الشرق الأوسط الأخضر «رئة العالم الجديد»
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الشرق الأوسط الأخضر... «رئة العالم الجديد»

المغرب اليوم -

الشرق الأوسط الأخضر «رئة العالم الجديد»

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

بالتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، «كوب - 27»، تنطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية على ساحل البحر الأحمر، أعمال النسخة الثانية من «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، نهار السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، و«منتدى مبادرة السعودية الخضراء»، في الفترة من 11 إلى 12 نوفمبر.
من الطموح إلى العمل تقدم المملكة رؤية إيكولوجية للمساهمة في استنقاذ الكرة الأرضية من وهدة التغيرات المناخية التي تكاد تقضي على الزرع والضرع، ذلك قبل أن تتهدد البشرية برمتها.
ويبقى الهدف من القمة والمنتدى، وبحسب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي تأتي تلك التحركات ضمن سياقة رؤيته التنويرية للمملكة 2030، هو الارتقاء بالطموحات المناخية العالمية، من خلال تحفيز العمل المشترك على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
هل تجيء مبادرات المملكة كجرس إنذار للإنسانية في الربع ساعة الأخير وقبل انفجار كوكب الأرض؟
المؤكد أن ذلك كذلك، لا سيما أن البسيطة باتت على عتبات مستقبل موسوم باحتباس حراري قاتل، انعكس في شكل حرائق الغابات المستعرة، وإصابة المحيطات بحموضة عالية، ما تسبب في عواصف هوجاء، وتالياً ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات على حساب اليابسة، وما يترتب على كل ذلك من هجرات جماعية.
لماذا الشرق الأوسط الأخضر، يحتل مثل هذه الأهمية في طروحات المملكة العربية السعودية، واليوم تحول الطموحات إلى مشروعات على الأرض لتغيير الأوضاع المناخية البائسة؟
تهدف المبادرة في أصلها التي أعلن عنها ولي العهد في 27 مارس (آذار) 2021، للمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي، وذلك من خلال رفع الغطاء النباتي في دول الشرق الأوسط، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البرية.
أما كيف سيترجم الأمر إلى واقع، فهذا سيتم من خلال العمل على تشجير نحو 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، ضمن برنامج يهدف لزراعة 50 مليار شجرة، وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
لماذا التشجير بنوع خاص في تلك المبادرات؟
قبل الجواب ربما يتوجب علينا أن نلقي نظرة ولو سريعة على حال ومآل كوكب الأرض، حيث يواجه ملايين الأشخاص حالة من حالات انعدام الأمن الغذائي، والنقص في إمدادات المياه، وفيما البشر يمارسون صباح مساء كل يوم، اعتداءات صارخة على النظام البيئي الطبيعي القائم منذ ملايين السنين.
فإن فيروسات جديدة خطيرة تبدأ في شن معارك ضارية على الإنسانية، وليس سراً القول إنه في العقود الأخيرة تم التثبت من وجود طائفة من تلك الفيروسات لم تعهدها العقود السابقة مثل فيروس الإيبولا، والفيروس المسبب لمرض السارس، وأخيراً ذلك الفيروس الشائه الذي نجمت عنه جائحة «كوفيد - 19».
تبدو مشروعات التشجير كفيلة إلى حد كبير بإعادة الانضباط المناخي للكرة الأرضية على أكثر من صعيد، فالأشجار الخضراء وثيقة الصلة بتوافر المياه أو نقصها من على سطح الكرة الأرضية، التي تغطي غالبية مساحتها المياه، غير أن العذبة منها، التي تصلح لحياة الإنسان والحيوان، لا تتجاوز 3 في المائة.
تبدو مشروعات الشرق الأوسط الأخضر، بمثابة فعل تعويض عن أنانية البشرية... إنه الشرق الفنان، مرة جديدة، يلهم العالم، ذلك الذي أخذته أطماع الرأسمالية فأخذ يجتث الغابات ويقطع أخشابها، من منظور ربح سريع ضيق، تقابله خسائر بيئية لا تعد ولا تحصى، ومن غير أدنى تهويل.
مزيد من الأشجار، يعني إرشاد مياه الأمطار إلى مواقع المياه الجوفية تحت الأرض، وإتاحة الفرصة لمزيد من الأوكسجين النقي ليتسلل فوق سطح المعمورة ويملأ رئتيها، طارداً عوادم الموت، وبقايا كربون الهلاك، وفي الوقت عينه يستمطر السماء، لتفتح مياذيبها، وبخاصة بعد أن ضرب الجفاف العالم، ولم يترك موقعاً أو موضعاً في شرق العالم وغربه، إلا وتسبب في خسائر فادحة، وعلى غير المصدق أن يجيل النظر في حرائق غابات كاليفورنيا في أقصى الغرب الأميركي، وأن يرفع ألحاظه إلى أستراليا في آخر الشرق الآسيوي، ومن الصين في شمال العالم، إلى كيب تاون في أقصى الجنوب الأفريقي.
تأخذنا مبادرات الشرق الأوسط الأخضر، إلى عمق نظرية تعرف باسم «تأثير الفراشة»، وفيها أن حدثاً صغيراً كرفرفة جناح الفراشة في الصين على سبيل المثال، قد يتسبب في إعصار بالولايات المتحدة، والقصد هنا هو أن تلك الأحداث الصغيرة تنمو شيئاً فشيئاً في كل شيء بمحيطها، ما يعطيها دفعة أكبر للنمو، وهكذا يستمر النمو حتى يصبح تأثيرها كارثياً.
غير أنه من حسن الطالع أن مبادرات المملكة الخاصة بالبيئة، تأتي كقراءة في المعكوس لتأثير الفراشة، أي أنها الوجه الإيجابي لهذه الرفرفة، فإعادة تشجير الشرق الأوسط والخليج العربي بخمسين مليار شجرة، يجعل من هذه البقعة الجغرافية، «رئة العالم الجديد»، بعد أن كادت غابات الأمازون، رئة العالم القديم، تنتهي من جراء الجشع المادي حرقاً وقطعاً.
يبقى التحدي المناخي، هو أكبر حرب تخوضها البشرية في الوقت الحاضر، دفاعاً عن بيتنا المشترك، وعلى كبار العقول المجتمعين في مبادرة السعودية الخضراء في شرم الشيخ، رسم معالم خريطة طريق قبل فوات الأوان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط الأخضر «رئة العالم الجديد» الشرق الأوسط الأخضر «رئة العالم الجديد»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib