الوثائق المسربة والدولة الأمريكية العميقة
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الوثائق المسربة والدولة الأمريكية العميقة

المغرب اليوم -

الوثائق المسربة والدولة الأمريكية العميقة

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

هل التاريخ مؤامرة؟ علامة استفهام مثيرة للكثير من الجدل، لاسيما في الأوساط السياسية العالمية، وتنقسم الإجابة عادة إلى قسمين، فهناك فريق يؤمن بأن المؤامرة هي التي تحكم حركة التاريخ، وهناك من يعتقد أن الأمر مجرد هلوسات.

أين توجد الحقيقة؟
باللغة اللاتيتية يقال دوما، إن الحقيقة هي وضع متوسط بين تطرفين، ولهذا فإنه إن لم يكن التاريخ برمته مؤامرة، فإن المؤامرة موجودة في باطن التاريخ.

لماذا هذا الحديث الآن بنوع خاص؟
الجواب موصول بالانتخابات الأمريكية الرئاسية القادمة 2024، والتي يتوقع لها أن تكون مثيرة جدا، وربما فصول إثارتها قد بدأت بالفعل.

يتساءل المراقب للشأن الأمريكي، كيف تمكن الديمقراطيون من معرفة طريق الوثائق الرئاسة الأمريكية التي حازها الرئيس ترامب، ووجدت لديه في منزله الخاص في فلوريدا؟

التساؤل لا يخلو من سوء نية، لاسيما أن هناك من القوى الأمريكية الظاهرة والخفية، من يود قطع الطريق على ترمب، ومن ثم منعه من العودة إلى البيت الأبيض مرة جديدة.

الذين تابعوا كلمة الرئيس السابق ترمب، في مدينة كولومبيا، والتي تعد عاصمة ولاية كارولينا الجنوبية، أدركوا قدر الأزمة التي تعيشها البلاد، فقد وصف النخبة الديمقراطية الحاكمة بأنها، أنانية، وفاسدة، وراديكالية، ولم ينفك يتحدث عمن سرق منه إنتخابات الرئاسة 2020.

المثير في حديث ترمب، هو إشارته إلى أن هناك من الجمهوريين أنفسهم، من يعمل ضد صالحه ومصالحه، ويرفض عودته إلى البيت الأبيض من جديد.

حديث ترمب لا يدهشنا، ذلك أن تاريخ الرجل يخلو من أي نضال سياسي سابق، فلم يعرف أنه كان يوما رمزا لحزب أو قائدا لحركة، وإنما،" صانع صفقات عقارية "، ومقدم لبرامج تلفزيونية تثير الأعصاب.

في هذا السياق يبقى من المفهوم أن هناك من يدفعه دفعا، خارج المؤسسة السياسية الأمريكية.

ولعل الأكثر إثارة أن يتم اكتشاف أوراق ووثائق أخرى على درجة عالية من السرية، لدى نائبه مايك بنس، الرجل المنضبط، والذي بدت من خلال سطور كتابه الأخيرة، أن شهوة الرئاسة القادمة تغازله، والتساؤل من أرشد عن وثائق بنس بدوره، وشارك بذلك في قطع الطريق عليه للترشح والفوز بمنصب المرشح الجمهوري للإنتخابات الرئاسية القادمة.

حتى هنا، السياقات تبدو طبيعية، والمسارات اعتيادية، وحرب الديمقراطيين مفهومة، في شعوائها ضد ترمب، غير أن اللامفهوم، والأكثر إثارة، هو اكتشاف وثائق بايدن، والتي تدينه غالب الأمر، بأكثر مما يمكن أن تدين الوثائق عنها ترامب..كيف ذلك؟

باختصار غير مخل، وبعيدا عن التعقيدات البيروقراطية الأمريكية نقول، إن ترمب كان رئيس للبلاد، وهذا المنصب يخوله أن يرفع السرية عن وثائق بعينها، ليجعلها مصنفة على نحو غير سري، وبالتالي لا تبدو القضية جنائية حاول وجود أي منها لديه.

أما الوثائق التي تم اكتشافها في أكثر من موقع وموضع للرئيس بايدن، فهي إشكالية على نحو كبير، ذلك أنه تحصل عليها وهو نائب لأوباما، أي حين لم تكن له سلطة دستورية أو قانونية للحصول على تلك الوثائق الأمر الذي يجرمه، بل ويدينه.

في حال ترمب، يحاجج بأن الأمر ليس سوى فصل جديد من فصول المؤامرة المحاكة ضده، ويعتبر أن المحاكمة الدائرة بشأن أحداث السادس من يناير 2021، أي الاعتداء على الكونغرس، ومحاولة وقف التصويت على بايدن كرئيس، مجرد طريق ملتو، بهدف إزاحته من الوصول إلى البيت الأبيض والثأر من الديمقراطيين.

أما بايدن فالمشهد أكثر مدعاة للتفكر، إذ يعتبر أن القضية مجرد مسرحية من الجمهوريين، وقد حاول التخفيف من شأن الأمر، والتقليل من أهمية المشهد بقوله: "اسمعوا لقد وجدنا بعض الوثائق.. التي كانت قد خزنت في المكان الخطا وسلمناها على الفور إلى قسم المحفوظات ووزارة العدل. نحن نتعاون بالكامل ونتطلع إلى حل هذا بسرعة".

حديث بايدن غير مستساغ عقلا أو عدلا، إذ إنه لا يتحدث عن أوراق بحثية لمركز دراسات، يمكن أن تنتقل من هنا إلى هناك بشكل تلقائي، بل الحديث عن أوراق ذات قيمة سياسية واستخباراتية.

أكثر من ذلك، فإن المركز الدراسي الذي وجدت به بعض من تلك الوثائق، كان يتلقى تمويلا من مؤسسات صينية، ما يفتح الباب واسعا عما إذا كانت هناك أياد خارجية، لا سيما من قبل الصينيين، الذين يجيدون فنون التجسس على الأمريكيين صباح مساء كل يوم.

هنا يأتي السؤال جوهر القضية: "هل هناك في الداخل الأمريكي، من يتطلع لإزاحة ترمب وبايدن دفعة واحدة، وإفساح الطريق أمام نخبة سياسية أمريكية جديدة، جمهورية كانت أو ديمقراطية؟

يأخذنا الحديث إلى دائرة ما يعرف بالدولة الأمريكية العميقة حيث تتعدد التعريفات والتفسيرات لتلك الدولة المجازية، وتبقى الحقيقة بسيطة على الرغم من تعقيدات الظاهرة، وهي أنها مصالح تحتية مختئبة بين ثنايا النظام المؤسساتي السياسي، يديرها منتفعون لهم شغل شاغل في بقاء أهدافهم بعيدة عن الأعين، وفي الوقت عينه لديهم من القدرة والمنعة، ما يمكنهم من تسخير الحكومة الظاهرة لخدمة وإدراك ما يتطلعون إليه، عبر التواطؤ والمحسوبية، وغالباً تعطي الدولة الأمريكية العميقة، المثل الواضح لكل تلك الجماعات حول العالم.

والشاهد أن هناك أكثر من قراءة لتلك الدولة، واحدة تعود إلى زمن تأسيس الولايات المتحدة، وزمن الآباء المؤسسين، وأخرى معاصرة ترتبط بمجمعات ولوبيات حديثة، بزغت في النصف الثاني من القرن العشرين.
نحن هنا لسنا في مقام تفصيل الكلام عن تلك الدولة، ومع ذلك تبدو في الأفق علامات على سعي الحزبين لاختيار رموز عصرانية للانتخابات الرئاسية القادمة بعد أقل من عامين.

على الصعيد الجمهوري، يطفو على السطح وبقوة، رون دي سانتوس، حاكم ولاية فلوريدا، النجم الجمهوري اللامع.

وفي مجلس النواب تشرق من جديد شمس شباب الديمقراطيين، عبر رئيس الأقلية الديمقراطية، حكيم جيفريز.

ومن دي سانتوس إلى جيفريز، يبقى التساؤل الذي ستثبر الأيام أغواره: "هل من أياد للدولة الأمريكية العميقة، استغلت قصة الوثائق المسربة لتطيح ببايدن وترمب، وتفتح المسارات أمام أجيال أمريكية شابة لتجدد شباب الأمة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوثائق المسربة والدولة الأمريكية العميقة الوثائق المسربة والدولة الأمريكية العميقة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib