«بوتشا» وصناعة الحق والباطل
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

«بوتشا» وصناعة الحق والباطل

المغرب اليوم -

«بوتشا» وصناعة الحق والباطل

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

من السذاجة بمكان تصوير الحرب بين روسيا والغرب، من خلال الساحة الأوكرانية، بمظهر مثالي، على هيئة حرب بين الخير والشر، النور والظلام، الحرية والعبودية.
ثمة حرب مصالح وصراعات مادية صلبة بين المعسكرين، الروسي والغربي، وما قشرة الشعارات، من الجانب الغربي أو الروسي، إلا تعلّة أخلاقية وغشاء قيمي لمحتوى مصلحي.
فلاديمير بوتين ليس الشيطان، وجو بايدن ليس الملاك، والعكس صحيح، لذلك من الحصافة الحذر كل الحذر في مضغ وازدراد المأكولات الدعائية حول أخبار أوكرانيا وروسيا، خاصة الدعاية الغربية، بحكم أن الغرب بقيادة أميركا هو المهيمن على الميديا والنيوميديا والسوشيال ميديا. أي خبر أو صورة أو فيديو أو أرقام تهطل من الغمام الأوكراني اليوم يجب فتح مظلّة الحذر تحتها وحولها، حتى يصفو الماء الزلال من الكدر.
الخبر اليوم هو «مجزرة» بلدة «بوتشا» حول العاصمة «كييف» ومعلوم أنه في كل حرب تظهر صورة أو أيقونة تختصر الحرب، مثل غرنيكا في الحرب الإسبانية وما شاكل ذلك.
الروس يكذبون الاتهامات الغربية بارتكاب جيشهم جرائم ضد المدنيين، والغرب يؤكد، وتستشهد الميديا الروسية بتعليق من وصفته بالصحافي الأميركي مايكل تريس، الذي أكّد على حسابه في «تويتر» أن مواد الفيديو حول مدينة «بوتشا» بمقاطعة كييف التي روّجت لها السلطات الأوكرانية تهدف إلى دفع أميركا والناتو إلى المشاركة في الأعمال العسكرية في أوكرانيا.
متهماً الصحافين الغربيين بأنهم «نسوا كل معايير الصحافة من أجل تسهيل جهود الدعاية لحكومة دولة أخرى».
في المقابل، تتهم الميديا الغربية نقلاً عن الأوكرانية الروس بالتوحش وبوتين بمجرم الحرب، بايدن أعاد تأكيد الوصف من أيام، وأن الروس تعودوا على التوحش، كما في غروزني وحلب من قبل.
الحال أننا أمام مشهد عالمي منقسم بعمق عميق، والأمر كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل أيام إنه يشعر بالأسف للانقسام في مجلس الأمن «ليس فقط بشأن أوكرانيا، بل بشأن كل القضايا التي تهدّد السلم الدولي».
أمام هذا الانقسام والاحتراب الشامل، يصبح الإعلام وصناعة الصورة أداة من أدوات الحرب، هنا وهناك، فمن المعلوم أنه لا مفاجأة إن قلنا بهيمنة الدولة الروسية على صناعة الصورة والرأي داخل حدودها، لا جديد في ذلك! لكن الأخفى والأغمض هو فعل ذات الشيء في العالم الليبرالي الغربي «الحرّ»، هنا تصبح المسألة أكثر حاجة للكشف.
بكل حال، فهذا السلوك، أعني صناعة صورة مزيّفة، في الميديا الغربية لخدمة هدف سياسي، ليس جديداً، على الأقل سبق لهوليوود تناوله صراحة، في فيلم wag the dog (ذيل الكلب)، الذي أنتج عام 1997، وقام ببطولته داستن هوفمان وروبرت دي نيرو، كان يعرض قصة تورط رئيس أميركي بفضيحة داخلية، ولغرض سياسي وانتخابي يجب صرف النظر عن فضيحة الرئيس، فيتم استدعاء «حلّال المشكلات» السيد «كونراد بين» لحلّ المعضلة، يكون الحل بصناعة صورة مزيفة عن حرب في ألبانيا، تستدعي تدخل الأميركان. يقرّر «بين» أن الحرب ستكون ضد ألبانيا!
لماذا ألبانيا؟ يجيب؛ لماذا ليست ألبانيا؟! ماذا يعرف الأميركان عن ألبانيا؟
لا شيء. بالضبط!
وبعد... فمن المؤكد أن الجيش الروسي ارتكب بشاعات في أوكرانيا، ومثله الجيش الأوكراني أيضاً ضد محازبي روسيا، لكن المهم ألا تُؤخذ عقولنا في زحمة الزيف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بوتشا» وصناعة الحق والباطل «بوتشا» وصناعة الحق والباطل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib