ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

ملكة استثنائية... ورئيس ظاهرة

المغرب اليوم -

ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

استثناء إليزابيث الثانية بالقول إنها ملكة استثنائية بين غيرها من ملكات وملوك المملكة المتحدة، ودول الكومنولث، مبرر موضوعياً، وليس عاطفياً فحسب. الصفة ليست مستحقة فقط لأنها أول مَن يحتفل بمناسبة «يوبيل بلاتيني»، بل لأن عدداً من الأسباب الموضوعية تجيز للمؤرخين تمييز عهدها عن غيره، من بينها أن سمات شخصيتها، منذ بدايات شبابها، وإلى بضع سنين قبل توليها المُلك، كانت تؤكد أن ملكة غير عادية سوف ترث عرش أبيها الملك جورج السادس، فور وفاته. ذلك، بالضبط، ما حصل في سادس فبراير (شباط) من عام 1952.
ليس ممكناً سرد مجمل أسباب تميز عهد الملكة إليزابيث الثانية في مساحة كهذه، إنما جائز القول إن أبرز ما اتسمت به يتجلى في أمرين لكل منهما مستوى عال من الأهمية. الأول هو البساطة في التعامل مع الناس، وقد تساوى، في ذلك الجانب من شخصيتها، كبار القوم، مع البسطاء منهم، سواء كانوا من أهل الدار، أو ضيوفها من الزوار. هذا التواضع هو تواضع الكبار، الذي وضع روبرت لاسي، المتخصص في التأريخ الملكي، الإصبع عليه تحديداً، إذ يتحدث بضع دقائق لقناة «بي بي سي» مساء السبت الماضي، فيقول ما مضمونه أن اتسام الملكة بالتواضع «HUMBLE» ينسجم تماماً مع السمات التي يجب أن تتحلى بها في الزمن الحديث، فكيف إذا كان هذا هو نهجها منذ بدأت عهدها قبل سبعين عاماً. دليل ثان، وهو الأحدث، يؤشر على الاستثنائية في شخصية إليزابيث الثانية، وفي أسلوبها كملكة، وهو يتمثل في موقفها من كاميلا، دوقة كورنوول وقرينة وريث عرشها، الأمير تشارلز، إذ أشارت الملكة في بيانها لمناسبة احتفالات يوبيلها البلاتيني أن زوجة أمير ويلز يجب أن تحمل لقب «الملكة القرينة» عندما يعتلي زوجها العرش. الموقف استثنائي لأن التقليد الملكي هنا كان يحول دون احتمال لقاء أي ملك، أو ملكة، مع كاميلا لمجرد أنها مطلقة من زواج سابق لزواجها من الأمير تشارلز، لكن الملكة عملت على إزالة هكذا حواجز منذ زمن، عندما أعطت مباركتها لزواج ابنها من كاميلا باركر عام 2005.
ثاني الأمرين في تميز عهد الملكة إليزابيث يتمثل في ترفعها التام عن التدخل المباشر في الشأن السياسي. صحيح أن الحكم في بريطانيا يقوم على أساس أن «الملكة تملك ولا تحكم»، لكن هذا لم يكن ليمنع الملكة من الإيحاء لرئيس وزراء أي من حكوماتها بالسير في اتجاه معين ترغبه هي لبلدها. يمكن القول إن هناك نوعاً من الإجماع بين أغلب المتابعين على ترفع إليزابيث الثانية عن إقحام ذاتها في شؤون الحكم اليومية. دليل ذلك يتضح في الضجيج الذي أعقب ما تسرب عن محاولات إعطاء انطباع أن الملكة كانت تؤيد اتجاه «بريكست» خلال الحملات التي سبقت استفتاء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. حتى لو أنها بالفعل مع ذلك التوجه، لم يكن ممكناً أن تقدم على هكذا تدخل بأي حال من الأحوال.
بوريس جونسون نفسه، رئيس الحكومة الحالي، كان نجم حملات استفتاء «بريكست» آنذاك، وعندما ترددت تلك الشائعات عن وجود ذلك التوجه الملكي، سارع كثيرون إلى توجيه إصبع الاتهام بالتسريب نحوه، غير أن أحداً لم يقدم ما يثبت صحة ادعاءات كهذه. لكن مستر بوريس، وهو الرئيس الرابع عشر بين رؤساء الحكومات التي شُكلت خلال عهد الملكة إليزابيث الثانية، حتى الآن، يشكل حقاً ظاهرة وحده بين كل سابقيه، سواء كانوا من حزب «المحافظين»، بدءاً من ونستون تشرشل وصولاً إلى تيريزا ماي، أو أنهم من «العمال»، من هارولد ويلسون حتى غوردن براون. نعم، هكذا هو مستر جونسون، تتفق معه أو تختلف، ليس شبيهاً بأي من ساسة بريطانيا الذين قادوا حكوماتها طوال السبعين عاماً الماضية. هو غير شبيه بأي منهم منذ بواكير شبابه السياسي في اتحاد الطلاب، مروراً بالجهر بطموحاته فور وصوله إلى البرلمان، ثم توظيف ملكاته الفكرية، وإشهار القلم على صفحات كبرى صحف اليمين، مثل «ديلي تلغراف»، والكتابة بأسلوب يجمع النخبوية مع الشعبوية، ثم إنه لا يشبه أياً من سابقيه بين رؤساء الحكومات، لا في فلتات لسانه، ولا في مغامراته السياسية، فضلاً عن العاطفية، وصولاً إلى قدرته على النفاذ من أزماته كافة. أوليس يشكل هكذا رئيس حكومة ظاهرة بالفعل؟ بلى، وفق ما أرى. لعلي أصبت، وربما أخطأت التقدير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib