التكنولوجيا هي الحل
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

التكنولوجيا هي الحل!

المغرب اليوم -

التكنولوجيا هي الحل

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

قد يبدو عنوان المقال نوعاً من المحاولة لاستعادة شعارات سابقة، من أول «الإسلام هو الحل»، و«الديمقراطية هي الحل»، وحتى «العلمانية هي الحل»؛ أو أنها محاولة لجذب أنظار القارئ إلى ما قد يكون حلاً لمعضلات موجعة. جذب أنظار القارئ هو ما يدور في خلد كل كاتب، ولكنه ليس إلى الكاتب بالضرورة، وإنما إلى زاوية مهمة تفيد المعرفة العامة في الأقطار العربية.
ما لفت النظر إلى الأمر خبر أتى من القسم الإعلامي بالسفارة السعودية في القاهرة على الوجه التالي: «أُعلنَ في الرياض مساء أمس، إطلاقُ شراكة استراتيجية مع (Google for Startups) لدعم وتمكين أكثر من 100 شركة تقنية ناشئة حول العالم بشكل سنوي، وذلك بالتعاون مع (الكراج Disrupt) التي تُعدُّ الوجهة التقنية الرائدة في المملكة؛ حيث ستكفل هذه الشراكة انضمام (الكراج) وشركاته الناشئة إلى شبكة من أفضل برامج مسرعات الأعمال في أميركا اللاتينية، وأفريقيا، وأوروبا، وآسيا». بقية الخبر وتفاصيله يمكن الرجوع إليها، ولكن ما يهم هو أن هناك ثورة تكنولوجية جارية في البلدان العربية التي تنهج نهجاً إصلاحياً خلال السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ أحداث ما سُمي «الربيع العربي» التي أخذت المنطقة إلى حافة جحيم الفوضى والعنف والحرب، إلى مسار آخر يقوم على السعي الإصلاحي الدؤوب، إلى التقدم من خلال رؤية تخضع الزمن لخطوات تفصيلية من تطبيق التنمية في شمولها، والعلم في عمقه.
والحقيقة أن الخبر المشار إليه ليس هو الخبر الوحيد فيما يخص السعودية، وإنما وردت أخبار أخرى مثيرة لها علاقة بعمليات تنمية لمناطق «السبخ» في المملكة، وهي مناطق قديمة تاريخياً كانت مقدرة فيها مياه جفت، ثم اعتلتها الرمال وانضمت إلى صفوف الأراضي الجدباء القاحلة. ولأنها أراضٍ منخفضة فإنه بات ممكناً علمياً جذب مياه البحر إليها فتتكون منها بحيرات يمكن ربطها فتصير بحاراً داخلية، وهذه فضلاً عن تلطيفها لأجواء قائظة بطبيعتها الحارة، فإنها تتيح بفعل أشعة الشمس بخاراً كثيفاً للماء يزيد من رطوبة الهواء، ويجعله مؤهلاً لتكثيف المياه من سُحبه إلى أرض عطشى لنماء الزرع.
الخبران يشيران إلى تعظيم القدرة العلمية في عمومها في الدولة السعودية، وإلى الاستغلال الكثيف لجغرافية الدولة، لإنجاز حقيقة سوف تكون تاريخية عندما تصبح المملكة دولة زراعية. ولكن الأمر كله لا يخص السعودية وحدها، فالواقع هو أن دولة الإمارات بدأت منذ زمن بمحاولة تطويع الطاقة الشمسية لكي يمكن استخدامها في مدينة «مرصد»، وهي الدولة النفطية أيضاً، أو هكذا كانت كذلك، والآن أصبح النفط مكوناً 26 في المائة فقط من الدخل المحلي الإجمالي في الدولة.
مصر في نهضتها الحالية تنوعت استخداماتها التكنولوجية، بعضها سار في المسار الأخضر للطاقة الشمسية التي بدأت بفضاء «بنبان» في أسوان، والآن فإن أحجاماً مضاعفة منه سوف تقوم في محور قناة السويس، وسيناء. السرعة الفائقة لانطلاق البنية الأساسية، والمدن الجديدة، في البلدان الثلاثة، ودول عربية أخرى مثل الأردن والمغرب، استندت بقوة لاستخدامات التكنولوجية الجديدة. وعادة ما يكون ذلك من خلال الزيادة الملموسة للعلوم التطبيقية في الطاقة العلمية، ببناء الجامعات والمعاهد التكنولوجية الحديثة التي بات بعضها عابراً لبحار وخلجان، مثل جامعة الملك سلمان في سيناء التي سوف تكون على مرمى بصر من قناة السويس المصرية في مصر، ومدينة «نيوم» السعودية في المملكة ومصر أيضاً.
وحتى لا يضيع جوهر الموضوع و«الحل» في الأخبار والتفاصيل، فإن الحقيقة المثيرة لها ثلاثة أوجه: أولها أنه قبل مسيرة الإصلاح الجارية الآن في بلدان عربية قائدة، فإن قرنين من الزمان لم يكونا كافيين للحاق الدول العربية بالبلدان المتقدمة، حتى وإن بلغت دول منها مرتبات عالية من الغنى. وثانيها أن الدول العربية الفقيرة والغنية تملك ثروات هائلة بعضها لا متناهٍ، مثل الشمس التي هي في واقع الأمر باللغة العلمية والتكنولوجية بالتالي «طاقة» خضراء؛ والرمال التي هي أيضاً باللغة ذاتها «سيلكون» يدخل في كافة مكونات التكنولوجيات الحديثة.
وفي مصر، في محور قناة السويس، يوجد مصنع يعتمد على تكنولوجيات صينية يحول رمال وصخور سيناء إلى أرضيات وأبواب ونوافذ وأثاث، ويمكنه إنتاج هياكل السيارات. البحار المحيطة بالدول العربية ممتدة إلى داخل مياه محيطات الكوكب، وبالتالي فهي متجددة ومتزايدة أيضاً بفعل الاحتباس الحراري، وأكثر من ذلك أنها تمثل طاقة «زرقاء» تحيل أرض «السبخ» إلى زرع وضرع. وأخيراً، وليس آخراً، فإن التاريخ لدينا عميق في الزمن إلى ما لا نهاية في قدرات الإنسان على الاستيعاب. في السعودية جرى اكتشاف آثار سابقة تعود إلى 8 آلاف عام؛ ورغم أن الشائع في التاريخ المصري هو بدايته مع توحيد القطرين الشمالي والجنوبي لمصر قبل 5200 عام، فإن الحياة والحضارة المصرية عادت قبل ذلك إلى وجود ممالك أخرى عادت إلى ألفي عام آخرين.
ثالثها أن هذه الحالة من «اللانهائية» لا تعني المفاخرة أو الاستعاضة بها عن العمل الشاق، وإنما إلى ما يوجد داخلها من ثروات كبرى تعيد التكنولوجيا استغلالها لمنفعة الدول والشعوب والدنيا بأسرها.
ببساطة، فإنه قد آن الأوان للعرب، المصلحين منهم خاصة، أن يقدموا للعالم وتقدمه، ولا يقفون عالة عليه، ليس فقط في مجالات السلع والخدمات والطاقة، وإنما أكثر من ذلك في مجالات الفكر والتجديد. الثابت الآن لنا في البلدان العربية، وفي غيرها من بلدان العالم، أن هناك حالة واسعة من المراجعة في العالم لما جرى منذ انتهاء الحرب الباردة، وجرى لها العرض في هذا المقام من قبل، والتي تقضي ليس فقط بحدوث وهن في «الغرب» وصعود للشرق ممثلاً في الصين؛ وإنما أكثر من ذلك أن استناد «العولمة» أو مصير الكوكب لا ينبغي له أن يعتمد على دولة أو دولتين أو معسكر أو آخر.
ما يجري في بلادنا الآن من جهود إصلاحية هو نوع من المراجعة أيضاً، وطرح لأسئلة جوهرية. وإذا كان السؤال الذائع عربياً طوال القرن العشرين هو: لماذا تخلفنا حتى أصابنا الاستعمار والتخلف؟ فإن سؤال القرن الحادي والعشرين هو: لماذا لا نقع، وفي أسرع وقت ممكن، في صفوف الدول المتقدمة؟ والتقدم يشمل الغنى والرقي الأخلاقي والمادي.
الجسر الواقع بين هذا السؤال والإجابة عنه يقع على أكتاف الأجيال العربية الشابة التي أعلنت أولاً عن وجودها صاخبة وعنيفة في مطلع العقد الثاني من القرن؛ وثانياً هادئة ودارسة وطموحة ومتمكنة مع مطلع العقد الثالث، بينما الثورات العلمية والتكنولوجية الرابعة والخامسة يقتحم وجودها مدننا الجامعية وجامعاتنا التي تعرف أنها تتعلم وتعلم، بينما التلسكوب «جيمس ويب» يفتح الباب لأكوان وأجرام جديدة.
اتجاه المملكة العربية السعودية بعقد جمع للمواهب العربية، فيه إشارة؛ ليس إلى حالة من «التصفيق» لأولادنا وهم يطرقون أبواب المستقبل، وإنما هي رؤية لثروة بشرية كبيرة وعابرة للحدود، إن لم تكن بين الدول العربية، فإنها سوف تكون بينها وبين العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكنولوجيا هي الحل التكنولوجيا هي الحل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib