الأخطر من طالبان

الأخطر من طالبان!

المغرب اليوم -

الأخطر من طالبان

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

كم أرغب في معرفة تعليق من كانَ يدافع عن حركة طالبان حين «سلمتها» إدارة بايدن الأميركية مقاليدَ الحكم في أفغانستان وحكَّمتهم على رقاب الأفغان، النساء قبل الرجال، والعالم كله يتذكَّر فضيحة مطار كابل، تلك الخزية الإنسانية الكبرى.

حينها خرج علينا من خرج من قومنا وقال لا تنتقدوا طالبان، فهي غير طالبان الأمس، والمهاجر العربية والإسلامية والغربية والرعاية الأميركية القطرية التركية الباكستانية غيَّرت في فكر قادة طالبان، لا تعجلوا على القوم.
ما هو رأيهم اليوم، وقادة طالبان الذين يدرس بعض أولادهم في الجامعات الأميركية والأوروبية والعربية، وهم يمنعون فتيات أفغانستان من التعليم الجامعي؟!
موقف فاضح كشف للواهمين، الوجه الحقيقي لطالبان وكل من يشابه طالبان.
موقف استدعى رداً صريحاً ممن يخاف على سمعة الإسلام والمسلمين، لذا دعت هيئة كبار العلماء، في السعودية، السبت الماضي الحكومة الأفغانية، إلى تمكين المرأة الأفغانية من حق التعليم، مشيرةً إلى أنَّ منع المرأة من التعليم لا يجوز في شريعة الإسلام.
وهو الموقف نفسه الذي اتخذته مؤسسةُ الأزهر بمصر من خلال بيان شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، الذي قال فيه إنَّ «منعَ الفتيات الأفغانيَّات من التعليم الجامعي قرارٌ يتناقض والشريعة الإسلامية، ويصدمُ دعوتَها الصريحة للرجال والنساء في أن يطلبوا العلم من المهدِ إلى اللَّحْدِ».
وزارة الخارجية السعودية، كانت قد أعربت الأربعاء الماضي، عن استغراب وأسفِ المملكة، لقرار حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، بقيادة حركة «طالبان»، منعَ الفتيات الأفغانيات من حق التعليم الجامعي.
ومن يظن أن موقفَ طالبان شاذٌّ وليس له أنصارٌ في ديار العرب والمسلمين، فهو واهمٌ أيضاً، ولو واتتهم الفرصة لفعلوا مثل طالبان! لكنَّهم حالياً يكتفون بالمناصرة والتسويغ لفعلات طالبان، وأحياناً «التخدير» على منهج «أعطوهم فرصة»!
وجدت تعليقاً في «تويتر» لمن وصف نفسه بالأكاديمي، قال فيه معلقاً على ضرب ميليشيا طالبان للتلميذات الأفغانيات بالعصي والسياط، لأنهن يردن الدراسة فقط، فقال هذا الفطحل: «ما يعرف للأفغانيات المتمردات إلا الأفغاني. أين حياء المرأة واستحياؤها؟ الله يعينهم على هذه «الفتيات».
طالبان، ليست مجردَ حركة بشتونية ريفية، بل تعبر عن أزمة فكرية ومعضلة نفسية ما زالت تنبض في شرايين العقل وأوردة الروح العامة، تتفاوت درجةُ استفحالها، هذه الحالة، من مجتمع إلى مجتمع، ومن زمن لزمن، لكنها موجودة، وتتم استثارتها في لحظات سريعة، خصوصاً مع سهولة طرق التوصيل والتواصل في السوشيال ميديا.
أهم من مواجهة حركة طالبان، هو مواجهة الفكرة الطالبانية نفسها، التي يمارسها بعض من أوصياء الحقيقة وحماة التعصب والموتورين من أصحاب النفوس المعتلة في ديارنا… تلك هي طالبان الأخطر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخطر من طالبان الأخطر من طالبان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 01:02 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

زامير يقدّر أن السيطرة على غزة ستستغرق ستة أشهر
المغرب اليوم - زامير يقدّر أن السيطرة على غزة ستستغرق ستة أشهر

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929

GMT 23:46 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنك مغربي يصرف شيكا باللغة الأمازيغية

GMT 23:52 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

الفيضانات تقتل 141 حيوانًا بريًا في الهند

GMT 11:06 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الكشف عن "ميني كاب"أصغر سيارة إطفاء في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib