عمال كادحون وعمال مدللون
11 شهيدا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي على مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غربي مدينة رفح محاولة اغتيال مرشح الرئاسة الكولومبية ميجيل أوريبي خلال فعالية انتخابية غرب العاصمة بوجوتا زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر يضرب المحيط الهندي الأونروا تصف منع دخول الصحفيين إلى غزة بأنه حظر على نقل الحقيقة البنك الدولي يُعلن تحديث خط الفقر الدولي ليصبح 3 دولارات للشخص الواحد يوميًا زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة جبل آثوس في شمال اليونان سرايا القدس تعلن استهداف قوة إسرائيلية في كمين محكم بتل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة إصابة أربعة عناصر من الأمن العام السوري جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم تفكيكها في بلدة البغيلية بريف دير الزور الغربي الولايات المتحدة تُجدد دعمها الكامل لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزة انفجار عبوة ناسفة بمركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام نفذته قوات الاحتلال ضمن حملة أمنية وسط مدينة جنين
أخر الأخبار

عمال كادحون وعمال مدللون

المغرب اليوم -

عمال كادحون وعمال مدللون

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

كتب والد لابنه، فقال: «ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شاباً، وتحقق أمنية عمري، ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء، وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت، وعندما تكبر ستفخر بأبيك، وتحكي قصته لأصدقائك». تلك كلمات تنضح نبلاً، ويمكن الافتراض أن أي أبٍ، بأي من مشارق الأرض، أو المغارب، قد يتركها وراءه، ليس بقصد أن يوصي بها ولده فحسب، بل أيضاً كي تكون بلاغاً منه للملأ أجمعين، يبلغهم عبره، جيلاً بعد جيل، ما مضمونه أن كل المؤمنين بعدالة قضاياهم، سوف يبصرون نور العدل، ويعيشون فرح انتصار الحق ذات يوم، وإن اضطروا لانتظار وصوله ردحاً يستغرق قروناً من عقود الزمان تستمر طويلاً.
وضع أوغست سبايز كلمات تلك الوصية لطفله جيم، قبل أن يُساق يوم الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1887 لتنفيذ حكم جائر بإعدام أربعة أميركيين، أدينوا ظُلماً بجرم ما ارتكبوه، بعدما ألقى مجهول قنبلة وسط تجمع عمالي حاشد في «هيماركت»، نهار الثالث من مايو (أيار) عام 1886، مما أدى إلى مقتل أحد عشر شخصاً، بينهم سبعة ضباط شرطة، ثم تبين بعد تحقيقات مكثفة، لاحقاً، أن الفاعل كان شرطياً أراد إشعال نار الفتنة بين العمال المطالبين بحقوقهم، وبين قوات أمن مهمتها حماية المتظاهرين أنفسهم، بل وتمكينهم من توصيل رسالتهم، لأنه على الأرجح كان مدفوعاً، أو متأثراً، بتحريض من قبل كبار أصحاب المصانع، ومُلاك كبريات المزارع، وقطاعات الأعمال في الولايات المتحدة، زمنذاك، الذين كانوا متشددين في رفض مطالب العمال بتحديد ساعات العمل فلا تزيد عن ثماني فقط، إذ رأوا في ذلك تصدياً لجشع أرباح تجارتهم، وبالتالي تهديداً لمصالح ورثتهم فيما بعد.
بيد أن زمناً سوف يأتي فيثبت كيف أن الصحافي أوغست سبايز، الذي كان مسؤولاً عن تحرير صحيفة عمالية، ورفاقه المنخرطين في صفوف الدفاع عن حقوق العمال، قدر ما أنهم كانوا على حق فعلاً، فإن نضالهم العادل، بما حقق من مكاسب للعمال الأميركيين، سيوصل فيما بعد، إلى نوع من الشطط في أوساط عمال مجتمعات دول العالم الصناعي المتقدم، تحديداً خلال النصف الثاني من القرن الماضي، إذ أن قادة النقابات العمالية، خصوصاً بعدما استولى عليها ملتزمون بمناهج أقصى اليسار المتطرف، حيثما توجد في أغلب الدول الصناعية، انطلقوا يرون أنفسهم قيادات سياسية أكثر منها مِهنية فقط، وراحوا يطالبون بأدوار تتجاوز نطاق اختصاصاتهم بكثير، ولم يترددوا في وضع شروط كانت تبدو مُذلة للسياسيين، أحياناً، كلما تعلق الأمر باسترضاء مواقفهم خلال المعارك الانتخابية. ظل هذا النهج سائداً حتى مجيء مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية، التي خاضت معركة «كسر عظم»، كما توصف، ضد نقابة عمال المناجم أولاً، ثم مع عموم النقابات، وفي مقدمها اتحادات عمال المطابع، التي كانت تتحكم حتى بمستويات التطور التقني داخل مؤسسات صحف «فليت ستريت»، وبما حققت ثاتشر من انتصار في معاركها العمالية تلك، جذبت إليها الأنظار عبر العالم ككل، فأطلِق عليها وصف «السيدة الحديدية».
جانب ثان أتى مع مكاسب نقابات العمال في الدول الصناعية تمثل في نزوع أعداد معتبرة منهم نحو نوع من الاستعلاء في التعامل مع غيرهم من طبقات المجتمع. الأرجح أن كل من اضطر لطلب تدخل سريع من عامل كهرباء، أو بناء، أو صرف صحي، أو غير ذلك من الخدمات المنزلية، بأي مجتمع أوروبي، يستطيع أن يستحضر كم المعاناة التي مر بها مع معظم هؤلاء. السبب واضح كل الوضوح، وخلاصته أن عمال المجتمعات الأوروبية باتوا يشكلون نوعاً من «الطبقة المُستبدة»، التي تستغل حاجة الآخرين إليها بقصد أن تُملي شروطها، حتى لو أنها في منتهى الإجحاف. في المقابل، يظل السواد الأعظم من عمال الدول النامية، أو المجتمعات الفقيرة، يكدح معظم ساعات النهار، وأحياناً الليل كله، لأجل توفير طعام صغار العيال، وربما الكبار منهم أيضاً، ممن لا يجدون العمل، ولا الوظائف، في ظل انتشار البطالة، وارتفاع معدلات الغلاء. أولئك عمال أميركا وأوروبا المدللون، يقابلهم عمال باقي دول العالم الكادحين. الفارق كبير على الضفتين، إنما يصر كل منهما على حق الاحتفال بيوم أول مايو كل عام، حتى لو لمجرد التمتع بنهار إجازة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمال كادحون وعمال مدللون عمال كادحون وعمال مدللون



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 17:42 2023 السبت ,08 إبريل / نيسان

4.9 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في 2022

GMT 23:30 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

«تيك توك» تفرض قيودا على بعض المقاطع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,29 أيار / مايو

حقائق تجهليها عن شهر العسل

GMT 10:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف مستجدات الحالة الوبائية

GMT 00:09 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لعبة Sekiro تفوز بجائزة لعبة السنة على متجر Steam

GMT 10:03 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

البدلة الرسمية على طريقة المُصمم العالم توم فورد

GMT 23:34 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أهم مميزات ومواصفات سيارة "BMW X7" الجديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib