أميركا بين نظرتين
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

أميركا بين نظرتين

المغرب اليوم -

أميركا بين نظرتين

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

في مؤلفه الذي لا يزال الكثير من الجدل حول أخلاقياته، «الأمير»، والذي وضعه الكاتب والفيلسوف نيقولا ميكيافيلي عام 1513م، يوصي الأمير الإيطالي الشهير لورينزو دي ميدتشي، بأنه من الأفضل له أن «يكون مرهوباً عن أن يكون محبوباً».

هل بات هذا التساؤل يشغل طغمة من كبار العقول الأميركية، على عتبات ولاية رئاسية جديدة؟

من الواضح أن هناك عقولاً أميركية، تجتهد مؤخراً، في محاولة تقديم شكل آخر من «أميركا الأقل غطرسة»، والمثير أن الأمر ينسحب على الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

قراءتان مهمتان للغاية لفتتا انتباه المشتغلين والمنشغلين كافة بالشأن الأميركي في الأسابيع الماضية، وتم نشرهما عبر أكبر مجلتين سياسيتين أميركيتين نافذتين.

القراءة الأولى قدمها الكاتب الأميركي المعروف، مايكل هيرش، عبر مجلة «فورين بوليسي»، وتناول فيها آراء لمستشار الأمن القومي الأميركي للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فيليب غودرون، ونائبته ريبيكا ليسنر، صاحبة المؤلف الشهير: «عالم مفتوح: كيف يمكن لأميركا الفوز في مسابقة النظام في القرن الحادي والعشرين».

رؤية غوردون وليسنر، تدور حول حتمية إعادة الولايات المتحدة التفكير في سياقاتها ومساراتها الخارجية، لتصبح أقل غطرسة، وتعترف صراحة بتجاوزاتها السابقة، وتخفض من طموحاتها بشكل كبير. وبمزيد من التحليل، تعني تلك الخيوط الاستراتيجية، أميركا مغايرة عن تلك التي عرفها العالم في نهايات القرن العشرين، أميركا المحافظين الجدد، الساعية لجعل القرن الحادي والعشرين، قرناً أميركياً بامتياز، قبل أن تتعدل وتتبدل هذه الاستراتيجية عام 2010 بما عرف بـ«الاستدارة نحو آسيا»؛ بهدف حصار روسيا والصين.

هل أميركا أمام مطالبات جدية بخطوط عريضة لنظرة عالمية مغايرة عما درج عليه الحال منذ انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وتكرس بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي والانفراد الأميركي بمقدرات النظام العالمي؟

أصدقاء هاريس من الواضح أنهم مقتنعون بأن على واشنطن أن تتخلى عن عقدة التفوق الاستراتيجي، وأحلام «الباكسا أميركانا»، عطفاً على القول بأن فكرة قيادة وريادة النظام الليبرالي العالمي، قد عفى عليها الزمن. وعندهم كذلك أن السعي إلى البقاء قوةً مهيمنةً، بات أمراً يتطلب أدوات ومقاربات مغايرة، تأتي القوة العسكرية في آخر صفوفها.

هل هي لحظة مصارحة ومكاشفة على الجانب الأميركي؟

في مؤلف ليسنر السابق الإشارة إليه، نجد أنه مع تراجع لحظة الأحادية القطبية، يجب أيضاً أن تتضاءل أي أوهام حول قدرة الولايات المتحدة على صياغة النظام العالمي بشكل أحادي وعالمي، وفقاً لتفضيلاتها الليبرالية الخاصة.

هل تحتم هذه التوجهات تغيرات جذرية في العقلية البنيوية الأميركية خارجياً وداخلياً؟

ربما أول الأمر يعني المشهد أن أميركا اليوم باتت بين فريقين:

فريق هاريس، والذي يتحدث - علناً على الأقل - عن نهج مفارق لآيديولوجيات واستراتيجيات الهيمنة والسيطرة، وعن خطط الاحتواء، وإن بطريقة براغماتية تصبّ في المصلحة العملية المتمثلة في إبقاء التجارة مفتوحة، والتعاون في القضايا الحرجة ماضٍ بقوة وفعال، لا سيما على صعيد منعطفات كوسمولوجية مثل تغير المناخ، ومجابهة أوبئة القرن الحادي والعشرين، وتنظيم مسارات الذكاء الاصطناعي، قبل أن تسحق وتمحق البشرية. وفريق آخر، يمثله مشروع 2025، والذي يقف وراءه غلاة محافظون شباب جمهوريون، يمثلون الطبعة الثانية من محافظي أميركا الجدد عام 1997، ومشروعهم اليميني الكبير والخطير لأميركا والعالم معاً.

القراءة الأخرى قدمها عبر مجلة «فورين آفيرز»، ريتشار هاس، المفكر والمنظّر السياسي الجمهوري الشهير، والرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، عقل التفكير الأهم للسياسات الخارجية الأميركية. من الواضح عبر سطورها الطويلة، أن هاس يمضي في اتجاه مخالف لميكيافيلي، وأنه يميل لأن تصبح أميركا محبوبة أكثر من كونها مرهوبة.

يقترح الرجل طرقاً جديدة للتعاطي مع الحلفاء، بعيدة عن القوة العسكرية الخشنة، وهو هنا يتماهى مع طروحات البروفيسور جوزيف ناي، حول القوة الأميركية الناعمة.

يؤمن هاس بأن العسكرية المجردة والصماء، لم تعد تجدي، لا سيما أن الحلفاء ببساطة باتوا يتجاهلون تفضيلات أميركا، ويتجهزون للعواقب، بل ويتحايلون عليها، عبر تنويع «محافظهم الدبلوماسية»، وتقليل اعتمادهم على الولايات المتحدة من خلال إيجاد رعاة جدد، وخصوصاً في عالم على بعد خطوات من تعددية قطبية قادمة لا محالة.

في مناظرة بين بوش الابن وآل غور أثناء التحضير لانتخابات عام 2000، وعد الأول بأميركا متواضعة وقوية. وذهبت تلك الوعود أدراج الرياح لاحقاً، فهل أحاديث هاس وهيرش مجرد وعود ليلية مخملية أم مراجعة استراتيجية لأميركا المرهقة داخلياً والمأزومة خارجياً؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا بين نظرتين أميركا بين نظرتين



GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الدعم والدهس

GMT 19:12 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟

GMT 19:10 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

خَواء في عقول مغلقة

GMT 19:08 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

GMT 19:07 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الحرب اللبنانية ــ الإسرائيلية عائدة... إلا إذا

GMT 19:06 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الفراعنة يحترمون التاريخ

GMT 19:05 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

مستقبل آخر للسياحة

GMT 19:04 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

سعيكم مشكور!!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة

GMT 20:55 2025 الإثنين ,24 آذار/ مارس

جزارون يتخلصون من لحم إناث الغنم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib