ذكريات ثورة 30 يونيو 2013
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

ذكريات ثورة 30 يونيو 2013

المغرب اليوم -

ذكريات ثورة 30 يونيو 2013

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الحكم الشائع عن المصريين بأنهم لا يحبون الثورة؛ لأنهم راقدون على ضفاف نهر خالد ينهلون ويزرعون من مائه، ويمشون على أرضه وسط مناخ معتدل، وفي العموم فإنهم يقبلون ما تأتي به الطبيعة سواء كان ذلك في حصاد المحصول أو مطالب الحكام. ثلاثة آلاف عام مرت منذ انتهاء العصور الفرعونية، تعاقب فيها الغزاة والفاتحون، واعتمد معظمهم على ما لدى ذلك الفلاح الأصيل من موهبة حساب الشهور والمواسم، وأحوال الطقس؛ ما يجعل إنتاجه يعطي الإمبراطورية الرومانية قمحاً، أما صلاح الدين الأيوبي فقد كان يطمئن على أن جيوشه في مواجهة الصليبيين لن تموت جوعاً. مطلع القرن التاسع عشر شهد يقظة بدأت بثورة قادها عمر مكرم لكي يعطي الحكم إلى محمد علي الذي كان محض والٍ عثماني آخر. ثورة عرابي كانت أكثر تعقيداً من سابقتهاً، فمن ناحية كانت دليلاً على أن الأمة المصرية وُلدت من جديد، حيث نتجت عن «الحداثة» طبقات اجتماعية، وفرز بين المصريين والأجانب، ومولد نخبة سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة الأبعاد، وبات هناك من «المثقفين» مَن يعبّر عنها مثل عبد الله النديم وآخرين. ثورة 1919 شهدت مولد الدولة المصرية كما نعرفها اليوم حتى ولو كانت في بدايتها «مملكة»، وما انتقلت إليه «جمهورية». في الحالتين كان العالم قد بات في القرن العشرين أكثر تعقيداً مما سبق، ومعه مصر باتت الأكثر حداثة في إقليم كان لا يزال يغط في عصور قديمة. ثورة 23 يوليو (تموز) 1952 لم تكن ثورة بالمعنى الشامل للكلمة، كانت «حركة مباركة» قام بها الجيش لكي يسعى من أجل جلاء الإنجليز الذين طال بقاؤهم في مصر أكثر مما ينبغي. أصبحت الحركة ثورةً، وتمددت أجنحتها في الإقليم العربي في الخارج، بينما كانت تبحث عن التصنيع والزراعة الحديثة في الداخل. بعدت فكرة الثورة، ولم تبقَ منها إلا حركات احتجاجية شاهدت أولاها مباشرة بعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967 عندما خرج طلبة الجامعة أكثر من مرة يطالبون بالحرب ضد إسرائيل. وحدثت ثورة أخرى من أجل الخبز في 18 و19 يناير (كانون الثاني) 1977 وانتهت باغتيال «الإخوان» الرئيس السادات لأنه أقام صلحاً لتحرير الأراضي المصرية!

سجل الثورات في مصر لم يكن شحيحاً إذاً، ولكن طول عمر الدولة بين ألفيات عدة نثر مناسبة الخروج الجماهيري الكبير حتى بدا الاستقرار قانوناً أبدياً؛ وحدث ذلك على الأقل حتى جاءت موجة ثورية في 25 يناير 2011، كانت كما لو كانت بتعبيرات العصر الحالي «تسونامي» يجعل ما أتى بعده يختلف كثيراً عما كان قبله. الارتجاج كان كبيراً، ولا يزال، ولكنه كان كافياً لكي يجعل مصر تنظر إلى مستقبلها أكثر كثيراً مما كانت تلتفت إلى ماضيها. ورث الإخوان المسلمون الثورة، وجاء الشيخ يوسف القرضاوي لكي يستقر في ميدان التحرير بالقاهرة، مستدعياً مشهد آية الله روح الله الخميني، ساعة وصوله إلى طهران. لم يكن في مسيرة مجلس الإرشاد الذي يشابه «البوليتبرو» في الأحزاب الشيوعية ومثيلتها في الأحزاب الفاشية من واجبات السمع والطاعة ما يستحق لا الرصد ولا التحليل، اللهم إلا عودة الذاكرة إلى برنامج «الإخوان» في عام 2007 الذي كان يريد لثورة مصر أن تكون مثل تلك الإيرانية. تفاصيل ما جرى بعد ذلك لا تسعه المساحة، ويكفينا القول إن المشهد العام لم يكن مرضياً للشعب المصري ولا للقوات المسلحة المصرية، وما بينهما من روابط وثيقة فيها من العلاقات العضوية هوية مصرية نقية وخالصة.

العام الذي حكم فيه «الإخوان» كان مثيراً للغاية بعد انكشاف الاتجاه الذي يسيرون فيه، وتحلّيهم بكمية هائلة من عدم الكفاءة أو القدرة على الحكم. وعندما ظهرت حركة «تمرد» تجمع توقيعات المصريين كما فعل أجدادهم في جمع التوكيلات لسعد باشا زغلول، وتطالب بعقد انتخابات رئاسية مبكرة، جمعني عشاء مع السفير محمد رفاعة الطهطاوي وكان أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية، وسألته هل يستجيبون للمطلب الشعبي، فقال إنهم - يقصد «الإخوان» - لا يستمعون لأحد. في يوم 19 يونيو اتصل بي السفير عمر عامر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الدولة، طالباً مني مقابلته في القصر الجمهوري، وعندما ذهبت جاء بشخص يدعى أيمن ياسر رئيس مكتب العلاقات الخارجية، الذي سأل عن رأيي في الأحداث الجارية؛ ووقتها قلت إن هناك 3 مسارات: «الذهبي» وهو أن تُجرى انتخابات رئاسية جديدة، و«الفضي»، وهو أن يُجرى تغيير شامل في الوزارة ويحل محلها وزارة جبهة وطنية شاملة، و«الخشبي» وهو أن تبقى الأمور على حالها، ووقتها سوف تأخذ الطبيعة مجراها، أي الثورة. في 23 يونيو كانت لديّ محاضرة متفق عليها في الندوة التثقيفية الخامسة للقوات المسلحة عن التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري؛ وهي محاضرة وصفها أحد الحاضرين بأنها جعلت اليوم أسود نتيجة ما تتعرض له مصر من أخطار، على رأسها تهديد «الإخوان».

كان ذلك هو اليوم الذي قابلت فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى، وكان هو الذي تحدث في الندوة، معلناً أن القوات المسلحة لن تسمح لأحد بالمساس بشعرة واحدة من رأس الشعب المصري. تفاصيل ما جرى بعدها كان لقاء القوى الوطنية في 3 يوليو، ووضع خريطة للطريق، وبعد ذلك تفويض الشعب المصري لوزير الدفاع والقوات المسلحة بالقضاء على الفوضى، وفض الاعتصام في «رابعة». بدأت مصر هذه المرة في طريق آخر كانت الثورة مسلحة فيه بمشروع وطني كبير للبناء والتعمير والتنمية المستدامة، ولم تكن فيه مصر وحدها، وإنما قاسمها فيه أشقاء عرب فعلوا ما فعلوه تماماً كما حدث قبل عقود عندما خاضوا مع مصر حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 بالسلاح والنفط والعون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات ثورة 30 يونيو 2013 ذكريات ثورة 30 يونيو 2013



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib