من الفتح إلى التوازن الاستراتيجي
مقتل ماهر فلحوط بعد اعتقاله من قبل مجموعة الحرس الوطني في السويداء خبراء الاتحاد الأوروبي يصلون برشلونة لمتابعة تفشّي حمى الخنازير الأفريقية الجيش الإسرائيلي يتهم الوحدة 121 التابعة لحزب الله باغتيال ضابطين صحفيين في بيروت قصف إسرائيلي يستهدف خان يونس واستشهاد المصور الفلسطيني محمد عصام وادي وبإصابة الصحفي محمد عبد الفتاح اصيلح مقتل الشيخ رائد المتني يشعل التوتر في محافظة السويداء بعد يومين من اعتقاله على يد ما يسمى بـ"الحرس الوطني" بوتين يمنح المذيعة تينا كانديلاكي والفنانة ناديجدا بابكينا أوسمة رفيعة المستوى وألقاباً وطنية تقديراً لإنجازاتهما في مجالي الفن والإعلام الولايات المتحدة تطلب من سلطات الطيران الفنزويلية استئناف رحلات الطيران للمهاجرين وفاة أكبر معمّرة فى روسيا والخامسة عالميا عن عمر ناهز 115 عاما قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم محيط عدة مستشفيات بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية حصيلة ضحايا فيضانات سريلانكا ترتفع إلى 410 قتلى ومئات المفقودين
أخر الأخبار

من الفتح إلى التوازن الاستراتيجي

المغرب اليوم -

من الفتح إلى التوازن الاستراتيجي

عبد المنعم سعيد
بقلم : عبد المنعم سعيد

مصر خلال تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية اعتمدت على «الفتح الاستراتيجى» الذى يتيح لها علاقات إقليمية ودولية متميزة، حيث ساهمت فى إنشاء جامعة الدول العربية، ودخلت حرب فلسطين الأولى رغم التحفظات فى مجلس الشيوخ والوزراء، وهى الحرب التى كانت بداية حروب امتدت إلى أخريات (١٩٥٦، ١٩٦٧، ١٩٦٩/١٩٧٠، ١٩٧٣) مضاف لها حربا فى اليمن، والتورط فى عدد من الصراعات الإفريقية مساندة أو مشاركة حتى حرب تحرير الكويت. كان لهذه المرحلة بحلوها ومرها ظروفها الخاصة والتى يستحسن تركها للمؤرخين، ولكن الأمر المهم هنا أن التركيز الداخلى على بناء الدولة فقد الكثير من قوة الدفع والعنفوان، بل ونمت مدرسة كاملة فى السياسة الخارجية المصرية قوامها أن «الفتح الاستراتيجى» يدعم عملية التنمية المصرية، بما حصلت عليه مصر من منح ومعونات ومكانة فى النظام الإقليمى والدولى. ووقف وراء هذه «الاستراتيجية العليا» تصور جاء فى كتاب «فلسفة الثورة» للرئيس جمال عبد الناصر الذى تصور ثلاث دوائر تتحرك فيها السياسة الدبلوماسية المصرية وهى: العربية والإفريقية والإسلامية؛ وعالميا سعت مصر لكى تشكل كتلة ثالثة فى العلاقات الدولية تبنت سياسات عدم الانحياز والحياد الإيجابى ومجموعة الـ٧٧ فى الأمم المتحدة.

كانت هزيمة يونيو ١٩٦٧ نقطة فاصلة فى التاريخ المصرى من حيث كشفها عن التفاوت ما بين القدرات والإمكانيات المصرية الفعلية؛ والتوسع الضخم فى الأهداف المصرية الدولية والإقليمية. ورغم الإنجازات التى أحرزتها مصر فى حربى الاستنزاف (١٩٦٨-١٩٧٠) وحرب أكتوبر ١٩٧٣ وتحريرها لكامل التراب الوطنى بعد معاهدة السلام مع إسرائيل فإن مصر خرجت من التجربة منهكة، وكانت مظاهرات الخبز عام ١٩٧٧ واغتيال الرئيس السادات ١٩٨١ مؤشرا على هذا الإنهاك واعتراضا على عملية الإصلاح التى حاول الرئيس السادات القيام بها من خلال سياسة الانفتاح الاقتصادى. ومن مفارقات هذه المرحلة أن حرب أكتوبر غيرت الكثير من موازين القوى الإقليمية عندما رفعت أسعار البترول التى سرعان ما أعطت الدول الإقليمية، عربية وغير عربية، قدرات كبيرة تجاوزت ما لدى مصر من إمكانيات، وبدأ ميزان القوى يتغير فى المنطقة.

حاولت مصر خلال عقد التسعينيات من القرن الماضى والعقد الأول من القرن الحالى أن تقوم بعمليات إصلاح جادة، ولكن التردد والبطء والخوف من اتخاذ القرارات الصعبة أدى إلى حالة من «الانكماش الاستراتيجى» التى جعلت مصر تنسحب من مجالات إقليمية ودولية كثيرة دون أن يصاحب ذلك صلابة فى الإصلاح الداخلى وبناء عناصر القوة المصرية. نتيجة ذلك كان أولا حالة من الخلل الإقليمى الكبير الذى ترتب عليه «الربيع العربى» الذى كانت «ثورة يناير ٢٠١١» المصرية، وتبعاتها حتى «ثورة يونيو ٢٠١٣» من أهم سماتها.

وثانيا أنه نتيجة هذا الخلل الاستراتيجى أن الدول الإقليمية– إيران وتركيا وإسرائيل- انتهزت الفرصة وأخذت فى مد توسعاتها فى النفوذ والأرض؛ ومعها فإن القوى الدولية الأخرى خاصة روسيا والولايات المتحدة تدخلت هى الأخرى. وثالثا أن الفراغ الذى نجم عن الخلل الكبير فى الإقليم أنتج كيانات سياسية من غير الدول، تمثلت فى حركات سياسية عابرة للحدود مثل جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة و«داعش» التى نجحت فى خلق دولة «الخلافة الإسلامية» على الحدود العراقية السورية، والتى نجح تحالف دولى متعدد الأطراف فى تدميرها. هذه الكيانات ولدت العديد من الكيانات الأخرى المنشقة والتى كانت جميعها ذات طبيعة إرهابية ومثلت تهديدا للدول العربية، خاصة الدولة المصرية.

ثورة يونيو ٢٠١٣ أدخلت مصر مرحلة جديدة فى سياساتها الخارجية وحماية أمنها القومى تبدأ من حقيقة أن البناء الداخلى وبناء عناصر القوة هو حجر الأساس فى حماية مصر وتحقيق أهدافها الاستراتيجية فى تعبئة البيئة الخارجية لدعم الداخل المصرى. والحقيقة الثانية أن التركيز على البناء تواكبه سياسات خارجية تقوم على التعاون والحد الأدنى من الاشتباك فتحافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وتدير قضية المياه مع إثيوبيا بحيث لا تقود إلى صراع وإنما إلى عمل مشترك، وإذا كان ضروريا كما هو الحال مع ليبيا فإن القوات المسلحة تستخدم بحزم وحساب ولإرسال الرسائل أن مصر قادرة على استخدام القوة عندما تقتضى الحالة. هنا فإننا نجد الحركة المصرية النشطة تقتصر على الحدود المباشرة لمصر مع فلسطين وإسرائيل فى الشمال الشرقى، ومع ليبيا فى الغرب، ومع السودان وإثيوبيا وإريتريا فى الجنوب. هذه كلها تمثل القضايا المباشرة التى تتعلق بالأمن القومى المصرى، وفيما عداها فإنها تلتصق بعمليات البناء الداخلى، ومن ثم كانت هناك اتفاقيات تخطيط الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية التى فتحت أولا أبواب الاستغلال المصرى للمنطقة الاقتصادية الخاصة بها فى البحر الأحمر؛ وثانيا أبواب تعمير سيناء؛ كما كانت اتفاقية تخطيط الحدود البحرية مع قبرص التى قادت إلى تنمية حقلى «ظهر» و«نور» للغاز،

والتعاون فى منطقة شرق البحر المتوسط فى نقل وتسييل وتصنيع الغاز على الأرض المصرية. وإذا أخذنا كل ذلك مع تنمية إقليم قناة السويس فإن مصر تصير مركزا إقليميا للطاقة. «التوازن الاستراتيجى» المصرى بين الداخل والخارج خلال مرحلة البناء الراهنة يعطى الفرصة لمصر لم تتوفر لها خلال عقود ماضية حيث كانت العيون على الخارج تفقد الداخل مركزيته ومحوريته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الفتح إلى التوازن الاستراتيجي من الفتح إلى التوازن الاستراتيجي



GMT 16:20 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

طبيعة قاسية ودولة جانية

GMT 16:18 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ترمب وتهمة الجهل السياسي

GMT 16:00 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

«الإخوان» و«محور المقاومة»... شريكان في الخراب

GMT 15:57 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا... الدولة المؤجلة والرئيس المغيب

GMT 15:53 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

محاكمة آل ترامب!

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

العالم كله في إمارة الشارقة

GMT 15:48 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رشدي يعترف: «حليم أشطر منى»!!

GMT 15:45 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

لا تغضب يا دكتور مصطفى

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:37 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب
المغرب اليوم - البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب

GMT 18:39 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية
المغرب اليوم - بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية

GMT 00:17 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم
المغرب اليوم - ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم

GMT 23:00 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

علامات تشير إلى أن التوتر لديك أعلى مما تتوقع
المغرب اليوم - علامات تشير إلى أن التوتر لديك أعلى مما تتوقع

GMT 01:58 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب
المغرب اليوم - قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب

GMT 17:24 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رفض إيرانيات ارتداء الحجاب يثير جدلاً في البرلمان والقضاء
المغرب اليوم - رفض إيرانيات ارتداء الحجاب يثير جدلاً في البرلمان والقضاء

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 03:10 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ياسر جلال يبدأ تصوير مسلسله الجديد "لعبة الصمت"

GMT 16:48 2014 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة فاخرة تعبر بك أغوار القطب الجنوبيّ

GMT 13:51 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تسريحات للشعر الخفيف تمنحه حجمًا كثيفًاً

GMT 01:05 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مُحتجّة عارية الصدر تركض نحو موكب الرئيس الأميركي في باريس

GMT 09:25 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

مواصفات "نيسان ليف" السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا

GMT 07:35 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

المتحف البريطاني يرمم جمجمة عُثر عليها في أريحا عام 1953

GMT 00:10 2016 الخميس ,24 آذار/ مارس

علاج القولون العصبي الأكثر فاعلية

GMT 05:53 2025 الأربعاء ,03 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 03 سبتمبر/ أيلول 2025
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib