جثة صدّام أمام منزل المالكي

جثة صدّام أمام منزل المالكي

المغرب اليوم -

جثة صدّام أمام منزل المالكي

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أي قبل أيام يسيرة، حلّت ذكرى إعدام صدام حسين في التوقيت ذاته من عام 2006 في مشهد سيبقى خالداً في الذاكرة البشرية، أو على الأقل الذاكرة العربية.
في عيد الأضحى، وفي احتفالية طقوسية، أحاط «المنتقمون» بالرجل على منصة الإعدام وهتفوا ضده وهو في لحظاته الأخيرة من الحياة، هتافات انتقامية، لم يرد عليها الرجل الميت إلا بالسخرية.
زادت شعبية صدام بعد مشهد إعدامه كثيراً، وهو الأمر الذي توقعه الزميل الأستاذ غسان شربل في مقابلته مع الرجل الذي وقع أمر إعدامه، نوري المالكي، حين قابله في مايو (أيار) 2010 ولكن المالكي استهان بهذا الرأي حينها.
العجيب أن شعبية الرجل زادت لدى أجيال صغيرة، لم تعاصر حكمه ولا ذاقت وبال جرائمه، وما ذاك إلا بسبب الغضب ممن خلفوه على حكم العراق، من عصابات فاسدة وميليشيات عميلة لإيران، أو ربما بسبب النهاية السينمائية المذهلة لمشهد إعدامه، بطريقة تشبه إعدام الفاشيست الطليان لعمر المختار!
حتى القاضي الذي أصدر حكم إعدامه، وهو الكردي العراقي، رؤوف رشيد، كان منزعجاً من طريقة تنفيذ الإعدام وما بعد الإعدام، كما يذكرنا غسان شربل بالمقابلة التي أجراها في أربيل مع القاضي رشيد في مايو 2007.
يقول شربل إن رشيد لم يرغب في الدخول في تفاصيل ما أزعجه، وبينها أن بعض من حضروا الإعدام اقتادوا جثة صدام وطرحوها أمام منزل رئيس الوزراء نوري المالكي كأنهم أرادوا، وبنوع من الشماتة، أن يرى المالكي صدام قتيلاً في اللقاء الوحيد بينهما.
وهو الأمر الذي اعترف به المالكي في المقابلة المشار لها قبل قليل حين أجاب غسان عن سؤاله: هل رأيت صدام مرة؟ فقال المالكي: أبداً، لكنني اضطررت بعد إعدامه وبعد إلحاح من بعض الإخوة. وقفت أمام جثته نصف دقيقة، وقلت له: ماذا ينفع إعدامك؟ هل يعيد لنا الشهداء والبلد الذي دمرته؟
صدام رجل نذر نفسه لفكرة آيديولوجية، مثالية ساذجة، لكنه كان صادق الخدمة لها، حتى لو أدى ذلك لهلاكه وهلاك رفاقه، وهذا ما حصل بالفعل، قد يقال إن صموده أمام خصومه، أثناء محاكمته ويوم إعدامه، نوع من الشجاعة الفطرية الجبلية، مولودة معه، نراها مع بعض رجال العصابات حتى غير السياسيين، نقول: وليكن، بيد إن هذا السلوك أثار لدى فئات من الناس الإعجاب به، حتى من خصومه.
وبعد، رغم أن صدام حسين ارتكب جريمة ومهزلة القرن بغزوه للكويت، وهي اللحظة التي خلقت حلقات من الكوارث للأمن العربي، ورغم حكمه العراق بالحديد والنار، لكن من خلفوه أجبروا العراقيين، من الشيعة قبل السنة، على الترحم، على العهد الصدامي، بالنظر لمهازل العهود الجعفرية والمالكية والعبادية والمهدية... الى آخرهذه السلسلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جثة صدّام أمام منزل المالكي جثة صدّام أمام منزل المالكي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أحلام تتألق بإطلالة ملكية فاخرة باللون البنفسجي في حفلها بموسم جدة

جدة - المغرب اليوم

GMT 01:04 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروب "كافي توبا" الحلال يحارب بطالة السنغال

GMT 17:36 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

التراس الرجاء البيضاوي تهاجم سعيد حسبان وتصفه بالخبيث

GMT 15:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الفيلا صديقة البيئة المكان المناسب لقضاء العطلة

GMT 09:02 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مليون زهرة شتوية تزين شوارع عنيزة في المملكة السعودية

GMT 03:18 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفيلم المغربي "عمي" خلال مهرجان "مشاهد عربية" في واشنطن

GMT 06:35 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين "أرامكو" و"غانفور" لشراء فرضة "ماسفلاكت" للنفط

GMT 19:03 2024 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الوداد ينجّح في رفع عقوبة المنع من الفيفا

GMT 21:37 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يرتفع بدعم من ارتفاع الطلب وشح الإمدادات بأميركا

GMT 20:54 2023 الخميس ,18 أيار / مايو

البيض يتوقع الفائز بدوري أبطال أوروبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib