هل فتحت أميركا صندوق باندورا
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

هل فتحت أميركا صندوق باندورا؟

المغرب اليوم -

هل فتحت أميركا صندوق باندورا

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

«اعتقل الديمقراطيون الشيوعيون الرئيس ترمب؛ لأنه الرجل الوحيد الذي يقف في طريقهم، وهم يقاتلون من أجل الاستيلاء على أميركا، لن نتخلى عنه أبداً».
كان هذا هو تصريح النائبة الجمهورية، مارغوري تايلور غرين، غداة دخول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى قاعة المحكمة في نيويورك نهار الثلاثاء الماضي.
أما عضو مجلس الشيوخ النافذ، تيد كروز، فقد غرد بدوره قائلاً «اعتقال الرئيس السابق ترمب ومحاكمته من قِبل المدعي اليساري التابع لجورج سورس، هو استهزاء بسيادة القانون، كما أن لائحة الاتهامات ليست عبثية فحسب، بل إن هذا الاضطهاد السياسي يمثل يوماً أسود لبلدنا».
هل فتحت أميركا صندوق باندورا؟
في الميثولوجية الإغريقية، يمثل هذا الصندوق عقوبة من كبير آلهة الأوليمب زيوس، بعد أن سرق بروميثيوس النار من موكب الآلهة، وقد حوى كل شرور البشرية من جشع، وغرور، وافتراء، وكذب وحسد، ووهن، ووقاحة.
يكاد الناظر للمجتمع الأميركي اليوم، أن يقطع بأن الديمقراطيين، وبإصرارهم الخطير، على دفع ترمب، خارج حلبة الصراع الانتخابي الرئاسي 2024، قد فتحوا صندوق باندورا أميركياً معاصراً، لن تنفك شروره تنتشر بين الأميركيين، سيما خلال عام الاستعداد للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
حاجج زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر بأن ترمب سوف يحظى بمحاكمة عادلة، وأنه لا مكان في نظام العدالة الأميركي لأي تأثير خارجي أو ترهيب في العملية القانونية.
هذا الحديث وجد ردوداً فورية من مسؤولين قضائيين أميركيين، مثل المدعي العام في تكساس، كين باكستون، والذي اعتبر أن «اليسار الديمقراطي الأميركي، قام بتسليح نظام العدالة لملاحقة ترمب، مظهراً أنه لا يوجد حد، وأنهم سوف يستخدمونه لملاحقة أي شخص لديه قيم محافظة».
المدعي باكستون في نهاية تصريحاته، يخلص إلى القول «أنا أقف مع ترمب وسأقاتل دائماً أولئك الذين يريدون تدمير جمهوريتنا».
التصريح الأخير، يعني من دون أدنى شك، أن دائرة من المحاكمات والانتقامات، سوف تدور في الداخل الأميركي عما قريب، وأن القضاء الأميركي، لن يبقى مرتكزاً حول القانون والدستور، بل سيعرف التحيزات، وبهذا سوف يختل ميزان العدالة الأميركي.
وبمعنى أكثر وضوحاً، يمكننا أن نشهد عما قريب، دعاوى لمدعين عموميين جمهوريين، في ولايات ذات صبغة حمراء، يستدعون رؤساء ديمقراطيين سابقين، موجهين إليهم لوائح اتهامات، قد تكون حقيقية، وليس عبثية كما يجري الحال مع ترمب.
هل ندافع في هذه السطور عن الرئيس السابق ترمب؟
بالقطع لا يمكن الادعاء بأن ترمب رئيساً طهرانياً، لا يعرف طريقه للخطأ، أو تدانيه الخطايا؛ إذ عليه الكثير جداً من المآخذ، حول السلوك الشخصي، وليس الرئاسي.
توجهات الديمقراطيين نحوه، ومنذ اليوم الأول له في البيت الأبيض، تقطع بصحة أحاديثه، وكونه يتعرض لسلسلة من مطاردة الساحرات، فقد اتُهم بالتعاطي مع الروس في الحملة الانتخابية الرئاسية 2016، وهو ما لم يقم عليه دليل، أو تظهر بشأنه حجة.
حين يطالع أي مراقب محايد الاتهامات الموجهة للرئيس السابق ترمب، سوف يخلص بالفعل إلى أنها ضعيفة، وهو الوصف عينه الذي استخدمته صحيفة «وول ستريت جورنال»، في عددها الصادر نهار الأربعاء، أي بعد جلسة توجيه الاتهام.
جوهر الاتهامات يدور حول تزوير سجلات تجارية؛ الأمر الذي يعد جنحة في نيويورك، وغابت عن اللائحة أي اتهامات تمس الأمن القومي، أو صالح ومصالح البلاد؛ ما دعا العديد من وسائل الإعلام الأميركية إلى التساؤل الأقرب إلى الاستنكار، «هل كانت هذه القضية لترفع ضد أي متهم آخر غير ترمب؟»، وهو سؤال لا يمكن الإجابة عنه بغير النفي.
حين يقارن الأميركيون ما وجّهه المدعي العام، ألفين براغ، من اتهامات لترمب، مع ما كان يتوجب أن يوجّه من اتهامات لهيلاري كلينتون، أو جوزيف بايدن، فإنهم حكماً سيقصدون صندوق باندورا، لاستخراج ما فيه من أدوات للشر، والذهاب بروح الثأر إلى أقرب مدعٍ عام، ليوجه اتهامات أكثر خطورة لكليهما معاً.
خذ إليك هيلاري، تلك التي عرّضت الحملة الرئاسية قبل الماضية للاختراق من قِبل الروس، من جراء استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً؛ الأمر الذي مكّن الموسكوفيين من الولج إلى قلب واشنطن في زمن انتخابات رئاسية، حتى أن قلبوا عليها الطاولة لاحقاً، وأفقدوها فرصتها في الوصول إلى البيت الأبيض.
إن أي مدعٍ عام جمهوري من الواسب، وبرغبة في العدالة الحقيقية، لا تلك التي يتناولها براغ في اتهاماته لترمب، سيكون من اليسير عليه محاكمة هيلاري بتهمة التآمر على المرشح الديمقراطي، بيرني ساندرز، والعمل بعزم وحزم على إقصائه من دائرة الترشح للرئاسة.
عما قريب، ربما سيجد الديمقراطيون أنفسهم، في مواجهة اتهامات صادرة في حق الرئيس بايدن، سواء كان في البيت الأبيض أو خارجه؛ ما يعني أنهم سيشربون من الكأس ذاتها التي يتجرعها ترمب في الوقت الحاضر.
لا تبدو قصة حاسوب، هانتر بايدن، على سبيل المثال، بعيدة في هذه الآونة عن تفكير الجمهوريين، المتحفزين لاستدعاء روح الانتقام من صندوق الميثولوجيا الإغريقية، وتفعيلها حول قصة علاقة هانتر بالصينيين؛ الأمر الذي يمثل قولاً وفعلاً، تهديدات مصيرية للأمن القومي الأميركي.
هل أخطأ ترمب حديثاً، وتجاوز الخطوط الحمراء، تلك التي كلفت جون كيندي من قبل حياته؟
غالب الظن هذا ما فعله في ختام مؤتمر العمل السياسي المحافظ، في الأسبوع الأول من شهر مارس (آذار) الماضي، حين وعد بإنقاذ أميركا من التحول إلى «كابوس شيوعي بذيء»، من خلال التخلص من «الدولة العميقة»، وقلب سياسات الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن «في حال حصل على فرصة ثانية لتقلد أعلى منصب في البلاد».
كلمات ترمب في ذلك المؤتمر، حكماً أقضت مضاجع الكثيرين، وأرّقت منام القيادات الأميركية الماورائية. «إذا أعدتموني إلى البيت الأبيض سنكون أمة حرة. سينتهي حكمهم... إننا لم نعد دولة حرة. ليست لدينا صحافة حرة... ليس لدينا أي شيء حر».
قالها ترمب صراحة أنه يؤمن الآن بوجود الدولة الأميركية العميقة، داعياً الكونغرس للتحقيق مع مكتب التحقيقات الاتحادية، ومطالباً بعدم السماح لأي موظف من ذلك المكتب، بالعمل في وسائل التواصل الاجتماعي قبل 7 سنوات من انتهاء الخدمة.
ما دعا، ويدعو إليه ترمب في حقيقة الأمر، يمثل نوعاً من الانقلاب الشامل لبنية النظام التكتوني الأميركي، وهو أمر مزلزل، لم يكن ليُسمح به، وعليه فقد جاءت المحاكمة للخلاص منه أدبياً، وقد لا نتجاوز الواقع والحقيقة، إن قلنا إن الأمر يمكن أن يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك، ليعيد المشهد الأميركي، مناظر عنف ودماء وأيادٍ مجهولة حتى الساعة.
بقية ما في الصندوق، سوف يجد طريقه حكماً، لملايين من الأميركيين، مريدي ترمب، ومن البيض الأنجلوساكسيين الذين يتهيأون للعصيان والتمرد، ومجابهة الحكومة الاتحادية، درءاً للخوف الديموغرافي الأكبر القادم من ناحية، وقطعاً على طريق التحولات اليسارية الآيديولوجية من جهة مقابلة.
درج رؤساء أميركا منذ ويليام هاريسون الرئيس التاسع لأميركا (1773 - 1841)، على ممارسة إخفاء الحقائق، وممارسة الأكاذيب، وصولاً إلى ريتشارد نيكسون؛ ما جعل الأميركيين يوقنون بأنه من سياسي نزيه، لكن، وعلى الرغم من ذلك، ظل مقام الرئاسة مصوناً، وكرامته محفوظة.
هل من خلاصة؟
ربما ينتصر ترمب ويصل للبيت الأبيض من جديد، لكن حكماً سوف تنكسر موازين العدالة في نظر ملايين الأميركيين، وهذه هي الكارثة لا الحادثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فتحت أميركا صندوق باندورا هل فتحت أميركا صندوق باندورا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib