اقتصاد سوق صريح
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

اقتصاد سوق صريح!

المغرب اليوم -

اقتصاد سوق صريح

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

يبدو أنه بات لدينا توافق وطنى عام على أهمية ومركزية دور القطاع الخاص والاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية، ويظهر ذلك من خلال التصريحات الحكومية، بقدر ما هو شائع فى نصائح المؤسسات الدولية، وحديث الأصدقاء الحريصين على مصر وأهلها ودورها الإقليمى والعالمى. التأكيد يأتى هنا فى وقت توسعت فيه البنية الأساسية المصرية إلى أقدار غير مسبوقة بحيث إن تكلفة إدارتها وصيانتها سوف تتضمن الحاجة إلى توليد موارد إضافية، فضلًا عن دورها الهام فى تحقيق انطلاقة اقتصادية مصرية خلال السنوات السبع المقبلة والمتبقية من رؤية ٢٠٣٠ المصرية. كان هذا ما أسميته فى مناسبات سابقة تشغيل التغيير، بمعنى أن الموارد والأصول الجديدة التى أنشأتها الدولة المصرية باتت تحتاج إلى استغلال اقتصادى وإلا باتت معرضة لأن تكون نوعا من «رأس المال الميت» حسب تعبيرات عدد من الاقتصاديين الذين تعرضوا لهذا المفهوم. وطالما أن نبع التجربة المصرية الحالية يقترب من التجارب الآسيوية الناجحة، فإن دور الدولة، لا بد، له حدوده التنظيمية للحياة الاقتصادية وليس الإدارة والتشغيل والملكية. فالحقيقة هى أن هذه التجارب جميعها بما فيها التجربة الصينية تعتمد على «الاقتصاد المفتوح» الصريح فى انفتاحه دون مواربة أو تعقيدات يقصد منها التحكم والسيطرة. ولحسن الحظ أن هذا المقال يأتى بعد انضمام مصر إلى مجموعة «البريكس» التى قد لا تتفق دولها الخمس الرئيسية فى النظام السياسى، ولا فى الثقافة العامة والقيم الحضارية، ولكن ما يجمعها هو «اقتصاد السوق» الذى يتجمع من أجل زيادة قدراتها التنافسية فى اقتصاد عالمى قام على الدولار الأمريكى، والدور المهيمن للولايات المتحدة الأمريكية التى باتت تستخدم العولمة والسوق العالمية فى عقوباتها «السياسية» و«الاستراتيجية» على دول أخرى.

الإحصائيات التى توجد لدينا والخاصة سواء بدور القطاع الخاص المصرى والأجنبى سواء من حيث مشاركته فى الناتج المحلى الإجمالى تشير إلى تراجع هذا الدور؛ والأكثر خطورة هو أن توجهات النخبة العاملة فى هذا المجال حول حالة الاقتصاد المصرى ودورهم فيه تأخذ اتجاهًا سلبيًّا حسب تقديرات المركز المصرى للدراسات الاقتصادية. والحقيقة هى أنه إذا كان العمال والموظفون يتوقفون عن العمل عندما ينزعون للإضراب، فإن المستثمرين يعبرون عن إضرابهم بالتوقف عن الاستثمار. ما يحدث فى مصر ولأسباب متعددة أن هناك حالة إضراب للرأسماليين المصريين على الأقل فى مشروعاتهم الخاصة، وليس تلك التى تتم بالمشاركة فى تنفيذ الاستثمارات العامة.

ولمن لا يعلم فإن «اقتصاد السوق» هو نظام اقتصادى يتمتع فيه الأفراد والشركات بحرية المبادرة وحرية تبادل السلع والخدمات وتنقلها دون عوائق. ويتم تخصيص الموارد فى ظل هذا النظام عبر مؤسسة السوق وآلية الأسعار التى تسهر على معادلة العرض (الإنتاج) والطلب (الاستهلاك)، دون الحاجة إلى تدخل مركزى من الدولة لكى تنظم عملية تنسيق الإنتاج. وتلعب الأسعار، من خلال الإشارات والمعلومات التى ترسلها، دورًا آخر يتمثل فى توجيه العارضين إلى إنتاج السلع والخدمات المطلوبة من المستهلكين، وتدفع السوق بذلك إلى حالة توازن مثالى (إشباع أكبر قدر من حاجات المستهلكين باستعمال الموارد المتوفرة). مميزات هذا النوع من الاقتصاد هى المرونة الكبيرة والاستجابة للتحديات المختلفة وقدراته الدافعة نحو المزيد من الإنتاجية بسبب المنافسة المستمرة التى تمثل قوى دافعة لزيادة الأرباح والمزيد من التقدم التكنولوجى.

والآن وقد حققت مصر نجاحًا كبيرًا فى التعامل مع العجز التاريخى والاستراتيجى الخاص بعلاقة الجغرافيا المصرية (مليون كيلومتر مربع) والديمغرافيا المصرية (أكثر من ١٠٠ مليون نسمة تزيد بمعدل ٢ مليون نسمة سنويًّا) من خلال الانتشار الجغرافى خارج نطاق وادى النيل، والانتقال من النهر إلى البحر، واستغلال الثروات المصرية أينما وجدت فى الصحراء العميقة؛ فإن تعميق ذلك كله لن يكون إلا بتحفيز الأفراد والشركات. الشروط فى ذلك معروفة وتبدأ بالاستقرار النقدى والمالى، وفى دول «البريكس» لا توجد دولة لا تزال عملتها غير مرنة فى السوق المفتوحة والتعامل حسب ظروف العرض والطلب؛ ولا تنتهى إلا- فى الحالة المصرية- بإصلاح الجهاز الإدارى للدولة. مثل هذا كله سوف يكون تراكمًا لعملية التنمية والتقدم المصرى خلال السنوات السبع المقبلة. هى المهمة الباقية من المشروع الوطنى المصرى الناجم عن ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ليس فقط بتمكين الدولة والقطاع الخاص معًا، وإنما أكثر من ذلك ببناء توافق سياسى وثقافى معه. فلم يكن لتأخير وانكماش دور القطاع الخاص خلال المرحلة الماضية إلا المقاومة الكبيرة من قبل الجهاز الإدارى للدولة، وغياب الثقافة الخاصة، وهى التى تذيع فيها أن ما يخص العالم، وهذه المرة «البريكس»، لا يخصنا فى هذا الشأن.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد سوق صريح اقتصاد سوق صريح



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib