بكائيات التغيير
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

بكائيات التغيير

المغرب اليوم -

بكائيات التغيير

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

أصبحت هناك ظاهرة فى المجتمع المصرى يوجد فيها مَن يعبرون عن الأسف الشديد والحسرة الدائمة على أن المصريين تغيروا وأصبحوا فى حالة غير تلك التى كانوا عليها. المقارنة فى معظم الأحوال تأخذ منحى أن الماضى كان جنة، أما الحاضر والأرجح فى المستقبل أيضًا، فهو جهنم وبئس المصير. المقارنة دائمًا تأخذ من الأحداث اليومية الوقود الذى تغذى به الفكرة حينما تتحول أحداث القتل والاغتصاب والعنف الدموى تجاه الأسرة والعائلة والجيرة إلى حالة عامة كانت مصر بريئة منها فى عصور سابقة. فى أحوال أخرى تكون المقارنة فى مجال الفن والأدب والسلوكيات العامة، حيث يبدو فى أيامنا هذه غريبًا وضجيجًا وخارجًا على الناموس العام، الذى ازدهر فيه الأمراء والأميرات من أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم ومحمود مختار وطه حسين وعباس محمود العقاد والأميرة التى تبرعت لبناء جامعة القاهرة، وهكذا طابور طويل ممن أسهموا فى ازدهار حياتنا.

ولكن هؤلاء على كل ما قدموه كانوا نخبة صغيرة لا تتعدى عشرات أو مئات من المتميزين، الذين بزغوا وسط شعب تراوح ما بين عشرة ملايين نسمة فى بداية القرن العشرين وعشرين مليونًا فى منتصفه. وهؤلاء لم ينته نفوذهم وتأثيرهم عند قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وإنما ظلوا على قيادتهم للنخبة الفكرية حتى العقد الثامن من القرن عندما باتت مصر ٤٠ مليونًا فى عام ١٩٨٠، ووصلت إلى ٧٠ مليونًا عند نهاية القرن وبداية القرن الواحد والعشرين. الآن نعلم الرقم المئوى وما هو أكثر، ولكن المنتج المصرى لم يعد أفرادًا، وإنما مؤسسات كبيرة للتعليم والثقافة والنشر، والفهم المتأثر بعالم واسع من المعرفة الذائعة، والمسابقات والتنافس الكونى فى مجالات كثيرة. ربما أصبحت مصر مصرية بأكثر من أى وقت مضى، فمنذ عام ١٩٨٢ فقط باتت مصر، ولزمن قدره أربعون عامًا كاملة، متحررة من كل احتلال أو استعمار أو تبعية أو قيادة قادمة من الخارج، منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام.

لم تعد مصر حرة فقط وأهلها أحرارًا فحسب، وإنما أكثر من ذلك معبرة عن نفسها ومتصلة مع غيرها من بقاع الأرض بأكثر من أى وقت مضى فى التاريخ. نتاج ذلك كله فى الإبداع والتعبير تراكم خلال العقود الماضية، ولكن فحص ذلك ودراسته فى جميع المجالات لا يزال فقيرًا، ومع الفقر استمرت البكائية على التغيير المتجه إلى أسفل فائزة على إدراك ما هو أعلى. المعضلة الكبرى هى أن مَن عاشوا تحت تأثير مصر فى النصف الأول من القرن العشرين يخلقون فجوة شاسعة مع مَن وجدوا أنفسهم داخل القرن الواحد والعشرين. وإذا علمنا أن مَن هم أعلى سنًّا من ٦٥ عامًا يشكلون تقريبًا ٧٪ فقط من المصريين، فإن بكائياتهم على ما مضى تقف حائلًا أمام التقدم بما فيها من حزن ويأس. الأكثر خطورة أن فجوة من عدم الثقة تجرى بين شيوخ مصر وشبابها، وهى فى جانب منها فجوة حقيقية بحكم الفارق الكبير فى المعرفة التكنولوجية، التى تتيح بسهولة التواصل مع أيقونات العصر القديم، حيث نجد لكل النجوم مكانتهم مُقاسَة إحصائيًّا بالملايين للنغم ومئات الألوف للفكر. ولكن المساحة الكبرى بالطبيعة مفتوحة لكل ما هو جديد فى عالم اليوم من حيث اللغة والعلم والتكنولوجيا والفنون المختلفة، وكلها لم تعد متاحة فقط لقلة قليلة، وإنما لملايين من الشباب المصرى.

الخطورة الكبرى فى هذه الفجوة أن التواصل بين أجيال مصر لا يقع فقط فى بئر تركيز «الشباب» على التعامل والتفاعل مع «فيسبوك» الدائر طوال الوقت ساعة التقاء العائلة؛ وإنما من الممكن له أن ينجرف إلى التماسّ مع الجماعات المتطرفة والإرهابية، التى تريد لمصر حالة من الانحباس فى ماضٍ ولّى وراح، أو البقاء رهينة تقاليد لم يعد لها معنى فى العصر الحديث. بعض ما يجرى نتيجة البكائيات أنه يحرف بعيدًا عن المشروع الوطنى العام للتقدم، ويقع أسير عدد من القضايا المراد منها نتائج سياسية رجعية ومتخلفة. إثارة موضوع «الحجاب» وما سوف يتلوه عن «النقاب» ليست مجرد انتهاز فرصة حادثة قتل مروعة، وإنما تحولها من هذا الجوهر إلى جوهر آخر يأخذنا جميعًا إلى الساحات المظلمة من الماضى. هنا نعود مرة أخرى إلى التساؤل حول المساواة بين الرجل والمرأة مرة أخرى، ومثل هذا التساؤل يعيد كَرّة تالية من النظر فى «المواطنة»، التى هى الركن الأساسى للدولة الحديثة، والعلم الذى هو أساس المجتمع المتقدم. القضية بصراحة أكبر كثيرًا من حادثة قتل، إنها قضية التقدم فى بلادنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكائيات التغيير بكائيات التغيير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 23:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
المغرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib