غزوة المنطاد الصيني بين كونفوشيوس وصن تزو
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

غزوة المنطاد الصيني بين كونفوشيوس وصن تزو

المغرب اليوم -

غزوة المنطاد الصيني بين كونفوشيوس وصن تزو

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

لا تزال أزمة الجسم الذي كان طائراً والذي ظهر فوق سماوات الولايات المتحدة، تطرح أسئلة مثيرة بل وخطيرة، وغالب الظن أن كثيراً من الإجابات، بشأن ما يمكن أن نطلق عليه، «غزوة المنطاد الصيني»، ستظل طي الأضابير الاستخباراتية الأميركية والصينية، ولن يعرف العالم إلا ما بقدر ما يريد القائمون على الماورائيات الإخبارية.
جاء ظهور المنطاد، بعد أيام قليلة من المذكرة التي وزعها الجنرال، مايك مينيهان، مدير إدارة النقل والحركة في القوات الجوية الأميركية، على مرؤوسيه، منذراً ومحذراً فيها من احتمالات الصدام الجوي مع الصين خلال عامين، وتوقعاته حول غزو الصين، تايوان، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، في 2024.
التساؤلات الحائرة تبدأ من هنا، فهل أراد الصينيون على سبيل المثال إرسال رسالة للأميركيين مفادها أننا قريبون جداً منكم، وربما لا ولن ننتظر - إذا شئنا - حلول الموعد المرتقب؟
ما يدور في كواليس الصراع الأميركي - الصيني، غالبه غير معلوم للعوام، وإن كان لا يخفى عن النخبة الاستخباراتية والإعلامية وثيقة الصلة بدوائر السياسات الخلفية، لا سيما أن الصينيين لا ينفكون يعملون جاهدين على جعل التكنولوجيا الأميركية، عسكرية كانت أو مدنية، في متناول أياديهم، وبأي صورة كانت.
هل كانت سماوات الولايات المتحدة، على موعد مع أدوات الصين التجسسية، المختلفة أشكالها وأسماؤها؟
هذا ما أماطت عنه اللثام صحيفة «نيويورك تايمز»، بعد أن أسقطت الطائرات الحربية الأميركية المنطاد، أمام سواحل كارولينا الجنوبية.
لم تكن مذكرة مينيهان وحدها من نبه للخطر الصيني، فقد تلقى الكونغرس الأميركي الشهر الماضي، تقريراً سرياً يفيد بأن أعداء أميركا يخططون لاستخدام تكنولوجيا جوية متقدمة للتجسس على البلاد.
التقرير الذي وصل إلى نواب الشعب الأميركي تحدث عن حادثتين على الأقل لقوة منافسة تقوم بمراقبة جوية متقدمة للتجسس على البلاد، عبر ما أطلق عليه «الظواهر الجوية المجهولة».
لدى الأميركيين قناعة بأن الصينيين باتوا، وكما يقال، يعدون عليهم أنفاسهم، ويسخرون طوابير من الجواسيس لسرقة آخر المخترعات التقنية، بل إن بعض المثلثات الخضراء غير المفهومة، ظهرت مؤخراً فوق سماوات تدريبات تجري في المحيط الهادي لقوات البحرية الأميركية، ولاحقاً اكتشف أنها مسيرات للتجسس.
علامة استفهام أخرى موصولة بالفكر الصيني تتقاطع وما جرى يجري في غزوة المنطاد، التي لم تقنع فيها تصريحات وزارة الخارجية الصينية، أي صاحب عقل رشيد، بصحتها، إذ ليس من المقبول عقلاً أو عدلاً، أن يكون المنطاد الذي يبلغ حجمه 3 حافلات مدرسية، قد ضل طريقه عبر 10 آلاف كيلومتر، ليعبر جزر ألوشيل شمال ألاسكا، ويمر فوق كندا، ليصل إلى ولاية مونتانا، حيث توجد قاعدة مالستروم الجوية، حيث صوامع صواريخ «مينوتمان 3»، الباليستية العابرة للقارات.
مفاد التساؤل: «هل غيرت الصين طرائق تفكيرها الاستراتيجية، وتنكرت لحكمتها التقليدية؟ أو بمعنى آخر؛ هل انتصر، صن تزو، على كونفوشيوس، في معركة المواجهة مع الأميركيين؟
يبدو الكلام غريباً وعجيباً، لكنَّه في واقع الحال، ليس كذلك بالمرة.
قديماً كان يرى حكيم الصين الأكبر والأعظم، كونفوشيوس، أن الصراع أمر طبيعي ملازم للوجود، لكن الوجود يحتمل هذا الصراع، ويفتح الطريق للتعايش معه، ومن غير ضرورة لإقصاء الآخر، وكثيراً ما تكرر القول... «لا تنتقم، بل اجلس على حافة النهر، وسوف يجيء التيار حاملاً معه جثة عدوك».
صراع المناطيد، يرجح كفة فيلسوف الحرب الصينية، صن تزو، من القرن الرابع قبل الميلاد، صاحب العمل الأشهر، «فن الحرب»، لا سيما أنه من سطر يقول: «إن الذين يعرفون أعداءهم، كما يعرفون أنفسهم، لن يعانوا أبداً من الهزيمة».
لا تبدو القصة غير طبيعية، بل إنها تتسق مع السعي الصيني لتغيير النظام العالمي الحالي، وبلورة رؤية كوسمولوجية مغايرة، ولهذا تابع العالم قصصاً عن مناطيد أخرى، بعضها ظهر فوق كولومبيا، بأميركا اللاتينية، حيث الخلفية الجغرافية، والنفوذ التاريخي للولايات المتحدة، والبعض الآخر فوق اليابان، الضلع الثالث من أضلاع الرأسمالية العالمية بعد أوروبا، عطفاً على الفلبين الحليف التقليدي للولايات المتحدة، وأخيراً فوق الهند، العدو التقليدي للصين، الذي سيفوقها عدداً، وغالباً عدة في العقود المقبلة.
ما الذي ينقص الصينيون في الفضاء، وقد بلغوا الجانب المظلم من القمر، وأقمارهم الصناعية تجوب الفضاء طوال 24 ساعة، ليرسلوا منطاداً من اليسير، بل من المؤكد أنهم يعرفون قدرات الأميركيين على إسقاطه؟
هل كان الهدف إشعال الداخل الأميركي المتشظي سياسياً في مزيد من الصراعات الداخلية؟
لو كان ذلك كذلك، فإنهم نجحوا بالفعل، وليس أدل على ذلك من تصريحات جونيور دونالد ترمب، ابن الرئيس السابق، التي تهكم فيها على الرئيس بايدن، بالقول إنه «انتظر حتى يكمل المنطاد مهمته، ليسقطه».
الرد من الديمقراطيين جرى عبر فتح ملفات غالباً استخبارية، أشاروا فيها إلى أنه في عهد ترمب، ظهرت 3 مناطيد فوق سماوات البلاد، ولم يتم التصدي لها بالمرة.
تبدو القصة وكأنها استدعاءً لزمن الحرب الباردة الجديدة مع الصين، وبات التساؤل الذي يشغل كبار المفكرين الأميركيين، وفي معظم، إن لم يكن كل مراكز الدراسات الأميركية، وفي مقدمتها «راند»، عقل البنتاغون بل وقلبه النابض: «هل لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة آليات واضحة لإدارة مثل هذا الصراع على المدى البعيد؟».
هل نحن أمام «فخ ثيوسيديس»؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزوة المنطاد الصيني بين كونفوشيوس وصن تزو غزوة المنطاد الصيني بين كونفوشيوس وصن تزو



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib