عداء ذكوري قديم للنساء
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

عداء ذكوري قديم للنساء

المغرب اليوم -

عداء ذكوري قديم للنساء

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

من ضفاف الأطلسي الأميركية، إلى بلاد الشرق القديم، التي تُعطى في معظم أمهات الكتب، وفي سجلات التوثيق التاريخي، وصف «مهد الحضارات»، وتحمل اسم «أرض الديانات»، انشغل ملايين الناس خلال الأسبوع الماضي بثلاث وقائع تتعلق تحديداً بأوضاع المرأة، إنما من منطلقات مختلفة. ففي الولايات المتحدة، صُعِق المهتمون بتعزيز حقوق النساء في كل المجالات، والمنتمون إلى مختلف التيارات والأطياف، بقرار محكمة نيويورك العليا إلغاء قانون صادر منذ العام 1973 يعطي نساء أميركا عموماً حق الإقدام على الإجهاض، إذا اخترن ذلك، وبالتالي تخويل الولايات، بشكل انفرادي، الحق في اتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن. حدث غير عادي، بكل تأكيد. أما الشرق العربي، فصُدم بارتكاب طالبين جريمتي قتل زميلتين لهما في عز النهار، وضمن رحاب الحرم الجامعي. اهتز لوقع الجريمتين المجتمعان الأردني والمصري، ومعهما قطاعات عدة بكل المجتمعات العربية، ثم إن الحدث أثار، داخل البلدين وخارجهما، تساؤلات تدور في معظمها حول الدوافع، وعما إذا كانت هناك مؤشرات تحذر من احتمال وقوع هكذا جريمة تروّع الناس، إنما لم يُلتفت إليها بشكل جدّي.
مبدئياً، مفهوم تماماً أن تثير جريمتا قتل الطالبة المصرية، ثم بعدها بأيام الطالبة الأردنية، ذلك النوع من الفزع، إنما من الجائز أيضاً التساؤل؛ لِماذا بدا رد الفعل على الواقعتين وكأن الأمر لم يقع من قبل بتاتاً؟ الواقع، أنه ليس في مصر والأردن وحدهما، بل في كل المجتمعات، وليس حصراً في ديار العرب والمسلمين وحدهم، تواجه النساء خطر ارتفاع معدلات جرائم القتل ضدهن، وفي حالات كثيرة، خصوصاً في الدول النامية، وتحديداً في المناطق النائية، وبتحديد أكثر في أرياف تلك الدول، كثيراً ما تُقتل المرأة وتدفن، بلا حس ولا خبر، أما التعليل الأكثر شيوعاً، في هذا السياق، فهو ادعاء «غسل العار» المزعوم، الذي يُمارس أحياناً قبل التأكد من وقوع «عار» في الأساس، أساء إلى أهل المغدور بها. هذا جُرم يقع في حالات عدة على مسمع أوساط أجهزة أمن، ومرأى رجال قانون، فلا يبدون كثير اهتمام، فقط يكتفون بإبداء أسف ما، ولعلهم يواسون ذوي الضحية لما سببته لهم هي من إساءة للشرف العائلي. منطق أعرج، ومعكوس، كما ترون، لكنه انعكاس لنهج قائم منذ قديم القرون، إنه نهج عداء ذكوري متأصل في النفوس ضد النساء لأنهن - وفق ذلك التفكير السقيم - المخلوق الأضعف، ليس في بنيتهن الجسمانية فحسب، بل لجهة كفاءتهن عموماً.
سوف يُقال، رداً على ما سبق، ما خلاصته أن مجتمعات العالم، باختلاف الثقافات والعقائد، تجاوزت هكذا مفاهيم ولم يبق منها الكثير الذي يشكل من الخطر ما يجب أن يثير القلق. نعم، وكلا. صحيح أن أغلب المجتمعات على امتداد الكوكب مشت إلى الأمام، ووضعت وراءها عادات وتقاليد كثيرة كانت تعيق إسهام المرأة في تقدم بلادها. إنما، كلا، لم يجرِ بعد تنظيف الرؤوس تماماً من فكر ذكوري يعشش تحت مسام الجلد، ويعيش حالة إنكار ذهني دائم - «State Of Denial» - يأبى تقبّل حقيقة أن أي امرأة ذات كفاءة، يمكنها إثبات أنها تملك زمام المبادرة، وأن بوسعها التحليق بنجاح لافت للأنظار في فضاءات تخصصها. تكراراً، هكذا تفكير ليس حكراً على أقطار بعينها، ولا يخص ثقافة دون غيرها. كلا، من ينظر جيداً، ويتفحص بعمق مسيرة التقدم النسوي عالمياً، يستطيع أن يلمس وجود ظاهرة قِدم العَداء لتقدم النساء، بلا كثير عناء. ألا تذكرون «المرأة الحديدية»؟
بالطبع تذكرونها. الواقع المُوّثق يقول إن مارغريت ثاتشر، ابنة البقال البسيط، اكتسبت تلك الصفة عن حق وجدارة بعدما خاضت معاركها بإرادة صلبة، أولاً ضد أوساط رجال حزب «المحافظين» الكبار، الذين استكبروا أن تكون زعيمتهم امرأة، ثم تالياً في كل المعارك السياسية التي خاضتها داخل بريطانيا وخارجها. السيدة ثاتشر مثال حي، من ثمانينات القرن الماضي، لكن الظاهرة أقدم من ذلك بقرون. في الفيلم الرائع «The Devil Wears Prada» تثبت القديرة ميريل ستريب أن بوسع امرأة ذات موهبة أن تغير الواقع المتكلس، وأن تقدم المزيد من النجوم التي تتألق حولها. انتصار مهم على عقدة التفوق الذكوري. قرار محكمة نيويورك العليا الأخير تراجع مؤلم ينتكس بحق النساء في حرية الاختيار سنين إلى الوراء. لكن لا شيء يتوقف عند نقطة على سطر. كلا، الحياة تمضي باستمرار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عداء ذكوري قديم للنساء عداء ذكوري قديم للنساء



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib