زيارة ماكرون والفخ الأميركي للأوروبيين
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

زيارة ماكرون والفخ الأميركي للأوروبيين

المغرب اليوم -

زيارة ماكرون والفخ الأميركي للأوروبيين

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

قبل بضعة أيام، كتبت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، تقول إن الولايات المتحدة تستخدم حلف «الناتو» فخاً لتقويض الاقتصاد الأوروبي، وتشديد السيطرة على سياسات الاتحاد الأوروبي.
الرؤية التحليلية التي أوردتها الصحيفة الصينية، والتي لا تحمل بالقطع نيات طيبة للتوجهات الأميركية، تدفعنا للتساؤل: «هل الأمر مجرد فكر تآمري كلاسيكي؟ أم أن في المشهد نوازل جديدة تفتح الباب لقبس من الحقائق، بعيداً عن المكايدات السياسية التقليدية؟».
الشاهد أنه لا يمكننا تقديم جواب شافٍ وافٍ، إلا في ضوء جردة حساب مطولة، يضيق عنها المسطح المتاح للكتابة؛ لكن وبحال من الأحوال، يمكننا القطع بأن التحالف الأميركي - الأوروبي في العقد الماضي، كان مختلفاً اختلافاً جذرياً عما كان عليه في العقود السابقة التي تبعت الانتصار على النازية.
تغيرت الأوضاع وتبدلت الطباع، وبدا أن الأميركيين لديهم مخاوف عميقة من الصحوة الأوراسية أول الأمر، أي تعميق العلاقات الأوروبية - الروسية، وهذا ما كان قد أخذ يتجلى على الصعيد الروسي - الألماني بنوع خاص، وثانياً تعالت الرهبة الأميركية من أن تنجح الصين في أن تقيم جسوراً ذهنية ولوجستية مع الأوروبيين، دولة وراء الأخرى، بما يدفع واشنطن في الزاوية، وفي هذا خسارة فادحة لمربعات النفوذ الأميركية التقليدية.
بعد قرابة عشرة أشهر من الحرب الروسية - الأوكرانية، يتساءل الأوروبيون عما أصابهم، وهل دفعوا تكاليف صراع لم يكن على رأس أولوياتهم التنموية وصالح ومصالح الأجيال القادمة؟
المؤكد أن أوروبا لم تكد تلتقط أنفاسها بعد الخلاص من أزمة الفيروس الشائه، حتى وجدت نفسها مدفوعة دفعاً -باعتبارها جزءاً من «الناتو»- لمواجهة تعلم أنها لن تعود عليها بأي فائدة؛ بل على العكس، إذ بدأت الأحداث تختصم من قدرة أوروبا على الصمود، الأمر المتمثل في أزمة الطاقة المستمرة، والتضخم الجدي في عموم الاقتصادات الأوروبية، والنتيجة الحتمية صعود موجات اليمين السياسي المتطرف، وقد بلغ الأمر حد مظاهرات جرت الأسبوع الماضي في قلب ألمانيا، تطالب بطرد الأميركيين خارج القارة العجوز.
يكاد الأوروبيون اليوم، بعد نحو عامين من وصول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، يقطعون بأنهم لا يختلفون عن الجمهوريين كثيراً، فيما يختص بالخطط الاستراتيجية العريضة والواسعة للولايات المتحدة.
قبل عامين، كان الأوروبيون يتشكُّون من جنوح الرئيس السابق دونالد ترمب، ومطالباته التي لا تنقطع لدول «الناتو»، بزيادة مساهماتها في تمويل الحلف، الأمر الذي وضع أعباء على موازنات تلك الدول، تنتقص من قدراتها على التنمية المستدامة في داخل حدودها الإقليمية.
اليوم يكتشف الأوروبيون أن بايدن ليس الأفضل، فها هو يرهقهم على 3 أصعدة؛ أولاً ما تسمى الإعانات البيئية، وهذه مرتبطة بفكرة مساهمات دول القارة في مواجهة تحديات المناخ، ومعالجة هجمات الطبيعة على البشر.
والبُعد الثاني، ما بات يعرف باسم «ضريبة بايدن»، وفي جزئها الغالب تحميل على شركات الطاقة، ومطالبتها بمزيد من الضرائب وتخفيض الأسعار، وجزء كبير من شركات النفط الأميركية يعمل في أوروبا.
وثالثاً، العودة مرة أخرى إلى مربع ترمب، والخاص بتحميل الدول الأوروبية أعباء تاريخية عسكرية، سواء من خلال زيادة المساهمات في تمويل «الناتو»، أو العمل على دعم أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، لمواصلة حربها ضد الروس.
لم يكن من المثير -بل ربما من الخطير- أن تجد كثيراً من دول «الناتو» -لا سيما الصغيرة منها- نفسها أمام أزمة داخلية؛ لا سيما بعد أن استنفدت إمكاناتها لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وهو ما أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخراً التي قالت بأن 20 دولة من أعضاء الحلف الثلاثين: «مرهقة للغاية»، من المساعدات العسكرية، بينما كتبت صحيفة «بوليتيكو» أن مخزونات الذخيرة للأسلحة الثقيلة التي قدمتها دول «الناتو» لأوكرانيا، قد تم بالفعل استنفادها من بقية مرافق التخزين.
هل بدأ الأوروبيون يعون أنهم -بصورة أو بأخرى- كانوا ضحايا الرؤى الأميركية لقطع الطريق على الأقطاب القائمة والقادمة، من موسكو إلى بكين؟
من الواضح جداً أن هناك حالة من الغضب المكبوت تارة، والمتفجر تارة أخرى، قد انطلقت في السماوات الأوروبية، تجاه «العم سام» الذي أثبت أنه صديق براغماتي.
تساءل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قبل نحو شهر، عن شكل هذا التحالف الأميركي - الأوروبي، وكيف له أن يستقيم حال تسعير النفط والغاز بأربعة أضعاف ثمنه في الأوضاع العادية!
يوماً تلو الآخر، وكلما طال عمر الأزمة الأوكرانية، يخلص الأوروبيون إلى أن المستفيد الحقيقي منها هو الولايات المتحدة؛ حيث تبيع الغاز والأسلحة بأسعار مضاعفة، بينما التجارة غير العادلة مع واشنطن ستقود حكماً إلى تهديد بتدمير الصناعات الأوروبية.
تأتي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للولايات المتحدة، بهدف واضح للجميع، وهو محاولة تقويم المسارات وتعديل المساقات الأوروبية - الأميركية. وفرنسا تحديداً هي من دفعت ثمناً باهظاً من خلال إغراء أميركا لأستراليا، ودفعها لإلغاء صفقة الغواصات الشهيرة مع باريس.
وتبقى علامة الاستفهام قبل الانصراف: «هل من الوارد أن يتراجع الأميركيون؟».
بكل تأكيد وتحديد: هذا لن يحدث، في ظل أزمة ارتفاع الدين العام الأميركي، واحتمالات رفع أسعار الفائدة من جديد. ولا يبقى أمام القارة الأوروبية سوى إرهاصات انحلال عقد طال لثمانية عقود مع الجانب الآخر من الأطلسي، إن أرادوا الفكاك من الفخ الأميركي.
وغداً لناظره قريب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة ماكرون والفخ الأميركي للأوروبيين زيارة ماكرون والفخ الأميركي للأوروبيين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib