مشهد الشرق الجديد من يرسمه

مشهد الشرق الجديد... من يرسمه؟

المغرب اليوم -

مشهد الشرق الجديد من يرسمه

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

«الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً... عندما تُريده، يصبح حقيقة».

هكذا استخلص الكاتب الإسرائيلي آدم سكوت بيلوس في مقالة له بجريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تحت عنوان: «البنّاؤون ضد المدمّرين: لماذا رفض الشرق الأوسط الجديد نهاية العالم؟».

يزعم الكاتبُ أن هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان يشبه هجوم الشابّ الصربي المتطرف على أرشيدوق النمسا فرانتز فرديناند وقتله عام 1914. هذا الحادث الذي دفع أوروبا والعالم إلى إشعال الحرب العالمية الأولى، وكذلك كان هجوم «حماس» في 7 أكتوبر، حسب الكاتب الإسرائيلي، كان من المفترض أن يشعل هجوم السابع من أكتوبر انفجاراً إقليمياً كارثياً؛ لعكس مسار التاريخ وإشعال حرب مقدسة جديدة، حسب قوله.

بدلاً من الانهيار في الفوضى - والكلام ما زال لصاحبه - «أدركت الحكومات العربية - وشعوبها - أن السابع من أكتوبر كان بمثابة النَفَس الأخير للآيديولوجيات التي استعبدت المنطقة لقرنٍ من الزمان. من الدماء والركام، تُرسم الآن خريطة جديدة. الشرق الأوسط الجديد يُبنى على يد أولئك الذين اختاروا العقل على التعصب، والابتكار على الظلم، والكرامة على دور الضحية الدائم».

ومع ذلك يرى الكاتب أن الهيكل الأمني الجديد في الشرق الأوسط، هشٌّ، يواجه تحديات، أبرزها محاولات متوقعة من إيران وتركيا وبقايا الحركات الإسلامية لمقاومته، وسعي آلات الدعاية المتطرفة إلى تأجيج المظالم القديمة.

هذه خلاصة رأي من النخبة الإسرائيلية، ومهم أن نعرف كيف يرى العقل الإسرائيلي طبيعة المشهد في منطقتنا، هكذا تصل إلى التصور الصحيح، وتبني على الشيء مقتضاه.

نعم صحيح، أن محور الممانعة وتوابعه بقيادة إيران، شيعياً، والإخوان سُنيّاً، وبينهما أوشابٌ من بُقعٍ ثورية علمانية هنا وهناك، هذا المحور «تعوّر» وأُصيب بجروح بالغة، وتراجع زخمه وموقعه، لكنه - بالمناسبة - لم يمت.

غير أنه مَن قال إن البديل سيكون كما تصوره الكاتب الإسرائيلي؟!

الواقع أن «عقلاء» العرب منذ أيام الزعيم التونسي بورقيبة إلى أنور السادات والملك فهد ثم الملك عبد الله، وغيرهم، قدّموا جملة من مشاريع السلام وإنهاء المعضلة في فلسطين وإسرائيل.

جُوبهت هذه المشاريع النبيلة والعاقلة، بجبهتي رفض:

الأولى عربية بقيادة أناس مثل صدّام حسين والقذافي وحافظ الأسد، وفلسطينيين مثل أحمد جبريل وجملة من «الأبوات»، ناهيك طبعاً عن «حماس» و«الجهاد»، وكل أصوليّي السياسة.

الثانية عتاة الغلّو العقائدي السياسي الإسرائيلي، بل إن أحد شبابهم اغتال رئيس الوزراء إسحاق رابين بسبب ذلك، واليوم يمثّل نتنياهو وبن غفير وأمثالهما، حائط صدّ يمنع تحقيق السلام وإنهاء الصراع، بسبب خرافاتهم العقائدية، ورعونتهم السياسية، وغرور القوة.

إذن، حتى يقوم شرق أوسط جديد، ونقي من جماعات التخريب والغلو، فليست المسؤولية فقط على مَن ذكرهم الكاتب الإسرائيلي في مقاله، بل على إسرائيل أيضاً.

رقصة التانغو كما يقولون تحتاج لطرفين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشهد الشرق الجديد من يرسمه مشهد الشرق الجديد من يرسمه



GMT 23:14 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

ذاكرة الرجل الصامت

GMT 23:12 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

إسرائيل... لماذا تفوَّقت في لبنان وليس في اليمن؟

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سبب آخر للاستقالة

GMT 23:05 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

البديل الحوثي للبنان...

GMT 23:04 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

التجويع بهدف التركيع

GMT 23:02 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

إلى متى ستعيش إسرائيل في رعب وتوجُّس؟

GMT 23:00 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

ماذا لو رد «الجميل» السلام؟!

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 16:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بورصة مسقط تتراجع 16.3 نقطة وتغلق عند 4273.44 نقطة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib