القمة العربية الثانية والثلاثون
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

القمة العربية الثانية والثلاثون

المغرب اليوم -

القمة العربية الثانية والثلاثون

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

خمس سنوات مضت منذ انعقاد «قمة الدمام» العربية في شرق المملكة العربية السعودية، مرَّ فيها، كما يقال، الكثير من المياه تحت الجسور، وفوقها مضت أقمار وشموس تشي بتغير الأزمنة أياماً وسنوات. وقتها في عام 2018 كانت زلازل «الربيع العربي» المزعوم لا تزال تغرس الاستقطاب في الجسد العربي بين مَن وجدوا في «الربيع» بدايةً لتغيير جوهر الدولة العربية، وصبغها بصبغات «إسلاموية» بطبعات ثورية أو عثمانية؛ ومن ظنوا أنه بداية الخروج من ماضٍ استمر أكثر مما ينبغي. كان أبرز مظاهر الاستقطاب تشكيل ما سُمي «التحالف العربي» الذي ضمَّ السعودية ومصر والإمارات والبحرين في ناحية، وقطر وتركيا في ناحية أخرى، وما بين القطبين كانت بقية الدول العربية. وجرى ذلك في وقت استعرت فيه الحروب الأهلية في أكثر من بلد عربي، وشكّل بعضها تهديداً مباشراً لدول عربية بالقصف والعدوان، وبعضها الآخر شكَّل تهديداً نجم عن الانفجارات البشرية التعيسة التي غادرت بلادها إلى بلاد عربية أخرى في غير اتفاق أو موعد. حدث كل ذلك بينما كانت الحالة العربية في عمومها مشبعة بأحزان المفقودين في بحار الدنيا بحثاً عن مأوى، ومشاهدهم معلقين على الأبواب والأسلاك الشائكة لدول في أوروبا وحول البحر المتوسط. ولكن لم يكن كل ذلك سائداً وحده في الصورة العربية العامة، فقد نجت دول عربية من «الربيع» مثل دول الخليج والأردن والمغرب؛ وَنَفَذَت دول أخرى من حكم «الإخوان» مثل مصر، وأكثر من ذلك فإن دولاً عربية بدأت في اتخاذ الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي سبيلاً إلى التغيير السلمي للدولة العربية من أحوالها الاستاتيكية العامة إلى أحوال ديناميكية أخذت أشكال رؤى ممتدة زمنياً حتى عام 2030. وبغضّ النظر عن المدى الزمني فإن جميعها تلاقت على رفض الجمود، وضرورة التجديد، وفتح الاقتصاد، وبناء المشروعات العملاقة، وإصلاح الفكر الديني والمدني في اتجاه الدولة الحديثة.

كان هذا تغيراً جوهرياً لم تعرفه الدولة للعربية منذ زمن بعيد، ولم يكن تقليداً لتجارب سابقة أخذت صفات ثورية سواء تصدرها العسكريون أو الحزبيون المشبعون بآيديولوجيات القومية العربية التي تتيح التدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، أو كلاهما معاً. بات واضحاً أن الدولة العربية «الوطنية» بكل ما لها من مصالح وتقديرات «جيوسياسية» خاصة؛ يمكنها أن تظل فاعلة وعاملة في الجبهة العربية عامة بطريقة فعالة. وما بين انعقاد «قمة الدمام» والقمة العربية الثانية والثلاثين في جدة، فإن ما تغيَّر داخل الدولة العربية وظهر في خارجها، عكس درجات أعلى من النضج للعملية الإصلاحية، وظهر في الخامس من يناير 2021 فيما سُمي «إعلان العلا»، الذي قدم أولى خطوات تجاوز الاستقطاب والتوتر بالدعوة إلى التهدئة بين التحالف الرباعي وكل من قطر وتركيا. ولم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما بدأت عملية إخراج العراق من عزلته سواء كان ذلك من خلال ما سُمي «الشام الجديد» بالتعاون مع مصر والأردن، أم من خلال اقترابه من دول الخليج حتى بات بقدرته إقامة جسر بين طهران والرياض، سرعان ما أسهمت فيه مسقط بنشاط يشمل الأزمة اليمنية المتكلسة والدامية منذ وقت طويل.

وكانت الموجة الثانية من الربيع العربي، التي شملت السودان والعراق ولبنان والجزائر، قد بشّرت بأن دروساً كثيرة من الربيع المزعوم الأول قد جرى استيعابها؛ ولكن الواقع لم يثبت صحة هذه المقولة، وبينما استفادت الجزائر وبغداد منها، فإن لبنان، ومؤخراً السودان، تراجعا إلى شتاء لا يبدو أنه سوف ينصرف إلا وكلاهما يعيش صيفاً حاراً. وما بين الموجة الأولى والثانية للمسمى الربيع العربي؛ فإن الدول الإقليمية، خصوصاً إيران وتركيا وإسرائيل، حاولت اختراق الإقليم العربي من زوايا عدة. السياسات الخارجية الإصلاحية العربية أخذت أشكالاً معبّرة عن المصالح المباشرة للدولة العربية.

خلال ذلك كله كان للمملكة العربية السعودية مكانة مركزية، فقد كان لها دورها الخاص وقت الاستقطاب الحاد والمساهمة الإيجابية في الخلاص المصري من الإخوان المسلمين؛ فإنها في ذات الوقت باتت نقطة البداية في التهدئة الإقليمية، ونقطة الانطلاق في عودة العرب للمكانة الدولية. لم تكن هناك صدفة في عقد القمة العربية - الأميركية، ولا كانت هناك مصادفة في عقد القمة الصينية - العربية التي خرجت منها نقطة تحول إقليمية جادة في كسر الجمود مع طهران بعقد الاتفاق الإيراني - السعودي. والصدف أحياناً، رغم كل ما يذاع، تخلق ظروفاً استثنائية قد تسرّع من حركة التاريخ أو تُبطئه. الزلازل التي ألمَّت بتركيا وسوريا بقدر ما خلقت مناخاً شعبياً عربياً في ضرورة المساندة للدولتين، فإنه كان لسوريا مكانة خاصة، ووفقاً لهذه المكانة تدفقت المعونات العربية، خصوصاً السعودية، لكي تخلق مناخاً مواتياً لعودة سوريا إلى الجامعة العربية مرة أخرى.

المؤكد أن الليلة ليست شبيهة بالبارحة، وما بين قمة الدمام وقمة جدة هناك فارق كبير، ومن دون آيديولوجيات صارخة أو شعارات فارغة، فإن تجمعاً عربياً كان ظاهراً في القمة العربية الأمريكية والصينية، ويضم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعها مصر والأردن والعراق، وجميعها عاشت لحظات الاستقطاب والتهدئة، والدفاع عن المصالح الوطنية، ومد اليد للتعاون الإقليمي سواء تحت اسم السلام الإبراهيمي، أم منتدى شرق البحر المتوسط، أم النظام الأمني للبحر الأحمر. هذا التجمع هو الذي بلور لعملية الدعوة الجديدة لكي يكون أمام دمشق خيارات أخرى وهي تواجه مواقف صعبة لا تزال تهدد أمن الدولة واستقرارها. كل هذه الأشكال الإقليمية قابلة للتوسع، وخلق مقاربات جديدة نحو شمال البحر الأحمر، أو فتح أبواب استغلال الغاز الفلسطيني على سواحل غزة، بقدر ما كان ممكناً توقيع الاتفاق اللبناني - الإسرائيلي لاقتسام حقول غازٍ طال إهمالها وحرمان الشعوب من عوائدها.

الخلاصة أن قمة جدة العربية تأتي والجامعة العربية في موضع اختبارٍ آخر مشكَّل من مجمع أزمات تقع في مقدمتها الأزمة السودانية؛ ورغم كل التطورات الإيجابية في التعامل مع إسرائيل، فإن الدولة العبرية باتت أكثر سلفية، يهودية هذه المرة، من سابقيها السلفيين في الدول العربية. وفي علاقتها مع الشعب الفلسطيني سواء في غزة أم في الضفة الغربية، فإن شرارة الاشتعال قائمة. ولكن إذا كان لهذا نار حارقة، فإن الظروف العربية أفضل حالاً وأكثر قدرة على التعامل مع المواقف الجديدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمة العربية الثانية والثلاثون القمة العربية الثانية والثلاثون



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib