زمن مكتبة الإسكندرية
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

زمن مكتبة الإسكندرية

المغرب اليوم -

زمن مكتبة الإسكندرية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

 

كانت مكتبة الإسكندرية محظوظة: مرة عندما تولى أمر قيادتها عند التأسيس الأستاذ الدكتور إسماعيل سراج الدين، ومرة عندما خلفه الأستاذ الدكتور السفير مصطفى الفقى. وهى الآن محظوظة للمرة الثالثة عندما يتولى أمرها الأستاذ الدكتور أحمد زايد، عضو مجلس الشيوخ، الذي سعدت بمجاورته في المجلس وفى أعمال فكرية خلال المرحلة الحالية من الحياة. ومنذ الإعلان عن خبر توليه أمر المكتبة، نُشر الكثير عن خصاله الحميدة وإنجازاته العلمية ودوره في الحياة الفكرية للبلاد، وكلها تضعه في قلب حركة التنوير والتجديد في مصر المعاصرة. الآن فإنه سوف يواجه مهمة جديدة هو أهل لها تخص مشروعًا جاء من خارج الصندوق المصرى المتواتر والتقليدى إلى الساعة الرحبة للتاريخ والمستقبل. ويُحسب للرئيس الراحل حسنى مبارك أنه أخذ بالفكرة إلى ساحة التنفيذ خارج الصندوق الشائع عن تاريخ مصر، الذي بات إما مجالًا للسياحة أو أمرًا يخص المتخصصين. ومع ذلك جرى التفكير في «المكتبة» التي لم تكن معبدًا، ولا مزرعة، أو مدفنًا، كانت مكانًا للتفكير والفكر والثقافة في مدينة مصرية كانت ساعة الإنشاء الأول قبل أكثر من ألف عام من أهم العواصم العالمية، وربما لا ينافسها وقتها إلا روما حاضرة الإمبراطورية. أصبح مشروع المكتبة قرينًا لفكرة البعث والإحياء لكى تكون حاضرة مع مطلع القرن الواحد والعشرين. اليوم أصبحت الفكرة ذائعة، وفى العاصمة الجديدة فإنها أولى العواصم في التاريخ المصرى الطويل الذي تبدأ وبها حى كامل لفنون الأوبرا والموسيقى، والفنون التشكيلية بأشكالها والآداب بأنواعها، وتُبنى فيها منذ يومها الأول تحف معمارية، ومعها المسجد الرائع والكاتدرائية الأخّاذة. في التاريخ المصرى القديم لم يكن المصرى يبنى البهاء للحاضر، وإنما للمستقبل حتى يكون احتفال المصريين في القرن الواحد والعشرين بموكب المومياوات والآخر للكِباش، وبعد ذلك سوف يكون الافتتاح العظيم للمتحف المصرى الكبير، وفى زمنه يحتفل بموقع «التجلى الأعظم».

مهمة صديقى الجديد هي البناء على ما أقامه القامتان السابقتان من بعث وإحياء وتنوير. الأول أنشأ وأقام الأساس، وأعاد إلى المكتبة سمعتها التاريخية ونشر وجودها الحالى في الساحة العالمية، ومن بين منجزاته الكبرى كان مشروع «الإصلاح العربى»، الذي أشهر الفكر الإصلاحى في وقت كانت فيه الدول العربية تبحث عن التغيير. والثانى شمّر عن ساعده في المحاربة الفكرية للإرهاب، وأخذ بثقافة المكتبة في الإسكندرية إلى قلب القاهرة الفاطمية والمملوكية. الثالث سوف يكون عليه ما هو أكثر من مواصلة المسيرة لأن التاريخ يتغير دائمًا والزمن لا يبقى على حاله. استقراء الزمن المصرى يقول إننا على مشارف عصر جديد يساويه نهاية التوتر الفكرى ما بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، الأول عاش دائمًا أصولنا؛ والثانى حمل معه تقدمنا. التفكير هو في الأساس عمل المكتبة والمكتبات الكبرى في العالم، وأساسه العلم والابتكار والإبداع وحل المعضلات الأبدية بين التسليم والاختيار. وإذا كان كثيرون في المنطقة العربية يعيشون حالة التجديد فإن مكتبة الإسكندرية لا ينبغى لها البقاء في ساحتها المصرية.

التوسع المصرى من النهر إلى البحر في الزراعة والصناعة والخدمات يفتح المجال الفسيح في البحر المتوسط لبعث وإحياء مدرسة كاملة في الفكر المصرى ارتبطت بالتقدم والرفعة، التي يأتى بها العلم والمشاركة الإنسانية مع أمم وشعوب العالم. تاريخيًّا وفى موعد إشراق الدولة المصرية في مطلع القرن العشرين كانت هناك مدرسة فكرية جاءت مع «عودة الروح» إلى لحظات التفاعل عبر «المتوسط» مع الحضارات الهيلينية والرومانية ومؤخرًا الغربية. أعلامها معلومون لنا مع طه حسين وحسين فوزى وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وسلامة موسى وغيرهم كثر. عاش أكثرهم للنضال من أجل أن تكون مصر جزءًا من عصرها، وبعض عالمها، وحاملة إلى هذا وذاك عصارة تاريخية من الإنجاز الحضارى تضارع كل الإنجازات الحضارية الأخرى.

عزيزى د. أحمد زايد: هذا هو عصر البعث والإحياء، والتقدم والرقى والحداثة، وفى يوم من أيام الزمن كانت المكتبة كتبًا ومخطوطات أكثر من عدد سكان الإسكندرية؛ وكان مقررًا على البحّارة والقباطنة الذين يجوبون بحار العالم ومحيطاتها أن يحملوا إلى المكتبة اهتداء بفنار المدينة الأعظم قبسًا مكتوبًا من شعوب وقبائل وأمم بعيدة. أيامها لم يكن فيها انغلاق ولا احتباس ولا اختفاء تحت عباءة، ولا كان كلام الأولين منتصرًا على حديث الحاضر والمستقبل. لم تكن التكنولوجيا كما هي الآن، ومع ذلك حج الزائرون والدارسون والعلماء إلى رحاب المكتبة ينهلون من علمها، ويقدمون الأطروحات والأفكار لها ولمَن حولها. الآمال والأحلام كثيرة، ولكنها مصر يا صديقى التي تستحق كل عظيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن مكتبة الإسكندرية زمن مكتبة الإسكندرية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib