الحداثة

الحداثة

المغرب اليوم -

الحداثة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

 

هناك ما يشبه الإجماع بين المرشحين المتنافسين فى الانتخابات الرئاسية على أن الهدف الأسمى لكل منهم أن يقود مصر لتكون دولة مدنية ديمقراطية حديثة. الهدف فى مجموع عناصره هو عملية تحديث مصر. الحداثة تعنى نقلة كيفية فى أربعة معايير: الهوية بحيث تكون أكثر عمقا ورحابة وشمولا؛ واختراق إقليم الدولة بحيث لا يكون فيها ما هو بعيد عن الوصول والتناول؛ وتعبئة الموارد المتاحة فى الدولة ورفع إنتاجيتها ومشاركتها فى السوق العالمية؛ ومشاركة القدر الأكبر من الشعب فى التعامل مع عمليات التغيير الجارية فى المجتمع والدولة. مجمل كل ما سبق من أبعاد الحداثة يعرف فى التاريخ الإنسانى بعملية الإصلاح التى تماثل ما جرى فى أوروبا خلال المرحلة التى تلت العصور الوسطى، وحدث فيها تجديد الفكر الديني، وأصبح للعقل والعلم باع فى تحقيق التطور والرقى الإنساني، وكان من أهم منتجاتها ظهور الدولة الوطنية القومية. الفكرة هبطت على مصر بإلحاح خلال السنوات الأخيرة، ربما لأننا جربنا حالة الفوضى التى تغلى فيها البلدان دون عائد أو هدف اللهم إلا الكثير من الصخب. وكانت تجربة الإخوان مريرة بكل المقاييس، فلم تكن صناعة دولة وفق المقاسات الإيرانية مما يرضى الشعب المصرى الذى خاض ثورتين خلال أقل من ثلاث سنوات.

المهمة السياسية الكبرى الآن فى الانتخابات الرئاسية المصرية هى ليس فقط التأكيد على الهدف المشترك؛ وإنما قيام كل المتنافسين بتبيان الكيفية التى سوف يحققون فيها هذا الهدف النبيل دون نكوص أو تراجع الذى هو آفة التاريخ المصرى منذ الوالى محمد على فى مطلع القرن التاسع عشر وحتى الآن. الانتخابات الرئاسية المصرية فرصة تأتى بعد حوار وطنى لكى تنظر فيما تحقق، وتنظر فيما هو قادم، وتقود المنافسة المصرية فى عالم اليوم الذى تدور فيه عملية تغيير عميقة. الفلاسفة يتحدثون عن عالم ما بعد الحداثة، لكن نصيبنا الآن أن نحقق التراكم الكافى الذى يضعنا فى السباق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحداثة الحداثة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib