ترامب والترامبية
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

ترامب والترامبية

المغرب اليوم -

ترامب والترامبية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

لعل هذا المقال الثالث في سلسلة مقالات «التراجيديا الأمريكية»، وسوف يكون الأخير الآن، ولكن قصة الولايات المتحدة لم تكتمل بعد. الانتخابات المقبلة ربما سوف تكون الأكثر حسمًا في التاريخ المعاصر، ومتابعتها فريضة واجبة لأن الولايات المتحدة ليست قوة عادية في التاريخ الإنسانى لأنها بلغت ذرى لم تصل إليها قوة من قبل من حيث الوصول إلى آخر العالم اقتصاديًّا وعسكريًّا وثقافيًّا.

هي القوة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووى، وهى اليوم تقع في صدارة التكنولوجيات الحديثة، كما أنها تقع على حافة صراعات اليوم وفرص السلام فيها، وهى التي تقف على باب البحث عن خلاص الكوكب مما فيه من أمراض لأنها مع الصين أكثر المتسببين فيه. وفى مقالتين سابقتين عرضنا لعمليات الوهن السياسى التي جرت منذ بداية القرن الواحد والعشرين حينما كانت انتخابات آل جور في ناحية وجورج بوش الابن في ناحية أخرى إشهارًا بأعمق الانقسامات في السياسة الأمريكية منذ الحرب الأهلية. صعود «دونالد ترامب» إلى الرئاسة الأمريكية كان إيذانًا بتاريخ سياسى جديد للدولة، حتى بعد أن خرج مجبرًا من البيت الأبيض لأن «الترامبية» بقيت راسخة في المجتمع الأمريكى، وفى ولايات أمريكية بعينها. لم تكن هزيمة ترامب حسمًا لقضية فكرية، إنما كانت معالجة وقتية لقضايا سياسية مركبة يصعب حسم كل منها. لم يعد النظام السياسى الأمريكى قائمًا على حزبين سياسيين يفترقان في مسائل اجتماعية واقتصادية، ولكنهما يجتمعان في توافق عام حول الهوية، والرسالة الأمريكية في العالم وفى التاريخ.

هذا التوافق وصل إلى نهايته؛ وبعد أن كان يأمل العديد من منتقدى دونالد ترامب المحافظين أنه بعد هزيمته، وخاصة في أعقاب تمرد ٦ يناير ٢٠٢٠، سيعود الحزب الجمهورى إلى شكله السابق.

لن تكون رئاسة ترامب في نهاية المطاف أكثر من جملة سياسية عابرة. سوف ينأى الحزب الجمهورى بنفسه عن ترامب والترامبية، ويصبح حزبًا عاديًّا كما كان مرة أخرى بينه وبين الديمقراطيين مساحات من التوافق غير قليلة. لكن هذا الحلم سرعان ما انتهى؛ وبات جلِيًّا أنه ربما كانت رئاسة ترامب هي أول فصل في دراما سياسية أطول وأكثر سوادًا، حيث أصبح الحزب الجمهورى أشد تطرفًا. استمرار هذا وإلى متى سؤال تصعب الإجابة عنه. يتجلى التطرف بطرق كثيرة، ولاسيما في شعبية ترامب الدائمة بين الجمهوريين. شن الموالون لترامب هجمات شرسة ضد المشرعين الجمهوريين الذين صوتوا لمحاكمته لدوره في التمرد، حتى في الوقت الذي نصب فيه الجمهوريون الوطنيون أنفسهم بشغف كخليفة له. تُظهر وسائل الإعلام اليمينية تعصبًا متزايدًا، بينما تُظهر استطلاعات الرأى العام أن ناخبى الحزب الجمهورى يتبنون كذبة ترامب بأن الانتخابات سُرقت منه.

لم تكن إقامة دونالد ترامب في البيت الأبيض لأربع سنوات ضائعة سدى بالنسبة لحزمة من التيارات السياسية الأمريكية التي كانت موجودة على هامش الحياة السياسية الأمريكية ولكنها معه أصبحت في قلبها. خارجيًّا، فإنه خلال الفترة التي حكم فيها الجمهورى «دونالد ترامب»، وخلال سنواته الأربع في الحكم، فإنه كان حريصًا على التأكيد أن الولايات المتحدة عليها التراجع عن التورط في العالم، وأن تكون حريصة على نفسها، حتى من حلفائها، الذين يستغلون «كرمها»، ويطالبونها بحمايتهم، بينما يبخلون على أنفسهم في الإنفاق على الدفاع والأمن والقوة العسكرية. أكثر من ذلك أن ترامب لم يكن حريصًا على فكرة «القيادة» الأمريكية للعالم، خاصة من الناحية القيمية للديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان، التي رآها تُعمى عيون أمريكا عن أخطار الاختلاط بالعالم غير المتقدم، والمعادى بالضرورة للدولة الأمريكية.

جاء ترامب إلى ساحة السياسة الأمريكية، في وقت تبلور فيه تيار «ضد العولمة» ورموزها من أول هجرة البشر إلى حركة التجارة إلى المؤسسات التي عبرت عنها. بشكل ما لم يعد ممكنًا تلاقى الأفكار اليمينية المعروفة حول دور الدولة في الاقتصاد والمجتمع مع أفكار العولمة، أو حتى ما كان معروفًا بالنظام الدولى المتسم بحرية التجارة. وعلى العكس من ذلك، فإن توجهات «اليمين» أصبحت تميل بقوة نحو الانعزال والعزلة، والتقوقع داخل شرنقة الدولة القومية مع درجة كبيرة من التوجس في الدول الأخرى، بما فيها تلك التي اجتمعت داخل تحالفات واندماجات وتكاملات عابرة للحدود الوطنية. ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأت هذه الاتجاهات الجديدة تأخذ أشكالًا عملية ظهرت في الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى فيما بات معروفًا بالبريكسيت Brexit، وجاء انتخاب ترامب لكى يشكل ما هو أكثر من انتخاب رئيس جديد تحت راية اليمين، وإنما ظاهرة متكاملة يمكن نعتها بالأمريكسيت Amerexit.

وداخليًّا، وضع الرئيس الخامس والأربعون دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأسس لما بات يسمى الترامبية نسبة إليه وإلى أحاديثه وأفعاله. و«الترامبية» تقوم على أيديولوجية القوميين البيض المختلطة بأفكار الكنائس الإنجيلية، وكثيرًا ما تستخدم شعاراتها ورموزها للتمييز ليس فقط بين البيض والسود، أو البيض والآسيويين واللاتينيين، وإنما أيضًا بين الطوائف المسيحية المختلفة ومدى نفوذ كل منها في الولايات الأمريكية. وربما كان يوم السادس من يناير ٢٠٢٠ مفصحًا عن العناصر النقية للترامبية كحركة سياسية تشمل أكثر مؤيدى الرئيس السابق دونالد ترامب حماسة وعنفًا، بما في ذلك مجموعات مثل Proud Boys وOathkeepers وQAnon و3 Percenters وAmerica Firsters، يغطون أنفسهم بلغة الكتاب المقدس لتبرير أفعالهم. قال المراقبون إن الصلبان والأعلام وغيرها من المعروضات كانت الأمثلة على كيفية استشهاد الإرهابيين البيض عبر التاريخ، بما في ذلك الكوكلوكس كلان KKK، بالمسيحية لتبرير ما يزعمون أنه حقهم الإلهى في السيطرة على الأجناس والمجموعات العرقية.

خلال هذه المرحلة التمهيدية للانتخابات الأمريكية المقبلة، نجد ظواهر مهمة: أولاها أن كافة المرشحين الجمهوريين عاجزون تمامًا عن تخطى نسبة التأييد التي يحصل عليها ترامب بين الجمهوريين. وثانيتها أنه رغم توجيه ٨٧ اتهامًا للرئيس ترامب تتراوح ما بين الأخلاقى (اتهامات التحرش بالنساء في ١٣ قضية)، والقانونى والدستورى المتعلق بدوره في الضغط على الولايات من أجل تغيير نتيجة الانتخابات (ولاية جورجيا مثالًا)، والإهمال الوظيفى الحاد باحتجاز الوثائق الرئاسية في منزله في «مارا لاجا» بولاية فلوريدا وليس تسليمها للسلطات المختصة قبل خروجه من البيت الأبيض. وثالثتها أن تأكيد ترامب المستمر على أن الانتخابات السابقة قد جرى تزييف نتائجها، وتبعية تكتل سكانى كبير وراء ذلك لم يتغير خلال السنوات السابقة وبعد تولى رئيس آخر للسلطة يضع حاجزًا بين العملية الانتخابية ونزاهتها. ورابعتها أن سلوكيات ترامب عند الخروج من السلطة، فضلًا عن مساندة حادث الاعتداء على الكونجرس، فإنه خرج تمامًا على كافة التقاليد المعروفة في حالة انتقال السلطة الأمريكية من أول تسليم البيت الأبيض إلى حضور قَسَم الرئيس الجديد. الانتخابات القادمة والمرجح لها مواجهة أخرى بين ترامب وبايدن سوف تحدد المدى الذي وصلته «الترامبية» في تغيير المجتمع السياسى الأمريكى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب والترامبية ترامب والترامبية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib