زلزال سياسي

زلزال سياسي

المغرب اليوم -

زلزال سياسي

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

حتى الآنَ وصل عددُ القتلى بسبب زلازل تركيا وسوريا زهاءَ العشرين ألفَ إنسان، وملايين أخرى من المتضررين.
جاءَ الزلزال في موسم البرد، وضرب المساكين المقيمين أصلاً في العراء السوري أو القرى التركية الجنوبية، مما زاد من وجع المأساة.
في السياسة، للأسف، كل حدث قابل للتوظيف في بنك المضاربات السياسية والتسويق الجماهيري، لنقل إنَّ ذلك غير ممكن في سوريا اليوم، فلا سياسة ولا تنافس لأنَّ الدولة مفقودة أو بقيت منها أطلال شاحبة، خاصةً أنَّ الزلازل تركَّزت في إدلب وشمال سوريا الخاضعين لحكم ميليشيات كثير منها عميل لتركيا. ماذا عن تركيا نفسها؟
تقترب الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 14 مايو (أيار)، وتركيا تعاني اليوم من فاجعة الزلازل، وما زالت تنتشل قتلاها وما بقي من الأحياء في إقليم هاتاي وغيره.
قال المؤسس لشركة «Cribstone Strategic Macro»، مايك هاريس: «إذا أسيء التعامل مع جهود الإنقاذ، وأصيب الناس بالإحباط، فهناك رد فعل عنيف. والمسألة الأخرى بالطبع هي المباني وأيها هدم».
إردوغان نادى إلى انتخابات أوائل مايو وسط أزمة تكلفة المعيشة الوطنية، حيث تجاوز التضخم المحلي 57 في المائة - انخفاضاً من أكثر من 80 في المائة بين أغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني).
مراقبون قالوا إنَّه قد تكون وعود إردوغان المالية السابقة قبل الانتخابات - مثل زيادة الرواتب وخفض سن التقاعد - مستحيلة الآن، حيث سيتعيَّن توجيه المزيد من الأموال العامة نحو إعادةِ بناء مدن وبلدات بأكملها. فهل سيتحول زلزال تركيا الجيولوجي إلى زلزال سياسي جامح؟
التراجع الاقتصادي في تركيا، كما جاء في تقرير «العربية»، مدفوع بمزيج من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، ووباء «كوفيد - 19»، والحرب في أوكرانيا، وفي الغالب، من خلال السياسات الاقتصادية التي وجهها إردوغان والتي أدَّت إلى خفض أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم، ممَّا أدَّى إلى انخفاضات قياسية للعملة التركية مقابل الدولار. كما انخفضت احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية بشكل حاد في السنوات الأخيرة، وتضخم عجز الحساب الجاري لـ«أنقرة».
وعليه، فربما يصنع غضب الطبيعة المخيف، وتحرر طاقة الأرض الحبيسة في ميدان السياسة التركية، ما عجز عنه خصوم الإردوغانية السياسية هذه الأيام.
لكن قبل وبعد كل شيء، يظل الإنسان هو محور كل شيءٍ، من أجله، وبه، يصنع كل شيء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال سياسي زلزال سياسي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 19:34 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

فرنسا تندد بمقتل ناشط فلسطيني في الضفة
المغرب اليوم - فرنسا تندد بمقتل ناشط فلسطيني في الضفة

GMT 17:16 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 16:39 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 19:12 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس والشعور

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 19:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib