بوح مؤثر سير فرح
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

بوح مؤثر... سير فرح

المغرب اليوم -

بوح مؤثر سير فرح

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

انشغال الرأي العام البريطاني بمتابعة أجواء معركة انتخاب بديل بوريس جونسون في زعامة حزب «المحافظين»، ورئاسة الوزراء، لم يَحُلْ دون إصغاء كثيرين منهم، الأربعاء الماضي، لما أقدم عليه العدّاء الصومالي الأصل، المعروف عالمياً باسم «مو فرح»، عبر فيلم وثائقي عرضته «بي بي سي»، أزاح خلاله الستار عن بضعة أسرار بشأن حقيقة هويته، من اسمه الحقيقي عندما وُلد، وكيف تقطعت السُّبل بينه وبين والديه بسبب أهوال الحرب الأهلية في الصومال، وصولاً إلى كشف النقاب عن دخوله بريطانيا طفلاً عبر شبكات تهريب أطفال إلى هذا البلد. استمع الكثيرون، وشاهدوا، الفائز بأربع بطولات أولمبية في مسابقات ركض المسافات الطويلة، يروي ما كان يكتم في صدره طوال سنين، فتأثروا بما عُرض أمامهم من البوح الشجاع، ولم يترددوا في إبداء إعجابهم، والإعراب عن تضامنهم مع نجم كان يجازف، في واقع الأمر، باحتمال التعرض لإجراءات عقاب له يجوز الافتراض أنها كانت ستشمل إلغاء جنسيته البريطانية، وتجريده من لقب «سير»، الممنوح من الملكة إليزابيث الثانية، تكريماً لإنجازاته في الفضاء الرياضي.
بيد أن أياً من ذلك لم يحصل، لأن وزارة الداخلية البريطانية رأت أن مسؤولية تغيير اسم الطفل حسين عبدي إلى محمد فرح، تقع على عاتق امرأة اختطفته ثم هربته إلى بريطانيا، وبالتالي فهو غير مسؤول عن تقديم معلومات مزوّرة للحصول على إذن الإقامة، ثم ما يترتب عليه من حق مشروع في الجنسية، التي شجعه على طلبها، وأعانه على إجراءات التقدم للحصول عليها، مدرس التربية الرياضية ألَن واتكنسون، الذي كان أول من أسرّ إليه محمد فرح بما حصل له أوائل سنوات صباه. أما الفضل الأساس في تشجيع محمد على التحدث للناس علناً بما يكتم من أحداث عاشها طفلاً، فيُرجعه سير فرح إلى تانيا، زوجته وأم أطفاله. في هذا السياق تقول تانيا، ما مضمونه التالي: «لقد خبرت سلسلة من الأحاسيس بعدما استمعت إلى حقيقة خلفيات قصته، وكان أول إحساس تملكني هو الحزن إزاء ما حصل له، رحتُ أتخيل صبياً في التاسعة من عمره يمر بكل ما مرّ به، وبالتالي أحسست بالغضب تجاه العاملين في شبكات تهريب البشر. الآن، بعد الحديث التلفزيوني، صار بإمكانه أن يحس أنه ليس لديه ما يخجل منه، وأن بإمكانه أن يشعر بالألم وأن يتحدث للآخرين عنه. إن هذا البرنامج الوثائقي هو بمثابة نوع من العلاج النفساني».
ذلك صحيح تماماً. لقد أصابت تانيا فرح فيما ذهبت إليه، ذلك أن البوح، أياً كان مجاله، يتطلب في حد ذاته شجاعة ممن يقدم، أو تقدم عليه. بالطبع، سوف يُطرح في كثير من الحالات سؤال جوهره هو التالي: ما القصد من أي بوح قد يزيح الستار عن كثير من الأسرار الصادمة، وقد يولّد الكثير من أسئلة مسكوت عنها، وربما تثير الإجابات المتضاربة بشأنها من الضرر أبعد بكثير مما قد تأتي بما يفيد؟ السؤال مهم جداً، ولكن إجابته ليست سهلة أيضاً. فمن جهة، يفرض الموروث، خصوصاً في مجتمعات ما يُعرف بالعالم الثالث، على الفرد أن يقدم صالح المجموع على كل شأن يعني ذاته، حتى لو تطلب الأمر أن يضع جانباً ما يريح نفسه، ويعين على التصالح مع ماضيه المؤلم. في جهة مقابلة، من الجائز الافتراض أن بوح فرد بما يكتم من أحداث زمن مضى، قد يحمل في طياته من الدروس ما يفيد غيره من الناس ويعينهم على تجاوز مطبات الوقوع فيما يماثلها من أخطاء، أو خطايا. هناك كتّاب كبار عانوا كثيراً مع جمهورهم، وحتى ضمن علاقاتهم داخل عائلاتهم، لأنهم جازفوا بالاقتراب من الممنوع في بوحهم.
كما ترون، المشكل ليس سهلاً. وربما لأنه على هذا النحو من التعقيد جرى نحت مقولة شاعت في مجتمعات الغرب تقول التالي:
«EVERYONE HAS A SKELETON IN THE CLOSET»
بمعنى أن الماضي قد يأخذ وضع هيكل عظمي يختبئ في الذاكرة كما تُخبأ الملابس القديمة في الخزانة. صحيح. مع ذلك، يبقى من المهم القول إن البوح الذي أقدم عليه سير فرح مؤثر جداً في جوانب عدة، منها الذاتي، ومنها المجتمعي، ومنها الإنساني، ولذا ليس غريباً أن يتلقى فيضاً من الرسائل المشجعة التي انهالت عليه من مختلف أنحاء العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوح مؤثر سير فرح بوح مؤثر سير فرح



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة

GMT 20:55 2025 الإثنين ,24 آذار/ مارس

جزارون يتخلصون من لحم إناث الغنم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib