العهد دخل مرحلة الموت السريري

العهد دخل مرحلة الموت السريري

المغرب اليوم -

العهد دخل مرحلة الموت السريري

عوني الكعكي
بقلم : عوني الكعكي

كان لافتاً الاجتماع الأخير مجلس الدفاع الأعلى الذي حصل في القصر الجمهوري تلبية لشكوى فخامته من عدم انعقاد مجلس الوزراء. من حيث المبدأ نحن مع فخامته، ولكن قبل أن نكون معه أو ضدّه لا بد من السؤال: لماذا؟

نعم... لماذا فخامته منزعج من عدم انعقاد مجلس الوزراء؟
بكل بساطة... السبب الحقيقي هو أنّ فخامته يظن أنّ مجلس الوزراء كله يجب أن يكون كما يريده هو... وكأنّ البلاد لا يوجد فيها أحد غيره وغير صهره العزيز...يا فخامة الرئيس أنت تتصرّف بالحكم، بطريقة لم يتصرّف بها أي رئيس جمهورية قبلك، وكي نذكّرك، فأنت أوقفت التشكيلات القضائية من دون وجه حق، مدّعياً أنّ هذه التعيينات ليست دستورية ولا ميثاقية... بالله عليك قل لنا، ما هي أو مَن مِن الاسماء المدرجة في التشكيلات، أصحابها ليسوا ميثاقيين ولا دستوريين؟

المقياس الذي تقيس به الأمور، هو أنّ أي قاضٍ يُعَيّـن، يجب أن يفوز برضاك، أي أن يكون تابعاً لك. وهنا يصبح الأمر دستورياً، ولأنه تابع لصهرك العزيز يصير الأمر ميثاقياً.

كفى هرطقة وتلاعباً بالدستور، فطالما نحن نتحدث عن تصرفاتك، نحب أن نذكّرك، أنه وخلال 13 شهراً رفضت كل العروض التي قدّمها إليك الرئيس سعد الحريري محتجاً بالدستورية والميثاقية، ونحن هنا نطلب منك بمحبة، أن تدلنا على صحة كلامك بالبراهين لا بالكلام.

من ناحية ثانية، نحب أيضاً أن نذكّرك بقولك عند تشكيل إحدى الحكومات، حين قلت بالحرف الواحد: «لعيون صهر الجنرال لا تتشكل حكومة». أي انك ربطت مصير تشكيل الحكومة بموافقة صهرك على الأسماء والحقائب.

أما صهرك هذا فهو أفشل رجل في العالم: سقط مرتين في الانتخابات، ولولا تغيير قانون الانتخابات، ولولا المخالفات التي قمت بها لما استطاع صهرك أن ينجح.. ولكن نبشّرك اليوم، أنه إذا حصلت انتخابات، فالساقط الأكبر سيكون «التيار الوطني» وعلى رأسه صهرك العزيز.
كذلك نريد أن نذكّرك، بأنك لم توافق على السماح بتشكيل حكومة برئاسة الرئيس الحريري لأنه رفض أن يضم إليها صهرك العزيز.

اليوم... أنت في أواخر عهدك إذ لم يتبقّ لك إلاّ 313 يوماً والوضع كما تعرفه جيداً، هو على الشكل التالي:

أولاً: انهيار اقتصادي مالي لم يشهده لبنان في تاريخه.

ثانياً: لقد أفلست البلاد والدولة، وأفلست البنوك، لأنّ عهدك فشل في وزارة الاتصالات ووزارة الطاقة وأوصل البلاد الى ديون وصلت الى الـ90 مليار دولار، استدانها عهدك من البنوك ورفض أن يسدّدها.. والأنكى أنكم تعتبرونها «خسائر».

لا أعلم من أين أتت كلمة خسائر، فهل الفشل في إدارة الدولة هو خسائر، أم تعيين وزراء فاشلين تابعين لك يسمّى «خسائر»؟

ثالثاً: الدولار وصل الى الـ30 ألفاً بعدما صمد على سعر 1500 ليرة 27 سنة... لم يستطع أحد أن يغيّر هذا السعر إلاّ بعد مجيئك وحكمك الفاشل مع صهرك العزيز.

رابعاً: لا كهرباء.. لا مياه.. لا انترنت. فكلها باتت مفقودة.

خامساً: لا سياحة.

سادساً: لا مدارس.

سابعاً: لا جامعات.

كل هذه الإخفاقات، حصلت في عهدك، وأنت المسؤول الأول، وتتساءل في مجلس الدفاع: لماذا لا تجتمع الحكومة؟

طبعاً في ظل هذه الأجواء، لا يمكن لأية حكومة أن تجتمع، وليس هناك ما يبرّر انعقادها أو وجودها.

فخامة الرئيس، عهدك اليوم في موت سريري كما يسمّونه «طبياً».

الله يستر من الأعظم.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العهد دخل مرحلة الموت السريري العهد دخل مرحلة الموت السريري



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929

GMT 23:46 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنك مغربي يصرف شيكا باللغة الأمازيغية

GMT 23:52 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

الفيضانات تقتل 141 حيوانًا بريًا في الهند
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib