بقلم : عبد المنعم سعيد
كتبت عشرات المقالات حول سيناء، وتمنيت كثيرًا لو انتقل إليها ملايين الشباب، وعاشوا فيها وزرعوا أرضها وصانوا ترابها. كنت أجلس مع حسب الله الكفراوى، وزير الإسكان فى عهد الرئيس أنور السادات، وقال لي: قدمتُ مشروعًا للرئيس حول تنمية سيناء اقترحتُ فيه تسكين ثلاثة ملايين شاب بحيث نقيم بيتًا على أربعة فدادين لكل شاب، وكان رأيى أن يبدأ المشروع بالشباب الذين أدّوا الخدمة العسكرية بحيث تُقام مجتمعات إنتاجية تستوعب أعدادًا كبيرة من الشباب الذين يعانون أزمة البطالة، ونخفف الزحام السكانى فى الدلتا، ونوفر الحماية لجزء عزيز من الوطن.
وللأسف تأخرت مشروعات تنمية سيناء سنوات طويلة، وقد شهدت سيناء أخيرًا توسعات ضخمة فى الطرق والمدن والخدمات، ولكن مازال يعيش فيها عدد قليل من البشر. ولهذا يجب الرجوع إلى فكرة المهندس الكفراوى بتوزيع الأراضى والبيوت على ملايين الشباب، والتوسع فى المشروعات الإنتاجية الزراعية والصناعية والسياحية، لأن سيناء الخالية تحرك أطماع المغامرين.
إن المدن الجديدة والأنفاق والطرق والجامعات لا بد أن تتحول إلى مناطق سكانية، ولا يعقل أن يعيش فى سيناء عدد قليل من البشر وهى قارة يمكن أن تستوعب الملايين. إن سيناء الخالية مازالت تُغرى البعض من أصحاب الأطماع، ولا بد أن نعزز لها كل مصادر الحماية جيشًا وشعبًا وإنتاجًا ورعاية.
إن فكرة حسب الله الكفراوى يمكن أن تُدرس مرة أخري، خاصة أن هناك مشروعات لم تكتمل مثل ترعة السلام وزراعة نصف مليون فدان، وهى تكفى لاستيعاب ملايين الشباب من الباحثين عن فرص عمل فى الدلتا والصعيد. سيناء دون البشر تحاصرها العواصف.