دولة «ميتا» ضد دول أوروبا

دولة «ميتا» ضد دول أوروبا!

المغرب اليوم -

دولة «ميتا» ضد دول أوروبا

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

الصراع الدائر حالياً بين المجموعة الأوروبية والسيد الشاب مارك زوكربيرغ مالك تطبيقات «فيسبوك» و«إنستغرام»، له جانب اقتصادي وتقني وقانوني، لكن جانبه الأهم هو السياسي الفلسفي.
زوكربيرغ كان قد هدّد الساحة الأوروبية بحرمانها من خدمات شركاته ومنتجاته الحيوية، ما لم «تخضع» أوروبا لشروطه و«حقّه» في استخدام بيانات المشتركين من خلال «الخوادم» الأميركية فقط.
لكن الردّ الظريف و«المختلف» جاء من طرف المعنيين الأوروبيين، حسب التقارير الإعلامية المصاحبة للمعركة، ومن ذلك تعليق وزير الاقتصاد الألماني الجديد روبرت هابيك للصحافيين خلال اجتماع في باريس ليل الاثنين الماضي، أنه عاش من دون «فيسبوك» و«تويتر» لمدة 4 سنوات بعد تعرضه للاختراق، «وكانت الحياة رائعة»، على حدّ تعبيره.
أما وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، فساند زميله الألماني، مؤكداً أن الحياة ستكون جيدة جداً بدون «فيسبوك»!
تعليق الوزيرين الأوروبيين جاء ردّاً على تصريح شركة «ميتا»، وهو الاسم الجديد لـ«فيسبوك» كما أخبرنا زوكربيرغ، بأنه إذا لم يتم منحها خيار نقل وتخزين ومعالجة البيانات من المستخدمين الأوروبيين على خوادم مقرها الولايات المتحدة، فقد يتم إغلاق «فيسبوك» و«إنستغرام» في جميع أنحاء أوروبا.
زوكربيرغ كان قد حذّر في تقريره السنوي من أن المشكلة الرئيسية لشركته هي عمليات نقل البيانات عبر المحيط الأطلسي، التي يتم تنظيمها عبر ما يسمى Privacy Shield والاتفاقيات الأخرى التي تستخدمها «ميتا» لتخزين البيانات من المستخدمين الأوروبيين على الخوادم الأميركية.
تخيّلوا أننا نتحدث عن خلافات دول، وليس دولة واحدة، ودول من العالم الأول أيضاً، مع رئيس شركة شاب أميركي، وحده؛ حيث البقية في شركته يأتمرون بأمره، وهو يقول لهم، إما الخضوع لشروطي في استخدام واحتكار بيانات المواطنين، وإما أحرمكم من جنّتي.
هذا كلام شركة زوكربيرغ نفسها، شركة «ميتا»، التي ركّزت في تعليقها على أن مشاركة البيانات بين البلدان والمناطق «أمرٌ بالغ الأهمية» لتوفير خدماتها والإعلان المستهدف؛ حيث تخضع الاتفاقيات الحالية لتمكين عمليات نقل البيانات حالياً لتدقيق شديد في الاتحاد الأوروبي، حسب وصف «ميتا».
لكن هذه المعاهدة التي تتشبث بها «ميتا»، كانت قد ألغيت من طرف محكمة العدل الأوروبية في يوليو (تموز) 2020، بسبب انتهاكات حماية البيانات، وبانتظار نسخة جديدة من المعاهدة.
معركة كبرى يجب علينا مراقبتها للبناء عليها، فإن انتصرت المجموعة الأوروبية في معركتها ضد «فيسبوك» أو «ميتا» التي تقتات وتتغذّى على بيانات الناس، فهذا نصر لمنطق الدول ضد منطق ما فوق الدولة، دولة «ميتا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة «ميتا» ضد دول أوروبا دولة «ميتا» ضد دول أوروبا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 07:55 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة فتح مطار بروكسل بعد توقف مؤقت نتيجة رصد طائرات مسيرة
المغرب اليوم - إعادة فتح مطار بروكسل بعد توقف مؤقت نتيجة رصد طائرات مسيرة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
المغرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib