8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

8 مليارات.. استيقظ يا روبرت مالتوس

المغرب اليوم -

8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

نهار الخامس عشر من نوفمبر تشرين الثاني الجاري، بلغت البشرية نقطة غير مسبوقة، فيما يخص تعداد السكان على وجه الكرة الأرضية، وذلك بعد أن بلغ عدد قاطني المسكونة نحو 8 مليارات نسمة، الأمر الذي اعتبر نقطة فاصلة في تاريخ التطور البشري.

حتى أوائل القرن التاسع عشر، كان سكان الأرض لا يزيدون عن مليار نسمة، وفي أقل من قرن واحد تضاعف العدد ثماني مرات، الأمر الذي يفتح الباب واسعا للعديد من الأسئلة، وهل يتوجب علينا أن نتذكر بنوع خاص روبرت مالتوس، الباحث السكاني والاقتصادي الإنجليزي الشهير، من أعمال القرن التاسع عشر، وصاحب النظرية الخاصة بالعلاقة بين زيادة السكان وزيادة الموارد الطبيعية اللازمة لحياة البشر؟

ما قاله مالتوس هو أن البشر يتزايدون بمتوالية هندسية، أي 2، 4، 8، 16، وهكذا، فيما الموارد الطبيعية التي تتيحها الكرة الأرضية تمضي بمتوالية عددية، أي 2،4،6،8، وهكذا، ما يعني أن هناك فجوة كبيرة لابد لها أن تحدث يوما ما بين قدرة الكوكب على إطعام أبنائه، ومعدل الزيادة السكانية للبشرية.

ما هو السبب الرئيس في هذا النمو السريع والمخيف؟ وهل ستمضي هذه الزيادة على هذا النحو في قادم العقود؟

بحسب بيانات الأمم المتحدة، يعزى هذا النمو غير المسبوق إلى الزيادة التدريجية في عمر الإنسان بسبب تحسينات أجريت على الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والطب، كما أنها نتيجة مستويات عالية من الخصوبة في بعض الدول.

والشاهد أن الأمم المتحدة تقدر أن يصل عدد سكان كوكبنا إلى 9 مليارات نسمة بحلول 2037، ثم يبلغ ذروته عند 10.4 مليار نسمة بين عامي 2080 و2100.

هنا يلاحظ أن معدل زيادة السكان يتباطأ بشكل واضح، الأمر الذي يرد إلى ضعف خصوبة البشرية في المائة عام القادمة من جهة، وارتفاع معدلات الوفيات، في مقابل معدلات المواليد، هذا إذا خلينا جانبا، الاحتمالات الخاصة بحدوث حرب عالمية نووية مهلكة للزرع والضرع، يمكن أن تؤدي إلى كارثة بشرية وفناء مئات الملايين في ضربات صاروخية سريعة لا تصد ولا ترد.

ولعل رؤية تحليلية أعمق للأرقام، تعطينا مؤشرات أكثر أهمية عن قادم الأيام، فعلى سبيل المثال، ستكون الزيادة السكانية في المائة عام القادمة، مركزة بنوع خاص في القارة الإفريقية، وهو أمر يتسق وطبيعة نسب الخصوبة، بالإضافة إلى أن القارة السمراء لا تزال قادرة على استيعاب المزيد من السكان، إن أحسنت استغلال مواردها الطبيعية من جهة، والوصول إلى معدلات تنمية مستدامة متميزة، ما يخرجها من دائرة الفقر، ويخفض من أعداد الفقراء.

الأمر الآخر المرجح هو تغير في التركيبة الديموغرافية للكثير من الدول الكبرى، فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن تتفوق الهند على الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في الأعوام القليلة القادمة.

هناك علاقة أخرى قائمة بين التغيرات المناخية، وزيادة عدد السكان، ذلك أن حوالي 90% من النمو السكاني خلال العقد المقبل سيأتي من البلدان الأقل تلويثا، فسكان الهند وإفريقيا أقل بكثير من نظرائهم في أميركا وأوروبا والصين، ووفقا للأمم المتحدة، فإن البلدان الفقيرة وذات الدخل المتوسط الأدنى مسؤولة فقط عن سُبع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.

البيانات الخاصة بتعداد سكان القارات منفصلة، تضع القارئ أمام عدة حقائق، بعضها موصول بنوع خاص بالقارة الأوروبية، تلك التي تصل معدلات النمو السكاني في بعضها إلى صفر في المائة، الأمر الذي يرسم علامات مخيفة حول مستقبل تلك الدول، وما إذا كانت قادرة على الحفاظ على الأصول والجذور التاريخية لها، أم أنه سيتم إحلالها وإبدالها بشعوب أخرى أقرب جغرافيا، ومن خلال الهجرات المختلفة شرعية كانت أو غير شرعية.

عطفا على ذلك، فإن تناقص عدد السكان في دولة ما، في مواجهة ارتفاع أعداد الوفيات، يقود حتما إلى تحولها من مجتمعات شابة منتجة، إلى جماعات بشرية مصابة بالشيخوخة غير قادرة على الإنتاج مع عدد أقل نسبيا من الأشخاص في سن العمل لإعالة المتقاعدين، مما يعني ضرائب أعلى أو إنفاق أقل على كبار السن.
هل هذه لحظة يتوجب على العالم الاحتفال بها، أم التوجس منها، والقلق بشأنها، والتحسب مستقبلا لتبعاتها والتي قد تبدو كارثية، وبالتحديد إذا أخذنا في اعتبارنا رؤية روبرت مالتوس المتقدمة؟

تبدو العلاقة بين زيادة السكان ومصادر الغذاء لأجيال المستقبل مثيرة للقلق، فقد عاش أكثر من 60% من البشر منذ 35 عاما في المناطق الريفية، أما اليوم فيعيش أكثر من نصف سكان العالم (54%) في المناطق الحضرية وتواصل هذه النسبة ارتفاعها.

وفي العام 2050 سيعيش أكثر من ثلثي البشر في المدن ما سيؤدي إلى إضافة صافية تبلغ 2.4 مليار نسمة في البلدان والمدن، وعليه فإن زيادة تعداد سكان المدن تؤثر على أنماط استهلاك الغذاء، إذ يتسبب ارتفاع مستويات الدخل في المناطق الحضرية إلى زيادة الطلب على المواد الغذائية.

ما الذي يتوجب على البشرية فعله لملاقاة مثل هذه الزيادة في قادم الأيام؟

المؤكد أنه من غير خطة منهجية مدروسة، سوف تصبح البشرية في مواجهة أزمات متصاعدة، ومن هذا المنطلق فإنه لابد من تبني سياسات قائمة على تنويع مصادر الغذاء، ودعم المنظمات المعنية على تبني ممارسات غذائية جديدة تواكب المتغيرات، وكذا تشجيع الحلول والطرق الزراعية الحديثة خاصة في القارة السمراء.

من جهة أخرى يعن لنا التساؤل: "ماذا عن العالم العربي والشرق الأوسط؟".

من الواضح للغاية أن نسبة الشباب في تلك الرقعة الجغرافية تتجاوز الشيوخ، ومعدلات الولادة أكبر من معدلات الوفاة، الأمر الذي يمكن أن يترجم بردا وسلاما على عملية التنمية المستدامة، وإن تطلب الأمر رؤية جماعية مستقبلية بين الدول العربية وبعضها بعضا.

هل يتوجب على مالتوس الاستيقاظ ومتابعة نجاعة نظريته في حاضرات أيامنا؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس 8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib