الهند عن النجم الصاعد عولميا
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الهند.. عن النجم الصاعد عولميا

المغرب اليوم -

الهند عن النجم الصاعد عولميا

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

هل يمكننا النظر إلى قمة العشرين الأخيرة، بوصفها إيذانا بمولد جديد للهند؟

يمكن القطع بأن الهند نجحت بالفعل في تقديم رؤى فاعلة وناجزة، وسط عالم مرتبك ومختل، وفي أوقات تتكاثر فيها الأزمات حول الكرة الأرضية، إيكولوجيا واقتصاديا، أمنيا وسياسيا، حتى تكاد الضبابية تلف وجه المسكونة.

يعن لنا التساؤل: ما الذي يميز الهند اليوم، عن تلك التي عرفها المجتمع الدولي، في ستينات القرن المنصرم بنوع خاص؟
يمكن أن نتجرأ على الجواب، باجتهاد متواضع ونقول، نحن الآن أمام الهند التي تخففت من أحمال الأيديولوجيا، ووجدت لنفسها مسارات واسعة ومساقات رحبة، في عوالم الميثودولجيا، حيث طرق البحث والاستدلال على المعرفة، ما جعلها تحلق في آفاق رحبة من عوالم الإبستمولوجيا، وتنهي أزمنة ضيق الأيديولوجيا.
هل من صعوبة في فهم المنطق المتقدم؟

بعبارات أبسط، لقد نحت الهند تجاه بناء دولتها الجديدة، عبر العلم والمعرفة، فقد آمنت بأن ثروة الأمم الحقيقية، ليست في مقدراتها من المواد الطبيعية فحسب، بل في عقول أبنائها، وفي ترقيهم الفكري والعلمي، وريادتهم لعوالم الابتكار، في شتى مناحي الحياة.

وقر لدى الهند، قيادة وشعبا، رغم تعداد سكانها الهائل أن "نشوء وارتقاء الأمم"، في القرن الحادي والعشرين، سوف يضحى قرين الابتكار، ولهذا انشغلت جامعاتها، بكل ما له علاقة بعالم التقانة الحديثة، والإناسة الروبوتية والبرمجيات. من هنا انفتحت أمامهم سبل الاقتصاد المعولم الجديد، اقتصاد الإبداع لا الاتباع، والذي اصطلح على تسميته اقتصاد الابتكار.

حصاد الهند في العقود الثلاثة الأخيرة، جاء بشر خلاقين، وليس محاصيل وموارد طبيعية، وإن نجحت كذلك في هذا السياق، رغم تعداد سكانها الذي بلغ 1.4286مليار نسمة، لتتجاوز الصين صاحبة الرقم القياسي في التعداد والذي وصل عام 2023 إلى 1.4257مليار نسمة.
هل تفكر الهند في غزو العالم المعولم الجديد من حولها؟

ربما نعم، لكنه غزو الأقوياء علما ومعرفة، وليس الغزو المسلح الذي لم ولن يجلب على أصحابه سوى الموت والدمار في الحال والاستقبال.

هل أتاك حديث وادي السيلكون، تلك المنطقة الجنوبية من خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية؟

تكاد تستعلن تلك البقعة من الأراضي الأمريكية، هندية النفوذ، حيث ترفدها جامعات الهند ومعاهدها التكنولوجية، بنحو عشرين ألفا أو أكثر من خيرة الشباب الهنود كل عام، سواء أكانوا مطوري برامج كمبيوترية، أو منتجي شرائح ورقائق السيلكون، عطفا على المبدعين في مجالات التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة، الأمر الذي يساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة، في الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا السياق لا يستغرب المرء، أو يدهش مواطنو أمريكا، إن رأوا في البيت الأبيض عما قريب، رئيسا للجمهورية الأمريكية، من أصول هندية، وهو ما يكاد يقترب من فعله الشاب الأمريكي الألمعي، فيفيك راماسوامي، الذي ينافس عتاة السياسيين الجمهوريين على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة.

التفكير والتعليم هما أساس الإبداع الهندي، وعليهما قامت نهضة الهند الاقتصادية الحديثة، وعلى غير المصدق أن يراجع معنا البيانات التالية.

سجلت الأسواق الهندية خلال 2022-2023 ، نموا اقتصاديا بمعدل 7.2%، وقد جرى ذلك بدفع قوة من أداء قطاعي الخدمات والاستهلاك، ما وضع نيودلهي في مصاف اقتصادات العالم الأسرع نموا.

نما الاقتصاد الهندي بنسبة 6.1 بالمئة في الربع المالي، الممتد من يناير إلى مارس، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بحسب مكتب الإحصاء الوطني الهندي.

في هذا السياق يذهب المدير المحلي للبنك الدولي، أوغست تانوكوامي، إلى أن الاقتصاد الهندي يواصل إظهار مرونة قوية في مواجهة الصدمات الخارجية، كما أن صادرات الهند الخدمية ماضية قدما في الارتفاع، رغم الضغوطات الخارجية، مع تقلص عجز الحسابات الخارجية.

ولعله من متناقضات القدر، أن تقفز الهند، في تراتبية الاقتصادات العالمية لتتجاوز اقتصاد المملكة المتحدة.

حدث ذلك منذ نحو عام، ففي سبتمبر أيلول من 2022، تخلفت بريطانيا عن الهند لتصبح سادس أكبر اقتصاد في العالم، فيما قفزت المستعمرات البريطانية السابقة لتصبح خامس أكبر اقتصاد عالمي، والعهدة على وكالة "بلومبرغ".

لا وقت للهند والهنود للبكاء على اللبن المسكوب في زمن الاستعمار، وإنما عمل وأمل، صباحا ومساء، وربما لهذا دار مؤخرا حديث طويل، وغالب الظن سيظل قائما حول تغيير اسم البلاد، من "الهند"، تلك اللفظة التي تطاردها أشباح زمن الاستعمار البريطاني إلى "بهارات" اسمها الأصلي القديم.

لم يعد في الأمر سر، أن الاقتصاد الصيني يتعرض لانتكاسة في الوقت الراهن، ومع أنه من المتوقع أن يستنهض قواه، في أوقات لاحقة، إلا أن الهند مرشحة بالفعل أن تكون مصنع العالم الجديد.

نجح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في أن يخلق لنفسه ولبلاده موطئ قدم متميز ومتجدد وسط العشرين الكبار، بل لا نغالي إن قلنا إن الهند تضحى اليوم رقما صعبا في عالم سلاسل التوريد، تلك القضية التي باتت تؤرق العالم شرقا وغربا في حاضرات أيامنا، لاسيما بعد الثغرات المقلقة التي ظهرت عقب تفشي فيروس كوفيد -19، وانطلاقته من الصين.

نجحت الهند في العبور بقمة العشرين، حجار عثار عدة في الطريق، سيما في ضوء غياب فلاديمير بوتين، وشي جين بينغ، وانتصرت أريحية شعار عالم واحد، للكثير من الأفكار الوفاقية، بهدف تذليل الصعوبات التي تواجه شعوب العالم، وفي مقدمها الأزمتين الاقتصادية من ناحية، والإيكولوجية الخاصة بتدهور أحوال المناخ من جهة تالية.
هل سيكون على العالم بعد قمة العشرين الاستعداد لملاقاة الهند الجديدة؟

بالقطع لن يكون الدرب سهلا أو معبدا، فهناك كثر يدركون الغزل الأمريكي على المتناقضات، وربما تفهمت موسكو وبكين الأمر سريعا.

غير أن توجهات الهند تأخذ في اعتبارها أنه "ليست الجيوش فحسب التي تمشي على بطونها"، كما قال الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت ذات مرة، ولكن الشعوب كذلك، ومن هنا جاءت وتجيء نجاحات الهند.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهند عن النجم الصاعد عولميا الهند عن النجم الصاعد عولميا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib