«قمة العشرين» وفاق أم افتراق
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

«قمة العشرين»... وفاق أم افتراق؟

المغرب اليوم -

«قمة العشرين» وفاق أم افتراق

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

لعل التساؤل الذي يشغل عقول كثير من المراقبين للأحداث الدولية في هذه الأوقات هو: أي مصير ينتظر قمة دول العشرين في دورتها الثامنة عشرة بالهند؟

قبل انطلاقها، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز أنها قمة مهمة رغم غياب رؤساء الصين وروسيا، بينما عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن خيبة أمله من عدم تمكُّنه من لقاء نظيره الصيني شي جينبينغ.

من هنا يخطر لنا أن نتساءل: هل هذه قمة اتفاق أم افتراق بين أعضائها، لا سيما في هذه الأوقات التي يشهد فيها العالم تغيرات تشبه التحولات الدراماتيكية للصفائح التكتونية في الجيولوجيا، والتي دائماً ما تكون مصحوبة بالزلازل، ولهذه التحولات السياسية والدبلوماسية، بل والاقتصادية نفس الأثر؟

عنونت الهند القمة بشعار خلاق: «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد». وقد تحدث مسؤولوها عن رغبتهم في نقل رسالة قوية للمجموعة هي: «السعي لتحقيق نمو عادل ومنصف للجميع».

يبدو الشعار مخملياً، بأكثر مما يحمله ويجمله المشهد العالمي المنقسم والمتشظي، الذي كاد يلتهب نووياً منذ أوقات قريبة، لولا مراجعة حصيفة لمقولة الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت: «الحرب هي المعادلة الأكثر تعقيداً من بين جميع المعادلات».

نشأت «مجموعة العشرين» لمتابعة المشهد الاقتصادي حول العالم، وها هي تجد نفسها عند منعطف يذكّرنا بتوجهات الفيلسوف الألماني الكبير جورج هيغل الخاصة بـ«المسار العقدي للتطور»، حيث تصل سلسلة من التغيرات الصغيرة الكمية لحدود نقطة حرجة فيحدث تحول نوعي.

ليس سراً أن أحوال العالم اقتصادياً، ومنذ الأزمة المالية الأميركية في 2008، قلقة ومضطربة، وربما لهذا مضت «مجموعة البريكس» في طريق بلورة مساقات خاصة بها، تحول دون وقوعها في غيابات الجب الاقتصادي المعولم.

تأتي «قمة العشرين» في توقيت تواجه فيه البنوك المركزية حول العالم معضلات حادة، تسبب فيها «البنك المركزي الأميركي» من جراء رفع أسعار الفائدة، بهدف كبح الطلب، وبالتالي خفض التضخم.

يواجه أعضاء «دول العشرين» ربما مأزقاً تاريخياً غير مسبوق، عبّر عنه الاقتصادي الأميركي لاري سمرز، الذي شغل منصب وزير الخزانة الأميركي الحادي والسبعين من 1999 - 2000، بقوله: «يمكن للمرء أن يتذكر فترات سابقة ذات خطورة مشابهة لما يعيشه الاقتصاد العالمي، لكن لا يمكن أن نتذكر فترات تزامنت فيها العديد من الجوانب المنفصلة، وعدد من التيارات المتقاطعة كما هو عليه الحال الآن».

فوق طاولات القمة ملفات مخيفة، تبدأ من عند التضخم الهائل في معظم أنحاء العالم، الأمر الذي يشمل كثيراً من دول العالم المتقدم، الذي يمضي في مواكبة لسياسة تقشف نقدي كبير قيد التنفيذ، ناهيك من صدمة أو صدمات طاقة ضخمة، خصوصاً في الاقتصاد الأوروبي.

المجتمعون في نيودلهي لا يخفون قلقهم المتزايد بشأن صناعة القرار السياسي الصيني، وبالقدر نفسه الهلع الذي تتسبب فيه مؤشرات الأداء الاقتصادي الصيني عينه، وهم يرون واحدة من أكبر شركات العقارات هناك تكاد تفلس في الداخل بعد أن طلبت فروعها الحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة الأميركية.

إضافة لما تقدم، تظل هناك واحدة من القضايا المركبة والمعقدة الموصولة بأزمة الديون العالمية، خصوصاً تلك التي تواجه عدداً من دول العالم النامي، ويمكن لتداعياتها أن تختصم سلباً من أوضاع الاقتصاد العالمي، ما لم تتحرك الدول ذات الاقتصادات فائقة النمو بمقترحات تخفف من وطأة المشهد المتفاقم لطرف المهانين والمعذبين من بؤساء الأرض.

غير أن غياب الصين وروسيا شأن يدفع في طريق القلق من أن تتجاوز الخلافات السياسية الرغبة في التوافقات الاقتصادية، وقد يتفهم المرء عدم مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأسباب أمنية أو سياسية، مع أن أزمته مع أوكرانيا تمثل «حجر عثرة» في السياقات الدولية، ولجهة السلم والأمن الدوليين بنوع خاص، غير أن غياب الرئيس الصيني شي جينبينغ، يكاد يكون الصوت المدوي الغائب، إن جاز التعبير.

تبدو المواقف الصينية مؤخراً مغلفة بشيء من الغموض أو عدم الوضوح، ما طرح علامات استفهام عن مصلحة الصين في إخفاق قمة الهند من عدمه.

قبل نحو أسبوع من انعقاد قمة «بهارات»، كما حملت دعوات عشاء كبار قادة وزعماء العالم في حفل الافتتاح، منعت الصين طرح مقترحات مرتبطة بديون الأسواق الناشئة، كما رفضت أي بنود تدين الصراع في أوكرانيا.

أزمة الصين في «قمة العشرين» تبدو ذات أكثر من وجه؛ فهناك خلاف كبير مع الهند حول الحدود، قاد لمواجهات عسكرية حدودية عام 2020، وأوقع خسائر في الأرواح، في حين أن الهند من جانبها، ورغم رغبتها في إنجاح القمة، لا تغفر للصينيين إصدار خريطة جديدة تضم ولاية أرونال شار براديش الواقعة شرقها، بوصفها جزءاً من الأراضي الصينية، ما يعني أن الجمر تحت الرماد من نيودلهي لبكين.

من ناحية ثانية، فإن الصين تبدي انزعاجاً من التقارب الهندي - الأميركي المتعاظم، اقتصادياً أول الأمر، وعسكرياً تالياً، وتكنولوجياً في مرحلة ثالثة، لا سيما أن الشراكات من نيودلهي لواشنطن تتعمق يوماً تلو الآخر، ما يجعل بكين تستشعر قلقاً وجودياً من نشوء وارتقاء تحالفات تمثل عند نقطة زمنية ما «ثقلاً موازياً للنفوذ الصيني في قارة آسيا».

تبدو «قمة العشرين» في الساعات المقبلة أمام استحقاق تساؤل حول رؤية المجموعة، وهل ستنجح في إصدار بيان ختامي يتسم بالتوازن ومعالجة القضايا الشقاقية والابتعاد عن أي لغة تستفز أجهزة استشعار موسكو وبكين، بهدف المضي قدماً بالمجموعة موحدة وفاعلة، أم أن قمة الهند ستكون بداية لشرخ عميق في جدار هذا التكتل العالمي، وفرط عقده بعد طول تماسك.

يمكن الجزم بأن أي خلافات عميقة قد تفكك «مجموعة العشرين»، ستزيد من تصاعد التناقضات في المشهد العالمي المرتبك، وسترسم طرقاً مغايرة لعلاقات عالمية مرتكبة.

تتطلع شعوب العالم إلى قمة توازن بين تراكم الثروات من جانب ومراكمة البؤس وعذاب الكادحين في الجانب المقابل... إنها دعوة إلى أممية جديدة من العدالة الاجتماعية... دعونا ننتظر ونحكم.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قمة العشرين» وفاق أم افتراق «قمة العشرين» وفاق أم افتراق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib