أميركا بين التسارع والاستبدال الكبير
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

أميركا بين التسارع والاستبدال الكبير

المغرب اليوم -

أميركا بين التسارع والاستبدال الكبير

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

«التفوق الأبيض هو سم... تم السماح له بالتقيح والنمو أمام أعيننا»... هكذا تحدث الرئيس الأميركي جوزيف بايدن قبل بضعة أيام، في زيارة العزاء التي قام بها إلى مدينة بافالو الأميركية، حيث سقط نهار السبت الماضي عشرة أشخاص من الأميركيين الأفارقة، ضحية للإرهاب العنصري الأبيض.
يقطع الرئيس بايدن بأن «الآيديولوجيا المتعصبة باتت تزعج المجتمع الأميركي لكن الشر لم يفز، وأن الكراهية لن تنتصر، والتفوق الأبيض لن يحظى بالكلمة الأخيرة».
الشاهد أن ما جرى في مدينة بافالو مخيف جداً ويحتاج إلى تحليل عميق يعكس ما هو أبعد من مشاهد الدماء والرعب على هولها، ذلك أننا أمام قاتل أبيض عنصري، جاء من مدينة كونكلين التي تبعد نحو 320 كيلومتراً عن بافالو، وهو مسلح بسلاح ناري سريع الطلقات، وسترة واقية من الرصاص، ويحمل كاميرا مثبتة على رأسه ليبث مشاهد إعدام الأبرياء مباشرة، بالضبط كما فعل مجرم نيوزيلندا قبل بضعة أعوام في هجومه على المصلين في أحد المساجد.
هل جاء حادث بافالو من جراء ثقافة حمل السلاح الرائجة في البلاد والتي يكافح أميركيون كثيرون ضدها، لا سيما أن التعديل الثاني من الدستور الأميركي يضمنها، ما يجعل هناك تضاداً واضحاً في الروح الأميركية؟
من الواضح أن الجريمة هذه المرة تجاوزت إشكالية حمل السلاح إلى التصميم الممنهج والمؤدلج، بهدف إلحاق أكبر الضرر بالآخر المغاير عرقاً، فقد اختار القاتل بايتون جندرون، بعد ظهر السبت بالتحديد، لتكون المتاجر التي يؤمها الأميركيون من أصل أفريقي مليئة بمرتاديها، وبهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا، والعهدة هنا على رئيس بلدية بافالو، بايرون براون.
كل حدث يدل على فاعله، وحين يصيح جندرون بأعلى صوته بعبارات عنصرية، مع ارتدائه زياً عسكرياً، فهل هناك في ماورائيات المشهد ما يخيف حقاً مستقبل الدولة الأميركية؟
الجواب يمكن استنتاجه من الوثيقة التي نشرها جندرون قبل ارتكابه جريمة الكراهية المقيتة هذه، والتي تقع في نحو 180 صفحة، كل كلمة فيها تربطه بدعاة التفوق العرقي الأبيض.
ما توافر لوكالات الأنباء يؤشر إلى أن جندرون، وكما عرف نفسه، في مباهاة ومفاخرة نادرتين، أنه فاشي، عنصري، معادٍ للسامية.
بل إن هناك ما يخيف ليس أميركا فحسب، بل أوروبا أيضاً ويدفعنا للتساؤل المحير: «من بات يصدر العنصرية للآخر اليوم... هل الأوروبيون يفعلون ذلك؟
السبب وراء التساؤل هو أن جندرون السيئ الذكر، أعرب في تلك الوثيقة عن إيمانه بما يسمى «نظرية الاستبدال العظيم»، وهي واحدة من أكثر وأخطر قراءات الشر حول العالم، والتي ولدت أوروبياً، وها هي الأفكار تطير بغير أجنحة لتصل إلى الداخل الأميركي.
القصة باختصار مرجعها ومردها إلى الكاتب والناشط السياسي العنصري الفرنسي، رينو كامو، ونظريته المعروفة باسم «الاستبدال الكبير» Le grand remplacement ومفادها أن هناك إحلالاً وتبديلاً يجري في داخل سكان فرنسا، بمعنى أنه خلال عقدين أو ثلاثة على أكثر تقدير، سوف يضمحل سكان فرنسا البيض، ويشغل مكانهم أفارقة من شمال وجنوب الصحراء، وعرب وربما آسيويون.
ليس سراً أن هناك مخاوف كبيرة لفت فرنسيس فوكاياما لها الانتباه في مؤلفه الأخير عن تغير وتبدل الهويات في الداخل الأميركي، وفي القلب منها ما يعتري الرجل الأبيض من هواجس مقلقة، إذ تشير الأرقام إلى أنه سيكون أقلية في الداخل الأميركي بالوصول إلى عام 2040.
هل هي إذن حرب أهلية أميركية قائمة وقادمة على أسس الهوية؟
قد يكون ذلك كذلك بالفعل، وخصوصاً بعد أن بات هدف جماعات اليمين العنصري الأميركي، هو إجبار غير البيض على الرحيل من البلاد، الأمر الذي يبدو من المستحيل تحققه، ولهذا تطفو أدوات الموت وآليات الحقد والسم كما قال الرئيس بايدن.
من تتابع الأحداث يمكن توقع تصاعد مخل بالبناء السكاني الأميركي، وبأزمات بين الأعراق المختلفة، والتي قامت عليها فكرة أميركا الرئيسة... بوتقة الانصهار».
في العام الماضي، اعترف مدير مكتب التحقيقات الاتحادية، كريستوفر راي بأن التهديد الإرهابي ينتشر، وأنه يستهدف الجماعات العرقية.
على سبيل المثال لا الحصر في 2018 جرى هجوم بيتسبرغ، حين أطلقت النيران على كنيس يهودي، وفي 2019 كان هجوم وول مارت في تكساس، والذي استهدف أميركيين من أصول لاتينية، ما أوقع 22 شخصاً.
تبدو جذور القصة عميقة، ففي تقرير غير سري لمجمع الاستخبارات الأميركية العام الماضي، يجد الأميركيون أنفسهم أمام تحذير واضح من أن المتطرفين العنيفين بدافع المظالم السياسية والكراهية العنصرية، باتوا يشكلون تهديداً مرتفعاً للبلاد، وربما لهذا رفع البيت الأبيض في مارس (آذار) الماضي ميزانية مكتب التحقيقات بمقدار 33 مليون دولار.
هل كانت متابعة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الأميركية لما اعتبر منذ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، الخطر الأكبر المتمثل في الجماعات الأصولية غير الأميركية، فرصة للإرهاب المحلي كي ينمو ويشتد عوده ليصيب أميركا في القلب؟
يمكن أن ينظر إلى المشهد من هذا المنظور، لا سيما أن هناك جماعات أخرى تمضي وراء فلسفة تعرف بـ«التسارع»، وأنصارها من جماعات العرق الأبيض المتفوق والنازيين الجدد، وكلاهما يروج للعنف ويدعو لتأجيج النيران في المجتمع الأميركي، وإشعال الحرب العرقية وصولاً للإطاحة بالحكومة.
حال إضافة هذا الخطر إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية، يستشعر المرء أزمة كبرى تتخلق في رحم أميركا، وعدم وجود سيناريو غير كرة الثلج، إلا ما رحم ربي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا بين التسارع والاستبدال الكبير أميركا بين التسارع والاستبدال الكبير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib