو، وكان قد اشتهر بأنه «إنذار بولجانين» وكان بولجانين رئيسا لوزراء الاتحاد السوڤيتى، وكان الإنذار قد صدر يحمل اسمه، ولكن الإنذار الأمريكى كان هو الذى أوقف إسرائيل عند حدها.

تتابع أنت العبث الإسرائيلى المتواصل فى غزة، ثم تتساءل عما إذا كان ترامب يستطيع أن يوقفه؟.. لا شك أنه يستطيع لأن المجرم نتنياهو لا يخشى أحدا قدر خشيته من ترامب، ولأن إسرائيل تعرف عواقب غضب سيد البيت الأبيض عليها.. ولكن.. تعود إلى واقعة الخليفة الراشد الثانى وتقول: إسرائيل المعتدية هناك هى إسرائيل المعتدية هنا.. ولكن أين يد أيزنهاور؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولكن أين يدُ الرجل ولكن أين يدُ الرجل



GMT 20:19 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

‎قمة الدوحة.. نريدها إجراءات وليست بيانات

GMT 20:16 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

سدودنا فارغة وسرقة المياه مستمرة

GMT 20:12 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

تاريخ «لايت»

GMT 20:10 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ما بعدَ هجوم الدوحة

GMT 20:08 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

بول بوت... جنون الإبادة الذي لا يغيب

GMT 20:07 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ربع قرن على هجمات 11 سبتمبر

GMT 20:05 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

انزلاقات المرحلة

GMT 20:03 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

أميركا... معارك الرصاص لا الكلمات

أحلام تتألق بإطلالة ملكية فاخرة باللون البنفسجي في حفلها بموسم جدة

جدة - المغرب اليوم

GMT 01:04 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروب "كافي توبا" الحلال يحارب بطالة السنغال

GMT 17:36 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

التراس الرجاء البيضاوي تهاجم سعيد حسبان وتصفه بالخبيث

GMT 15:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الفيلا صديقة البيئة المكان المناسب لقضاء العطلة

GMT 09:02 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مليون زهرة شتوية تزين شوارع عنيزة في المملكة السعودية

GMT 03:18 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفيلم المغربي "عمي" خلال مهرجان "مشاهد عربية" في واشنطن

GMT 06:35 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين "أرامكو" و"غانفور" لشراء فرضة "ماسفلاكت" للنفط

GMT 19:03 2024 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الوداد ينجّح في رفع عقوبة المنع من الفيفا

GMT 21:37 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يرتفع بدعم من ارتفاع الطلب وشح الإمدادات بأميركا

GMT 20:54 2023 الخميس ,18 أيار / مايو

البيض يتوقع الفائز بدوري أبطال أوروبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib