عبير الكتب النفيسي والعُميم والمتعة النقدية

عبير الكتب: النفيسي والعُميم والمتعة النقدية

المغرب اليوم -

عبير الكتب النفيسي والعُميم والمتعة النقدية

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

كتاب «عبد الله النفيسي. الرجل الفكرة التقلبات. سيرة غير تبجيلية» للناقد والكاتب السعودي علي العُميم مثالٌ مُلهمٌ لكيفية صناعة النقد الحقيقي، والتتبّع الجادّ والعمل الدؤوب والحرص التفصيلي، حين توجّه النيّة لكتابة نقدية تبقى ولا تُنسى.

النفيسي رجلٌ مثيرٌ للنقد، فهو يختزل في فكره وتقلّباته، سيرة جيل بل جيلين في الكويت بل الخليج والعالم العربي، كان - وما زال - مرجعية فكرية وحاكماً ثقافياً على عقول وأفئدة فئات من الناس، شباباً وشِيباً، عندهم أن النفيسي مصدر الحقيقة ومنبع الحق، وهادي الفكر وحادي الركب، والرائد الذي لا يكذب أهله.

الناقد العُميم تميّز بجدّية كتاباته وغزارة تفاصيلها، وطرافة معلوماتها، وجرأة أفكارها، ولذلك كان السابق في تسليط معاوله النقدية على ما يراه نشازاً، فراغ عليه ضرباً باليمين.

نشر العُميم دراسته عن الدكتور والناشط الكويتي عبد الله النفيسي في مجلّة «المجلّة»، ثم نُشرت في كتاب «شيء من النقد شيء من التاريخ: آراء في الحداثة والصحوة وفي الليبرالية واليسار»، ولقي إقبالاً من القراء رغم ضخامة حجمه، وأخيراً أُفرد الفصل الخاص بالنفيسي من ذلك الكتاب الضخم في كتاب لطيف الحجم، وهو مناسبة حديثنا اليوم، من منشورات «دار جداول».

شرح علي العمُيم، في لقاء سابق مع برنامج «سجال» على شبكة «العربية» جملةً من التفاصيل الكثيرة حول مراحل النفيسي ومكامن الضعف والزيف في فكره ومروياته.

مثلاً، قال إن د. عبد الله النفيسي أقرب ما يكون للداعية السياسي المهيِّج ثورياً، وسبق وألف كتباً تكفيرية في السبعينات، فالمحلل السياسي يقتضي حداً معيناً من الحيادية والتأمل الموضوعي، لكن النفيسي منخرط بالموضوع وداعٍ له ولا ينطبق عليه تصنيفه محللاً سياسياً.

وذكر العُميم أن عبد الله النفيسي قدّم ثلاثة تصورات متناقضة لأمن الخليج وفق تقلباته، فلديه التضارب والتناقض، وهو لا يجهل ذلك، ولكنه وجد أن لديه جمهوراً يبرر له!

وقال إن النفيسي منهجه كان معادياً للقومية العربية واليسار، والشيوعية، وهذا يتفق مع اتجاه اليمين الفكري، فهو ينتهج منهجاً إخوانياً قطبياً، ولكن مع الثورة الإيرانية أخذ موقعاً مناقضاً.

من لم يقرأ هذا الكتاب النقدي الأصيل والشجاع للباحث السعودي علي العُميم، فأظنّ أنّه قد فوّت على نفسه متعة فكرية ومغامرة قراءة ممتعة وثورية، خصوصاً من يرى في المنقود مصداقية الفكر وعمق التحليل واتساق النهج.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبير الكتب النفيسي والعُميم والمتعة النقدية عبير الكتب النفيسي والعُميم والمتعة النقدية



GMT 12:24 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

«هزيمة» أم «تراجع»؟

GMT 12:23 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

الأردن في مواجهة إوهام إيران والإخوان

GMT 12:22 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

رجل لا يتعب من القتل

GMT 12:21 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

عصر الترمبية

GMT 12:18 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

السعودية وهندسة تبريد المنطقة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

قراءة لمسار التفاوض بين واشنطن وطهران

GMT 12:16 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

على رُقعة الشطرنج

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 08:42 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

لبعوض يقض مضاجع ساكنة مدن مغربية

GMT 22:51 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية مولدافيا

GMT 15:54 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشلقاني تفوز بعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد البحر المتوسط

GMT 08:48 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "مايكل" يسبب خسائر كبيرة في قاعدة "تيندال" الجوية

GMT 14:41 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

تصرفات عقارات دبي تربح 3.43 مليار درهم في أسبوع

GMT 16:21 2015 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الملفوف " الكرنب" لحالات السمنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib