واشنطن – الرياض بين الماضي والمستقبل
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

واشنطن – الرياض... بين الماضي والمستقبل

المغرب اليوم -

واشنطن – الرياض بين الماضي والمستقبل

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

تستدعي زيارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترمب والوفد رفيع المستوى المرافق له إلى المملكة العربية السعودية، طَرْح العديد من التساؤلات عن معنى ومبنى العلاقة الممتدّة منذ عقود طوال بين واشنطن والرياض، ومن ثم التطَلُّع إلى المستقبل، حيث الآفاق رحبة والآمال والطموحات واعدة.

في البداية، يَعِنّ لنا التوقف للحظات ومحاولة تقديم وصف لكل من البلدين، في إطار من الواقعية، وعدم الميل إلى التهوين أو التهويل، وذلك لتحقق أكبر قدر من الموضوعية في سياق الحديث.

أما عن المملكة العربية السعودية، فتظلّ في الحال والاستقبال، قلب منطقة الخليج العربي النابض، ورمانة الميزان في التوازنات الجيوسياسية لتلك المنطقة ذات الجغرافية المهمة للغاية ما بين الشرقين الأوسط والأقصى.

ثم في الوقت عينه، تبقى السعودية المركز الروحيّ الإيمانيّ والوجدانيّ للعالم الإسلامي، والذي يصل اليوم إلى مليارَيْ نسمة، ما يعزّز من دورها على الصعيد العالميّ.

الأمر الثالث، هو أن المملكة كانت ولا تزال أحد أهم منتجي سائل الحضارة في حاضرات أيّامنا، أي النفط، والذي يعتبر الركيزة الرئيسية في صناعات الأمم والشعوب، والمصدر الأول للطاقة مهما كثرت الأحاديث عن بدائل الطاقة، والتي لا يتوقع لها أن تحتل دور النفط قبل مرور عقود طوال.

ثم خُذْ إليك شأنًا آخر لا يقل أهمية، وهو موصول بفكرة الكثافة الديموغرافية، لأمّة شابّة عفيّة، جل تعدادها من الشباب الواعد، المقبل على الحياة والنماء، ما يفيد بأن خطر "الشتاء الديموغرافي" لا يقترب منها.

وعلى الصعيد المقابل، لا تزال الولايات المتحدة الأميركية، مالئة الدنيا وشاغلة الناس، حتى القول بأنها "الأول بين متقدمين" لا يصدق كثيرًا، ذلك لأن هناك بونًا شاسعًا بينها وبين الساعين في طريق القطبية العالمية.
يمكن لأيّ محلل سياسي محقق ومدقق أن يقطع بأن روسيا الاتحادية تمتلك الكثير من الرؤوس النووية، وهذه حقيقة لا جدال فيها، لكن الرؤوس النووية، لا تعطي الدول نفوذها حول العالم بشكل قاطع.

أما الصين، فلديها الكثير من الفوائض المالية، وهذه بدورها قد تقصر في كثير من الأحيان عن لعب الدور المطلوب للقوى العظمى في دعم الاستقرار والأمن حول العالم.

أما القارة الأوروبية، قارة النهضة والتنوير، فها هي تتراجع كثيرًا جدًّا، عن الولايات المتحدة، سواء على الصعيد العلمي أو العسكري، وربما الاقتصادي في ذات الوقت.

وحدها تبقى الولايات المتحدة منطلقة في أعلى عِلّيّين، رغم كافة ما يقال عن تراجع، وقد يكون حقيقة على مستوى ومنهاج صعود وأفول الحضارات.

تأتي زيارة الرئيس ترمب، التي وصفها قبل أن تقلع طائرته من واشنطن إلى الرياض بأنها "تاريخية"، في ظلّ ولاية ثانية، لرجل غير متوقَّع، يحمل الكثير من الإثارة في قراراته، لكنه وفي كل الأحوال يدرك من هم الحلفاء الموثوقين، ومن هم الأصدقاء الذين أثبتوا في أوقات الشدائد أنهم على العهد قائمون.

الذين لديهم دالة على التاريخ، يدركون الدور الجوهري الذي لعبته المملكة في النصف الثاني من القرن العشرين، لا سيما حين اشتدَّ أوار الحرب الباردة بين حلفَيْ وارسو والأطلسي.

ربما لم يخشَ الغرب في تاريخه من شيء ما قدر خشيته من أمرين، الأول هو أن تتسرب المبادئ والإيديولوجيات الشيوعية الماركسية في العالم العربي، وأن تشيع أفكار الرفيق لينين وماركس وماركس، وسط المسلمين، والأمر الثاني، هو أن يصل نفوذ السوفيت بالقوة العسكرية إلى منابع النفط في منطقة الخليج العربيّ.

على الصعيد الأول، وقفت المملكة سدًّا منيعًا، برؤاها الدينية والإيمانية، أمام الغزوات البلشفيه الفكرية، واستطاعت أن تجابه كافّة التيارات الشيوعية التي كادت أن تتسرّب عبر مواقع أو مواضع أخرى في الشرق الأوسط.

لعبت المملكة دورًا مدافعًا عن ثوابت روحانية، شكَّلتْ حجر الزاوية في صدّ ورَدّ كافة العواصف التي اقتلعت الكثير من دول أوروبا الشرقية على سبيل المثال.

وعلى جانب الحفاظ على منابع النفط، بعيدًا عن أيّ تهديد، كانت المملكة هي اليقظة، والتي أدركت أن ثورة الإنسانية في عهد التصنيع الثاني، ستقوم على هذا النوع من الطاقة، والذي بدونه، ما كان من الوارد تحقيق أيّ تقدّم في مثلث الرأسماليّة العالمية، أي الولايات المتحدة الأميركية وأوربا واليابان.

اليوم يبدا الرئيس ترمب زيارته، والمملكة تعيش عهدًا جديدًا، يتمثّل في رؤية 2030 التي يقوم على فكرها وتنفيذ آلياتها، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تلك الرؤية التي تتسع سرديتها للبشر قبل الحجر، وللروح قبل المادة، والتي تجعل من الإنسان القضية والإنسان والحلّ.

اليوم وعلى بُعد نحو خمس سنوات من الوصول إلى 2023، تبدو هناك قفزات اقتصادية تاريخية، تخرج بالمملكة وشبابها، عماد المستقبل، من دائرة الريع النفطيّ، إلى عوالم وعواصم فكرية وروحية، تكنولوجية وتاريخية مغايرة لما سبق قبل مائة عام وأكثر.

اليوم تعيد المملكة قراة تاريخها وحضارتها، وتفتح الأبواب واسعةً لكشف رقائق حضارية عاشتها، لتنفتح أبواب السياحة واسعة، ولتستغلّ الموقع الجغرافي الخلّاب، فيما تتغير النظرة إلى الصحراء، ليجد فيها الآخرون مجالاًواسعًا، لا للتنقيب عن النفط والغاز، رغم وجودهما وأهميتهما بالفعل، بل على ساعات التأمّل، ورحلات الهدوء، والانسجام مع الطبيعة، بعيدًا عن صخب مادية لوَّثَتْ الروح بالكثير من الموبقات.

قبل وصول الرئيس ترمب بساعات، كان الأمير محمد بن سلمان يطلق شركة "هيوماين" كرائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعيّ.

ما الذي يعنيه هذا المشروع أول الأمر؟

باختصار غير مُخلّ، يفيد بأننا أمام عهد جديد من مسايرة الحداثة والمعاصرة للأصالة والتاريخ، ذلك أنه وفيما تمضي مشروعات تستنطق الجغرافيا، كما في مشروع نيوم العالمي، تمضي غيرها في طريق تطورات العالم الذي يقطع الكثير من الخطوات في عالم الروبوتات، والميكنة والثورة الرقمية، وما بعد الإنسان البيولوجيّ.

زيارة الرئيس ترمب في واقع الأمر، فرصة خلّاقة لتعاون وشراكات مستقبلية، تنفتح أمام الجانبين السعودي والأميركي، من أجل شراكات مفيدة للأجيال القادمة، وفي إطار من التكافؤ والاحترام المتبادل وتعظيم الفوائد.

من هنا أيضًا تبقى فوائد الزيارة معزّزة للحضور العربيّفي قلب الدبلوماسية الأميركية، إذ يمكن للرياض أن تلعب دورًا طليعيًّا ومتقدّمًا في سياق عرض القضايا الحياتية وفي مقدمها القضية الفلسطينية التي ما انفكّتْ الرياض تطالب بحقوقها التاريخية، وترفض ما يحدث من الجانب الإسرائيلي، لا سيما في غزة وغيرها من البقاع والأصقاع العربية.

منذ شباط فبراير 1945 والتقاء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود والرئيس الامريكي روزفلت للمرة الأولى والوحيدة في البحيرات المرة على متن الطراد الامريكي "يو. إس. إس كوينسي"، والعلاقات السعودية الامريكية ترتقي إلى أن وصلت في الأعوام الاخيرة إلى ما يمكن أن نطلق عليه ما بعد إستراتيجية، من جراء الترابط العضويّ والهيكليّ، بين دولة تمثل سويداء القلب من الخليج العربي والشرق الاوسط، واخرى تبقى رائدةً وقائدةً في عالمنا المعاصر، وتكاد تشابه دور روما في زمن إمبراطوريّتها التليدة.
.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن – الرياض بين الماضي والمستقبل واشنطن – الرياض بين الماضي والمستقبل



GMT 10:14 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«أوراقي 9».. محمود الشريف الدور 9 شقة 4!

GMT 10:11 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات دمشق

GMT 10:10 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع من موسكو إلى واشنطن

GMT 10:09 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أما آن للمغرب العربي أن يتعافى؟

GMT 10:08 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الجهل قوّة يا سِتّ إليزابيث

GMT 10:07 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية: هل سيشكر ترمب ممداني؟

GMT 10:05 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» في بيانين

GMT 10:04 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس كَمَنْ سمع

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib