الهند عن النجم الصاعد عولميا
زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى
أخر الأخبار

الهند.. عن النجم الصاعد عولميا

المغرب اليوم -

الهند عن النجم الصاعد عولميا

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

هل يمكننا النظر إلى قمة العشرين الأخيرة، بوصفها إيذانا بمولد جديد للهند؟

يمكن القطع بأن الهند نجحت بالفعل في تقديم رؤى فاعلة وناجزة، وسط عالم مرتبك ومختل، وفي أوقات تتكاثر فيها الأزمات حول الكرة الأرضية، إيكولوجيا واقتصاديا، أمنيا وسياسيا، حتى تكاد الضبابية تلف وجه المسكونة.

يعن لنا التساؤل: ما الذي يميز الهند اليوم، عن تلك التي عرفها المجتمع الدولي، في ستينات القرن المنصرم بنوع خاص؟
يمكن أن نتجرأ على الجواب، باجتهاد متواضع ونقول، نحن الآن أمام الهند التي تخففت من أحمال الأيديولوجيا، ووجدت لنفسها مسارات واسعة ومساقات رحبة، في عوالم الميثودولجيا، حيث طرق البحث والاستدلال على المعرفة، ما جعلها تحلق في آفاق رحبة من عوالم الإبستمولوجيا، وتنهي أزمنة ضيق الأيديولوجيا.
هل من صعوبة في فهم المنطق المتقدم؟

بعبارات أبسط، لقد نحت الهند تجاه بناء دولتها الجديدة، عبر العلم والمعرفة، فقد آمنت بأن ثروة الأمم الحقيقية، ليست في مقدراتها من المواد الطبيعية فحسب، بل في عقول أبنائها، وفي ترقيهم الفكري والعلمي، وريادتهم لعوالم الابتكار، في شتى مناحي الحياة.

وقر لدى الهند، قيادة وشعبا، رغم تعداد سكانها الهائل أن "نشوء وارتقاء الأمم"، في القرن الحادي والعشرين، سوف يضحى قرين الابتكار، ولهذا انشغلت جامعاتها، بكل ما له علاقة بعالم التقانة الحديثة، والإناسة الروبوتية والبرمجيات. من هنا انفتحت أمامهم سبل الاقتصاد المعولم الجديد، اقتصاد الإبداع لا الاتباع، والذي اصطلح على تسميته اقتصاد الابتكار.

حصاد الهند في العقود الثلاثة الأخيرة، جاء بشر خلاقين، وليس محاصيل وموارد طبيعية، وإن نجحت كذلك في هذا السياق، رغم تعداد سكانها الذي بلغ 1.4286مليار نسمة، لتتجاوز الصين صاحبة الرقم القياسي في التعداد والذي وصل عام 2023 إلى 1.4257مليار نسمة.
هل تفكر الهند في غزو العالم المعولم الجديد من حولها؟

ربما نعم، لكنه غزو الأقوياء علما ومعرفة، وليس الغزو المسلح الذي لم ولن يجلب على أصحابه سوى الموت والدمار في الحال والاستقبال.

هل أتاك حديث وادي السيلكون، تلك المنطقة الجنوبية من خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية؟

تكاد تستعلن تلك البقعة من الأراضي الأمريكية، هندية النفوذ، حيث ترفدها جامعات الهند ومعاهدها التكنولوجية، بنحو عشرين ألفا أو أكثر من خيرة الشباب الهنود كل عام، سواء أكانوا مطوري برامج كمبيوترية، أو منتجي شرائح ورقائق السيلكون، عطفا على المبدعين في مجالات التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة، الأمر الذي يساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة، في الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا السياق لا يستغرب المرء، أو يدهش مواطنو أمريكا، إن رأوا في البيت الأبيض عما قريب، رئيسا للجمهورية الأمريكية، من أصول هندية، وهو ما يكاد يقترب من فعله الشاب الأمريكي الألمعي، فيفيك راماسوامي، الذي ينافس عتاة السياسيين الجمهوريين على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة.

التفكير والتعليم هما أساس الإبداع الهندي، وعليهما قامت نهضة الهند الاقتصادية الحديثة، وعلى غير المصدق أن يراجع معنا البيانات التالية.

سجلت الأسواق الهندية خلال 2022-2023 ، نموا اقتصاديا بمعدل 7.2%، وقد جرى ذلك بدفع قوة من أداء قطاعي الخدمات والاستهلاك، ما وضع نيودلهي في مصاف اقتصادات العالم الأسرع نموا.

نما الاقتصاد الهندي بنسبة 6.1 بالمئة في الربع المالي، الممتد من يناير إلى مارس، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بحسب مكتب الإحصاء الوطني الهندي.

في هذا السياق يذهب المدير المحلي للبنك الدولي، أوغست تانوكوامي، إلى أن الاقتصاد الهندي يواصل إظهار مرونة قوية في مواجهة الصدمات الخارجية، كما أن صادرات الهند الخدمية ماضية قدما في الارتفاع، رغم الضغوطات الخارجية، مع تقلص عجز الحسابات الخارجية.

ولعله من متناقضات القدر، أن تقفز الهند، في تراتبية الاقتصادات العالمية لتتجاوز اقتصاد المملكة المتحدة.

حدث ذلك منذ نحو عام، ففي سبتمبر أيلول من 2022، تخلفت بريطانيا عن الهند لتصبح سادس أكبر اقتصاد في العالم، فيما قفزت المستعمرات البريطانية السابقة لتصبح خامس أكبر اقتصاد عالمي، والعهدة على وكالة "بلومبرغ".

لا وقت للهند والهنود للبكاء على اللبن المسكوب في زمن الاستعمار، وإنما عمل وأمل، صباحا ومساء، وربما لهذا دار مؤخرا حديث طويل، وغالب الظن سيظل قائما حول تغيير اسم البلاد، من "الهند"، تلك اللفظة التي تطاردها أشباح زمن الاستعمار البريطاني إلى "بهارات" اسمها الأصلي القديم.

لم يعد في الأمر سر، أن الاقتصاد الصيني يتعرض لانتكاسة في الوقت الراهن، ومع أنه من المتوقع أن يستنهض قواه، في أوقات لاحقة، إلا أن الهند مرشحة بالفعل أن تكون مصنع العالم الجديد.

نجح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في أن يخلق لنفسه ولبلاده موطئ قدم متميز ومتجدد وسط العشرين الكبار، بل لا نغالي إن قلنا إن الهند تضحى اليوم رقما صعبا في عالم سلاسل التوريد، تلك القضية التي باتت تؤرق العالم شرقا وغربا في حاضرات أيامنا، لاسيما بعد الثغرات المقلقة التي ظهرت عقب تفشي فيروس كوفيد -19، وانطلاقته من الصين.

نجحت الهند في العبور بقمة العشرين، حجار عثار عدة في الطريق، سيما في ضوء غياب فلاديمير بوتين، وشي جين بينغ، وانتصرت أريحية شعار عالم واحد، للكثير من الأفكار الوفاقية، بهدف تذليل الصعوبات التي تواجه شعوب العالم، وفي مقدمها الأزمتين الاقتصادية من ناحية، والإيكولوجية الخاصة بتدهور أحوال المناخ من جهة تالية.
هل سيكون على العالم بعد قمة العشرين الاستعداد لملاقاة الهند الجديدة؟

بالقطع لن يكون الدرب سهلا أو معبدا، فهناك كثر يدركون الغزل الأمريكي على المتناقضات، وربما تفهمت موسكو وبكين الأمر سريعا.

غير أن توجهات الهند تأخذ في اعتبارها أنه "ليست الجيوش فحسب التي تمشي على بطونها"، كما قال الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت ذات مرة، ولكن الشعوب كذلك، ومن هنا جاءت وتجيء نجاحات الهند.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهند عن النجم الصاعد عولميا الهند عن النجم الصاعد عولميا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib