النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

النيجر... ومعركة أوروبية أم أميركية؟

المغرب اليوم -

النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

وقت كتابة هذه السطور كان قادة الانقلاب العسكري في النيجر، يهددون ويتوعدون بمحاكمة الرئيس محمد بازوم، بتهمة الخيانة العظمى، والذريعة تعاملاته مع رعايا ورؤساء أجانب، وهي التهمة التي يمكن أن تصل عقوبتها حد الإعدام.
 

في الوقت عينه، كان الإنذار بأن المصير نفسه، ينتظر «بازوم» حال شنّت قوات مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية المعروفة باسم «إيكواس» هجوماً عسكرياً على النيجر.

يمكننا التساؤل هل نحن أمام أزمة أفريقية داخلية، أم صراع نفوذ على القارة الأفريقية، التي يتكالب عليها القاصي والداني، الشرق والغرب، كل بأدواته وآلياته، وكأنه قولاً وفعلاً صراع القرن؟

مثير جداً أن يصحو العالم فجأة على الأهمية الكبرى لهذه الدولة الأفريقية المحاطة باليابس من جميع الاتجاهات، وأن تطفو على السطح قيمتها الجيوسياسية، حيث يتصارع عليها الأوروبيون ممثلين في فرنسا، في حين الأميركيون يضعون نصب أعينهم عليها؛ تحسباً للتوغل الصيني، ودرءاً للوجود الروسي، لتكتمل من حولها دائرة حروب الوكالة.

تمثل النيجر بنوع خاصة ركيزة استراتيجية لفرنسا، حيث غالبية مفاعلاتها النووية التي تزود البلاد بالطاقة، تقوم على اليورانيوم المستورد من هناك، ناهيك عن بقية ثروات النيجر من الذهب والمعادن النادرة.

معركة يورانيوم النيجر في واقع الأمر لا تؤثر فقط على فرنسا، وإنما تتقاطع مع الولايات المتحدة الأميركية، وهنا يحتاج الأمر إلى إلقاء الضوء بشكل مركز ومكثف.

اعتمدت أوروبا طويلاً على النيجر كمصدر لليورانيوم، بديلاً عن اليورانيوم الروسي، ولم تعد قادرة بعد مواقفها المعادية لموسكو، والداعمة لكييف، أن تستورد المزيد منه من روسيا، بينما الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تشتري الوقود النووي الروسي؛ ولهذا السبب لم تخضعه لأي عقوبات مفروضة على نظام القيصر.

هنا تبدو واشنطن وكأنها أمام إشكالية نضوب مصادر الطاقة المهمة للجنوب الأوروبي؛ ما يمثل قضية أمن قومي للأوروبيين، ونقطة ضعف لهم أمام النفوذ الروسي في الحال، والتحالف الروسي - الصيني في الاستقبال.

تبدو معركة النيجر معركة أميركية بقدر لا يقل عن أهميتها لفرنسا خاصة، ولبقية دول القارة الأوروبية عامة؛ فواشنطن مهمومة ومحمومة بوقف التمدد الروسي - الصيني في القارة الأفريقية. يعنّ لنا التساؤل: «هل استطاع القيصر نقل المعركة إلى مربعات القارة السمراء، ليفتح جيوباً وليس جيباً واحداً، في النفوذ الغربي، أوروبياً كان أم أميركياً، وبهدف تخفيف الضغط على الجبهة الأوكرانية؟

بالمطلق، لا توجد دلائل تشير إلى هذا التورط، لكن نظرياً يعدّ القلق الأوروبي والأميركي، واحتمالات التدخل المسلح، وإيجاد مستنقع للقوات الأميركية في النيجر، كما حدث في الصومال في تسعينات القرن المنصرم، مكاسب غير مباشرة لموسكو، وبما يكفل مشاغبة استراتيجيات الولايات المتحدة في قارة لا تزال تستوعب نحو قرنين من العمل على البنية التحتية، والاستفادة بخيراتها وثرواتها المعدنية.

يدرك الأوروبيون والأميركيون أن بوتين خطط ولا يزال لإحياء أزمنة تعاون الاتحاد السوفياتي مع الأفارقة، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة ثانية؛ إذ يعزف على أوتار تحرر شعوب أفريقيا من ربقة الاستغلال الاقتصادي، والسخرة المالية التي تعيشها شعوب تلك البلدان، حتى بعد أن رحلت الأرتال العسكرية وأنظمتها الأوروبية، بينما ظلت عملية استنزاف الشعوب قائمة وقادمة، وهو ما قرعّت به رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، ومضت صراحتها إلى نحو بعيد.

لعل الذين طالعوا استراتيجية الأمن القومي الأميركي الصادرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يدركون تراتبية الأخطار التي تواجه واشنطن، فعلى الرغم من أن روسيا اليوم هي من يقود المعارك العسكرية في مواجهة أوكرانيا، فإن الخوف الأكبر، والمهدد الأخطر حول العالم هي الصين.

والشاهد، أنه إذا كانت واشنطن تخشى مرة من تواجد قوات «فاغنر» في القلب من أفريقيا، ودعم ومساندة الأنظمة التي تراها مارقة عن الديمقراطية، وخارجة عن أطر حقوق الإنسان، إلا أن قلقها الأشد يتأتى من جانب بكين عبر طريقين:

الأول : يتمثل في الاختراق الناعم الذي تقوم به في قلب دول القارة السمراء، عبر الأموال الساخنة، وتعدّ واشنطن أن بكين بذلك تدخِل الأفارقة في دوامة من الديون التي تكبل القرار السيادي، وتجعل من بلدانهم مطايا لرغباتها الماورائية.

الثاني : هو الانتقال من مرحلة التوسع والتمدد الاقتصادي، إلى بناء نقاط الارتكاز العسكري، والتي يمكن أن تتمثل في القواعد عند موانئ دول الساحل الأفريقي بشكل خاص، وقد تتزيا أول الأمر بشكل مدني، لن يلبث أن يخدم أهدافاً عسكرية، وهو ديدن القوى الإمبراطورية كافة في نشأتها، وصولاً إلى مرحلة استعلان نفوذها القطبي عالمياً.

يحتاج الحديث إلى ما يقصر عنه المسطح المتاح للكتابة، غير أن التساؤل المهم الذي يطرح على مائدة النقاش: «هل واشنطن ستعمد عند نقطة معينة إلى التدخل العسكري في أزمة النيجر؟

قد لا يعرف الكثيرون أن لواشنطن ثلاث قواعد عسكرية في النيجر، وليس قاعدة عسكرية واحدة، كما يقول «البنتاغون»، ومعنى ذلك أن الوجود العسكري الأميركي هناك قادر في وقت محدد على التدخل، لكنه يتفادى المباشرة في الفعل لأسباب كثيرة.

الأميركيون ولأجلٍ غير مسمى مشغولون في أوكرانيا، حتى لو لم تكن هناك بارقة أمل في نهاية قريبة، ثم هناك المناوشات التي يعيشونها في منطقة الخليج العربي، لا سيما مع إيران، رغم صفقة الأسرى الأخيرة.

بجانب هذا وذاك، لا تزال منطقة الإندو باسيفبك، وجزيرة تايوان، تمثل فخاً منصوباً للعسكرية الأميركية، والحديث يدور في كل الأحوال عن ضعف الجاهزية الأمريكية للقتال إلى الحد الذي دفع الأوكرانيين للتخلي عن الأساليب القتالية الأميركية، وتطبيق التكتيكات التي تعرفها جيداً العائدة إلى الحقبة السوفياتية، والعهدة هنا على مجلة «النيوزويك» الأميركية في عددها الصادر في 10 أغسطس (آب) الحالي.

هل يعني هذا وعند أن واشنطن ستترك ساحة الحرب الأفريقية، بدءاً من النيجر مستباحة للصين وروسيا؟

هذا لن يحدث، وغالباً ما سيكون البديل، دفع حلفاء أقوياء عسكرياً مثل نيجيريا و«إيكواس»، للقيام بدور الخنجر في الخاصرة؛ ما يعني زمن القتال الأميركي بالإنابة من جديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib